منذ إقالة حسام البدري من تدريب الفريق القومي مساء أمس الإثنين، لسوء الأداء الفني خلال ولايته التي استمرت عامين، تعكف اللجنة الثلاثية برئاسة أحمد مجاهد المكلفة بتسيير شؤون اتحاد الكرة، على اختيار المدير الفني الجديد للفريق القومي، وسط ترشيحات عدة يتناولها الجميع من إعلاميين وجماهير عبر البرامج التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
وتضاربت التقارير الصادرة من داخل أروقة اتحاد الكرة. بين اختيارات عدة ما بين أجانب وبين مدربين محليين لقيادة سفينة الفراعنة قبل التحدي الصعب الشهر المقبل عند ملاقاة ليبيا ذهابا وإيابا في ظرف 4 أيام بتصفيات كأس العالم 2022.
فتارة يخرج اسم مدرب كبالونة اختبار للجماهير ثم يخرج آخر وهكذا منذ إقالة البدري مساء أمس.
ونستعرض أبرز 4 مرشحين لتدريب المنتخب خلفًا للبدري. بينهم ثنائي محلي وثنائي أجنبي في انتظار كلمة الفصل وحسم ذلك الملف من قبل اتحاد الكرة في مدة أقصاها 48 ساعة كما أعلن في بيانه عقب إقالة البدري.
ثنائي محلي وصراع محتدم
الثنائي المحلي الأبرز لتدريب المنتخب هما إيهاب جلال مدرب الإسماعيلي ويأتي في المرتبة الأولى. ثم حسام حسن مدرب الاتحاد السكندري الذي يتمتع بدعم جماهيري كبير ليقود المنتخب في الفترة الحالية وكذلك من أغلب نجوم الكرة المصرية السابقين مثل ميدو وإبراهيم سعيد. ولكن لخلافات شخصية بين التوأم الأشهر بالكرة المصرية مع أحمد مجاهد وهاني أبو ريدة رئيس الاتحاد السابق الذي يدير الاتحاد أيضًا من بعيد بوكالة مجاهد أحد رجاله المخلصين بالعمل. يبتعد العميد عن حلمه بتدريب المنتخب القومي.
إيهاب جلال هو الآخر سيعقد جلسة اليوم مع مجاهد في الجبلاية لوضع كافة شروطه والتفاوض على تدريب المنتخب ومعرفة طلباته. بعدما كان قريبًا لقيادة المنتخب قبل عامين واختلف مع الاتحاد حينها على جهازه المعاون ورفض إملاء عليه أسماء بعينها. لتفشل المفاوضات ويأتي حسام البدري بديلاً له في تدريب الفراعنة.
ولكن هذه المرة سيكون هناك مرونة أكبر من مجاهد مع جلال على عكس تشدد عمرو الجنايني الرئيس المؤقت السابق للاتحاد. وربما يكون الاختيار الرسمي خلال ساعات لتولي قيادة المنتخب خلفًا للبدري كونه أبرز وأقوى المرشحين المحليين لتولي المهمة.
يتميز جلال بأسلوب فني هجومي ويقدم كرة قدم جميلة ويلعب بأسلوب البناء من الخلف. وهو أسلوب محبب لأغلب المصريين ويشبه أسلوب وهوية المنتخب إلى حد كبير والمستوى والشكل الذي قدمناه خلال فترة المعلم حسن شحاتة الذهبية من 2006 إلى 2010. كما أن لديه شخصية قوية ولا يتدخل أحد بعمله وعلاقته جيدة للغاية مع لاعبيه ويحبونه مما يساهم في لم الشمل بالمنتخب ورأب الصدع الذي أحدثه البدري، كما أنه قدم نجاحات كبيرة بالدوري المصري حيث حقق الوصافة بالدوري خلف الأهلي مع مصر المقاصة.
وحقق نجاحات واضحة مع أندية إنبي والإسماعيلي ولديه خبرات عريضة بالدوري الممتاز ويعرف اللاعبين عن كثب، ولديه فلسفة خاصة وصاحب فكر مميز قد يساعده الإمكانات الكبيرة والعناصر المميزة العديدة بالمنتخب على تقديم أفضل فتراته التدريبية ويحقق نجاحات عديدة ويكرر نسخة قريبة من نسخة المعلم شحاتة السابقة.
حسام حسن
العميد حسام حسن نسخة مطورة من الراحل محمود الجوهري مدربه السابق وأحد أباطرة التدريب المصرية. لديه خبرات عميقة كلاعب ومدرب تشفع له بتدريب المنتخب وتحقيق نجاحات سريعة. كما أنه أحد أساطير الكرة المصرية ويحظى بحب ودعم الجميع. ما ظهر في الساعات الأخيرة، حيث يطالب الجميع بحسام حسن مدربًا للمنتخب. لما له من كاريزما وتاريخ عظيم وكذلك قدرات شخصية وقتالية وفنية تدريبية عالية المستوى. وهي توليفة يحتاجها المنتخب حاليًا بشدة وربما يكون هذا السبب وراء دعم الجميع له لقيادة الفراعنة في الوقت الحرج الحالي.
حسام حسن يقدم كرة قدم جيدة مع توازن مناسب دفاعيًا وبالوسط. لديه تطور خططي وتكتيكي واضح ونجح في تحقيق إنجازات عدة مع الزمالك بولايته الأولى ومع المصري والاتحاد. جعلته واحد من أهم المدربين بالعقد الأخير في الدوري العام. كما أن تجربته الرائعة مع منتخب الأردن وقيادته له لمباراة الملحق في الصعود لكأس العالم أمام أوروجواي.
تعزز حظوظه بشكل كبير على حساب إيهاب جلال الذي يفتقد للعب تحت ضغط مع أندية كبيرة أو منتخبات من قبل كما أن مسيرته وخبراته كلاعب لا تقارن بالعميد وما لعب فيه من مستويات واحتكاك وبطولات وتمثيل مصر بشكل عظيم في كل المحافل.
يعد حسام حسن الأنسب في الوقت الحالي للفراعنة من وجهة نظر أغلب النقاد والجماهير. ما ظهر على السوشيال ميديا وخروج وسوم تطالب بتوليه تدريب المنتخب. ونسيان الخلافات الشخصية مع المسؤولين عن الاتحاد وإعلاء مصلحة مصر أمام كل الأمور الشخصية لإنقاذ المنتخب وسمعة الفراعنة الكروية بالقارة السمراء والتي اهتزت كثيرًا بالفترة الأخيرة.
ثنائي أجنبي
تعددت التسريبات والاختيارات من قبل اتحاد الكرة وكل المحيطين به من صحفيين وإعلاميين ومحبين. وبدأ الكل يتسابق ويطرح اسمًا جديدًا لتولي مهمة تدريب المنتخب. ففي شق المدرب الأجنبي. أكد الاتحاد في بيانه أن البرتغالي نيلو فينجادا المدرب السابق للزمالك والمدير الفني الحالي لاتحاد الكرة قد يتولى المسؤولية بشكل مؤقت لضيق الوقت قبل مباراتي ليبيا.
وطرحه كبالونة اختبار للجماهير التي رفضته بشكل تام لبعده الكبير عن التدريب منذ فترة. وقيادته لفرق مغمورة في آخر محطاته ما يعني أنه لا يصلح فنيًا للتدريب خاصة فريق بحجم منتخب مصر.
فينجادا
كما كشفت مصادر عن طلب فينجادا عقدا طويل لتدريب المنتخب في جلسته مع أحمد مجاهد وليس بشكل مؤقت. ما جعل المفاوضات تبوء بالفشل لعدم قناعة مجاهد باستمراره لفترة طويلة. كما يريد خاصة مع حالة الغضب عليه من الجميع عبر السوشيال ميديا، ليبتعد قليلاً عن الصورة.. فينجادا الذي رشح بصفته ومنصبه الثنائي البرتغالي جيمي باتشيكو وجيزوالدو فيريرا مدربي الزمالك السابقين لتولي المهمة خلفًا للبدري، بعد ابتعاده عن الصورة.
فايلر
على الجانب الآخر، طرح اسم السويسري رينيه فايلر المدير الفني السابق للأهلي. الذي قدم مع الأحمر نتائج إيجابية ومستوى فني مبهر قبل أن يرحل بالتراضي عن القلعة الحمراء، بسبب عدم قدرته على البقاء في مصر بعيدًا عن أسرته، في ظل مخاوف وباء فيروس كورونا.
وهو المرشح الأجنبي الأوفر حظًا كونه غير مرتبط بعقد مع أي فريق أو منتخب الآن. ولديه تجربة حديثة ناجحة بشدة مع الأهلي والكل يقدر ويشيد بقدراته الفنية ويعد اسما مقبولا بشدة لدى الجماهير. كما أن راتبه قد يكون في المتناول مثلما كان يتقاضى مع الأهلي أو يتم التفاوض على الأمر بحيث تصل الأمور لأفضل خيار للطرفين في الجانب المادي.
فايلر يقدم كرة قدم ممتعة ويلعب بأسلوب الاستحواذ المشابه لهوية وفلسفة المنتخب الكروية ونجح بشكل ساحق مع الأهلي. وعلى دراية كاملة بالدوري والمنتخب المصري ولاعبيه. ولن يأخذ وقتًا طويلاً في التأقلم والانسجام لسابق وجوده بمصر حتى العام الماضي فقط عندما رحل، ما يجعله أفضل الخيارات الأجنبية المرشحة لتدريب الفراعنة ويكون هو خيار مثالي مع حسام حسن لقيادة المنتخب بالوقت الحالي ويحظيان بدعم وقبول جماهيري وإعلامي ومن اللاعبين كذلك غير محدود وكبير للغاية.
أخيرًا هناك أقاويل عن عدة مدربين آخرين قد يتم الاستعانة بهم دربوا المنتخب من قبل. لكنها من ضم التكهنات والشائعات الكثيرة المنتشرة منذ إقالة البدري. وعلى رأسهم الأرجنتيني هيكتور كوبر الذي قاد المنتخب للوصول إلى نهائيات كأس العالم روسيا 2018. بعد غياب دام لـ28 سنة. ويرتبط حاليًا بتدريب منتخب الكونغو.
كما ظهر اسم الأمريكي بوب برادلي أيضًا وشوقي غريب مدرب المنتخب الأوليمبي المنتهي عمله مؤخرًا، ولكنها كلها أسماء لا تحظى بأي دعم جماهيري وهوجمت بمجرد ذكرها في السوشيال ميديا وبالتالي قد تكون فرصها ضعيفة للغاية وشبه معدومة في تدريب منتخب مصر.
جدير بالذكر أن المنتخب يمتلك 4 نقاط في رصيده بتصفيات كأس العالم من فوز على أنجولا بهدف نظيف في القاهرة. وتعادل مع الجابون بهدف لكل منهما في الجولة الثانية. احتل بهم صدارة المجموعة بشكل مؤقت في انتظار نتيجة مباراة ليبيا وأنجولا. حيث يحتل المنتخب الليبي المركز الثاني برصيد 3 نقاط بعد فوزه على الجابون بهدفين مقابل هدف في اللقاء الأول، بينما يحتل منتخب الجابون المركز الثالث وتأتي أنجولا بالمركز الرابع والأخير.