في منتصف ساحة الحرم اليوناني بالقاهرة، الجريك كامبس، كانت الشابة بسمة توكل تقف أمام أحد المشاريع التي تروج من خلالها لنشاطها البيئي، ومن خلفها بضع ملابس من هنا وهناك.

قبل عام من الآن، حلمت “بسمة” -في العقد الثالث من عمرها- بمشروع يركز على الاستدامة وسط حالة الاستهلاك القاتل الذي يأكل الأخضر واليابس من حولها. ليخرج مشروع “دايرة” لبيع الملابس القديمة بهدف مساعدة المحتاجين من ناحية، وتحقق الاستدامة الفكرة الأسمى التي لاقت استحسانها، من ناحية أخرى.

وجدت بسمة ضالتها في عرض مشروعها وأفكارها في محيط الحرم اليوناني “جريك كامبس”. حيث نظمت جمعية Greenish البيئية، أول مهرجان للتوعية بالبيئة والمخاطر التي تواجهها.

فتح مهرجان جرينش أبوابه، أمس، أمام الجمهور بفقرة موسيقية متنوعة. ثم توالت فعاليات المهرجان البيئي الأول من نوعه في الشرق الأوسط المهتمين بالبيئة من مختلف محافظات مصر.

أهداف المهرجان

يسعى مهرجان جرينش إلى تحقيق أهداف محددة وواضحة على رأسها زيادة الوعي عن أهمية البيئة. وكيفية التعامل مع النفايات بهدف الوصول لعالم أكثر استدامة..

ويستهدف المهرجان تعليم الأنشطة البيئية من خلال ورش العمل المتواجدة طيلة اليوم. فضلا عن تعلم كيفية تقليل النفايات، وإعادة استخدامها وتدويرها.

دايرة للملابس القديمة

بنيت فكرة بسمة على مشاهدات حياتية، البعض يرتدي ملابسه مرة واحدة ولأسباب عديدة لا يلقي لها بالًا مرة أخرى. لذا ترتكز الفكرة على تشجيع الآخرين على بيع أو التبرع بتلك الملابس ومن ثم إعادة تهيئتها لتكون صالحة للبيع مرة آخرى ولو بربع الثمن.

دايرة للملابس القديمة
دايرة للملابس القديمة

الغرض من إعادة البيع حصول عارض تلك الملابس على الأموال من أجل التبرع بها للمحتاجين. تقول بسمة: “الملابس في الدولاب ليس قيمتها ربع تمنها ففي حالة الانتقال لآخر أصبحت قيمتها ١00%”.

أطلقت بسمة مبادرتها من خلال موقع الـ”فيس بوك” التي لاقت صدى واسعا. حيث تطوع المئات بملابسهم القديمة بهدف التبرع أو البيع واستخدام الأموال مرة أخرى للتبرع لتحقيق فكرة “الدايرة”.

تقول بسمة: “بالطبع كان هناك تخوف من عدم نجاح الفكرة، لكن أولاد الحلال كتير، وبالفعل فوجئت بتبرع المئات بملابسهم لتبدأ الدايرة في العمل بشكل تلقائي”.

منذ تأسيس “الدايرة”. تم جمع أكثر من 220 قطعة ملابس ذات جودة عالية، وتم التبرع بأرباح مبيعاتها إلى مستشفى سرطان الأطفال.  ودار الايتام في القاهرة القديمة. ومستشفى أبو الريش للأطفال، ومؤسسة مرسال لدعم العمالة المتضررة من حظر التجول جراء انتشار جائحة فيروس كورونا. ودار الضيافة الصفاء المسنين، ومؤسسة مصر الخير لدعم مستشفيات الحجر الصحي، و مؤسسة معا لإنقاذ إنسان للمشردين”.

فعاليات متنوعة

شهد المهرجان العديد من الفعاليات المختلفة التي تنوعت بين ورش العمل في مجالات الفنون المختلفة. إلى جانب التعريف بالمهارات البيئية المختلفة. سواء بتقديم نبذة عن إعادة التدوير الإبداعي. مع تعريف الإدارة المستدامة للفعاليات الفنية، والنجارة، والزراعة وتصنيع السماد العضوي.

كما ضم المهرجان العديد من الجلسات النقاشية حول موضوعات متعلقة بالبيئة. مثل إدارة المخلفات، وكيفية الوصول إلى مدن مستدامة، والسياحة البيئية وتطورات مؤتمر تغير المناخ 2021.

يهدف المهرجان إلى خلق حلقة وصل بين العاملين في مجال البيئة والجمهور المهتم من الشباب والشابات. وجمع برنامج المهرجان العديد من الأنشطة على مدار اليوم.

مشاركت مهرجان جرينش

مشاركات دولية

وشارك عدد كبير من الجمعيات والشركات والأفراد الذين يقدمون حلول بيئية مستدامة للسوق المصري. وعرض المشاركون منتجاتهم على مدار اليوم.

وتحت عنوان سياسات وجهود الانتقال إلى اقتصاد صديق. شاركت عدد من السفارات الأجنبية في مهرجان جريتش، من خلال ممثليهم بالقاهرة وهم (سويسرا وبريطانيا وإيطاليا).

وأدار الندوة مديرة مكتب التعاون الدولي لسفارة سويسرا لدى القاهرة، وتحدث خلالها ممثلو سفارات سويسرا وإنجلترا، وإيطاليا بالقاهرة.

يتضمن برنامج المهرجان ورش عمل متعددة في التصوير، الأوريجامي، الحكي، الرسم على الفخار، الزراعة، وموضوعات أخرى، سنعلن علن التفاصيل وكيفية الاشتراك فيها قريب.

محمية دجلة

ما أن تدلف بقدميك داخل الحرم اليوناني لتبدأ أذنك التقاط الصرخات والقهقهات للشباب والفتيات. المرتديات لنظارات الواقع الافتراضي التي تنقلهم إلى محمية دجلة الواقعة على بعد عشرات الكيلومترات من العاصمة المصرية.

تقول “عايدة محمد” إحدى المشاركات في تجربة الواقع الافتراضي لمحمية وادي دجلة: “كانت تجربة مثيرة، أن تقف وسط هذا الجمع وما أن تضع نظارة الواقع الافتراضي حتى تنتقل إلى محمية مليئة بالحيوانات والمشاهد الطبيعية الخلابة، أمرا يثير الفضول لاستكشاف المحمية بشكل أكثر واقعية”.

يأتي متحف محمية وادي دجلة الافتراضي ضمن مشروع الجمعية المصرية لحماية الطبيعة، وهي فكرة أطلقها مجموعة من الشباب المهتمين بالبيئة والتعريف بتاريخ وطبيعة البيئة من حولنا.

تضيف عايدة: “التجربة جديدة كلية، لم يسبق لي أن أذهب إلى محمية وأن أرى الطبيعة بمثل هذا القرب. تجاربي السابقة لم تكن مشجعة. رحلات مع الجامعة ضمن فاعليات إحدى الأسر. ولم تحظ باهتمامي، لكن تلك التجربة التي لم تستمر سوى بضع دقائق شجعتني إلى أن أزور المحمية في أقرب فرصة خاصة أنها تبعد عن القاهرة قليلا ولا تحتاج إلى سفر وترحال”.

تضم رحلة الواقع الافتراضي لمحمية وادي دجلة ثلاث فيديوهات تنقل المشاهد إلى قلب المحمية ويضيف إليه معلومات مثيرة لم يكن ليتعرض لها دون تلك التجربة.

وتنقسم تجربة متحف المحمية إلى ثلاث مقاطع فيديو، الأول يتناول التنوع البيولوجي بالمنطقة، وآخر عن التاريخ البيولوجي، والثالث عن الأنشطة البيئية، وتتوفر مقاطع الفيديو باللغتين العربية والانجليزية.

 

شارك في التقرير: سوزان عبدالغني