عاد الحراك الدبلوماسي مرة أخرى للتفاعل مع قضية سد النهضة، بعد جمود سيطر على الملف خلال الأسابيع الماضية. تزامن ذلك مع إعلان إثيوبيا بدء توليد الكهرباء، وإعلان جنوب افريقيا استعدادها للوساطة بين الدول الثلاث، بينما عبرت دول عربية تضامنها مع مصر والسودان.
سامح شكري: التوصل لاتفاق يجنِّب المنطقة ما لا يحمد عقباه
أصدر وزير الخارجية المصري سامح شكري، الخميس، تصريحات شديدة اللهجة، قائلاً إن التوصل لاتفاق ملزم حول سد النهضة سيجنب المنطقة مشهدا معقدا لا نرغب به ولا يحمد عقباه.
وقال في كلمة أمام الدورة العادية 156 لمجلس جامعة الدول العربية، إنه يعيد التأكيد على ثوابت الموقف التفاوضي لمصر والسودان بشأن سد النهضة، مشدداً على أن الحل يكمن في اتفاق ملزم وعادل يصون حق إثيوبيا في التنمية الذي نحترمه ونقدره ولكن لا يأتي بأي شكل من الأشكال خصماً من حقوق مصر والسودان المائية في نهر النيل. وتابع أن اعتماد قواعد ملء وتشغيل السد عبر اتفاق الأطراف المعنية اتفاقاً قانونياً ملزماً سيجنب انزلاق المنطقة إلى مشهد أكثر تعقيداً لا تحمد عقباه ولا نرغب في الذهاب إليه.
مصر حريصة على “تجنب صراع مسلح” حول سد النهضة
وفي مقابلة مع وكالة “بلومبرج” الأمريكية، قال سامح شكري إن مصر حريصة على “تجنب صراع مسلح” حول سد النهضة. ولفت في المقابلة التي نشرت الأربعاء، إلى أن مصر ملتزمة بالمحادثات، وأن “الصيغة كانت دائمًا أنه بالنسبة لأي دولة، جميع الخيارات مفتوحة دائمًا” في أزمة سد النهضة.
وشدد شكري على أن مصر حريصة على تجنب “أي نوع من الصراع العسكري”. وحذر من أن هذا الوضع “لا يمكن لمصرَ أن تتحمله، بل لن تتقبله أو تتسامح معه”
إثيوبيا: إعادة الملف إلى البيت الأفريقي “انتصار دبلوماسي”
أما المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي، فقال الخميس إن إعادة ملف سد النهضة إلى البيت الأفريقي (الاتحاد الأفريقي) يمثل “انتصارًا دبلوماسيًا كبيرًا” لأديس أبابا. وأضاف أن “محاولات تدويل سد النهضة” كانت أبرز التحديات التي واجهت إثيوبيا خلال العام الإثيوبي الحالي.
ودافعت إثيوبيا مرارا وتكرارا لإعادة ملف الأزمة إلى الاتحاد الأفريقي ورفض تداول القضية بمجلس الأمن، كما ترفض مطالب مصر والسودان بشأن وجود الرباعية الدولية كضامن لاتفاق ملزم قانونا.
وزير الري الإثيوبي يصطحب رجال دين في نزهة للسد
قام وزير الري الإثيوبي، سيليشي بيكيلي، الخميس، بزيارة إلى سد النهضة، رافقه خلالها 7 قادة من ديانات مختلفة في بلاده. وغرد بيكيلي عبر حسابه على موقع “تويتر”: “كان لي الشرف المتواضع بزيارة مشروع سد النهضة بصحبة قادة السبع ديانات في بلادي”.
وتابع أن القادة الدينيين أجروا الصلوات في موقع سد النهضة، ونقلوا التحيات الطيبة للجميع بمناسبة رأس السنة الإثيوبية.
ከሁሉም ቤተ እምነቶች የተውጣጡ ብፁዓን የህኃይማኖት አባቶች ጋር በመሆን በዛሬው እለት የህዳሴ ግድብን ጎብኝተናል:: ብፁአን አባቶችም በስፍራው ፀሎት አድርሰዋል: የአዲስ አመት መልካም ምኞትም አስተላልፈዋል:: @AbiyAhmedAli @MuferihatK pic.twitter.com/ycWkM2ZvIW
— Dr Eng Seleshi Bekele (@seleshi_b_a) September 9, 2021
وأضاف وزير الري الإثيوبي في تغريدة باللغة الأمهرية: “قمنا بزيارة سد النهضة اليوم مع الآباء القديسين من جميع الطوائف، كما صلى الآباء المباركون في المكان، وتمنوا عاما جديدا سعيدا”.
إثيوبيا تعلن بدء توليد الكهرباء من سد النهضة
أعلنت إثيوبيا أنها تنوي توليد الكهرباء من توربينات سد النهضة بحلول العام الإثيوبي الجديد. وقال وزير المياه والري الإثيوبي سيليشي بيكيلي، إنه مع تكثيف عملية بناء السد وسط تحديات مختلفة في عملية التفاوض (مع مصر والسودان)، تعمل الدولة الآن على البدء في توليد الكهرباء في الأشهر الأولى من العام الإثيوبي الجديد (يبدأ في 13 سبتمبر الجاري)، وفقا لوكالة الأنباء الإثيوبية. وجدد الوزير تأكيده على أن لإثيوبيا الحق في استخدام مواردها الطبيعية للتنمية ودحر الفقر في البلاد.
جنوب السودان: مستعدون للوساطة في ملف سد النهضة
إزاء ما سبق، عرض رئيس جنوب السودان سلفا كير، الوساطة من أجل تخفيف حدة الخلاف بشأن السد. جاء ذلك بحسب ما قاله وزير خارجية جنوب السودان بياتريس واني نوح لوكالة “سبوتنيك”، الخميس.
وأضاف نوج على هامش منتدى التعاون الدولي في القاهرة: “كان هناك الكثير من الجمود والأمور لا تتحرك. إنه (سلفا كير) مستعد للمساعدة والتوسط لأنه لا يؤمن بالحرب”.
جنوب السودان: لن نسمح باستخدام أراضينا ضد إثيوبيا
في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال وزير داخلية جنوب السودان بول مايوم أكيج، إن بلاده لا يمكن أن تسمح باستخدام أراضيها ضد إثيوبيا، مشيرا إلى وجود أياد خفية تستهدف زعزعة الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي.
وأشار الوزير خلال مباحثات أجراها مع سفير إثيوبيا في جنوب السودان نبيل مهدي، إلى أن العلاقة بين إثيوبيا وجنوب السودان تقوم على قيم ثقافية وتاريخية قوية لشعبي البلدين، مشيدا بالدعم الكبير الذي قدمته إثيوبيا لقضية شعب جنوب السودان.
تضامن عربي
وعلى هامش اجتماع اجتماعات مجلس الجامعة العربية الـ156 على مستوى وزراء الخارجية، أعربت عدة دول عربية تضامنها الكامل مع مع مصر والسودان في حل أزمة ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبية، ورفض أي إجراء أحادي يمس بحقوقهما المائية.
من بين الدول الداعمة الكويت وسلطنة عمان، اللتين قالتا إن الأمن المائي لكل من مصر والسودان، جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي. وأعربا عن دعمهما المساعي الإقليمية والدولية الرامية إلى حل أزمة سد النهضة، بما يراعي مصالح الأطراف وفقا لمبادئ القانون الدولي.