يبدو أن إيهاب جلال المدير الفني السابق للإسماعيلي والأسبق لأندية عدة أبرزها مصر المقاصة والزمالك. بات المدرب الأكثر طلبًا من الأندية ومنتخب مصر بالسنوات الأخيرة، خاصة بعد النجاح الهائل الذي قدمه رفقة مصر المقاصة حتى وصل بهم لوصافة الدوري خلف الأهلي ولعب في بطولة دوري أبطال أفريقيا. ولكن بعدها مر جلال بعدة تجارب لم يقدم بهم نفس النجاح، قبل أن تعلن إدارة نادي بيراميدز عن تعيينه رسميًا مدربًا للفريق، فهل هو الأنسب لطموحات الفريق الثري؟.
بيراميدز الذي جرب أغلب وأفضل مدربين مصر منذ ولادته وتغيير اسمه من الأسيوطي للأهرام. كما جلب عدة مدربين أجانب لامعة قدمت الإضافة للمسابقة المصرية. ولكنها لم تقدم البطولات لفريق الأثرياء، فهل يكون إيهاب جلال هو العلاج المناسب لداء بيراميدز بالموسم المقبل.
لاسيما بعد كم التحديات والصعوبات التي خاضها الفريق بالموسم المنقضي، والمنتظر أن تكون أكبر عليه وعلى المدرب الجديد بالموسم المقبل. هذا ما نعرضه وفقًا لتجارب جلال السابقة وأبرز مشاكل بيراميدز الفنية في النقاط الآتية.
فترة لامعة مع المقاصة
بدأ إيهاب جلال مشواره التدريبي مع فريق كهرباء الإسماعيلية بدوري القسم الثالث بحانب فريق الحمام الناشط في دوري القسم الثاني. كما عمل مديراً للكرة في الإسماعيلي موسم 2008 – 2009 والذي وصل خلاله الدراويش للمركز الثاني بالدوري المصري بعد مباراة فاصلة ضد الأهلي.
وتولى جلال تدريب فريق تليفونات بني سويف موسم 2013 – 2014 ورغم هبوط الفريق لدوري القسم الثاني. إلا أن جلال لفت الأنظار بتطويره أداء الفريق وانتقل لقيادة مصر المقاصة في صيف 2014 في تجربة كانت ناجحة بشكل كبير واستمرت لمدة 3 مواسم.
إيهاب جلال قاد المقاصة في موسمه الأول 2014 – 2015 للوصول للمركز الرابع بالدوري الممتاز. ثم حقق أفضل إنجاز مع المقاصة بتحقيق الوصافة موسم 2016 – 2017، وظهر معه الفريق بالكونفيدرالية الأفريقية كما أنه قاد الفريق بدوري أبطال أفريقيا.
وساهم جلال في تطوير أداء عدة لاعبين في صفوف المقاصة واكتشفهم وحولهم من أسماء مغمورة لصفقات عادت بالملايين على الفريق المنتمي لمحافظة الفيوم. وعلى رأسهم أحمد الشيخ وميدو جابر وهشام محمد والبوركيني إيريك تراوري والغاني جون انطوي.
كابوس في الزمالك
رحل جلال عن تدريب المقاصة وانتقل لقيادة إنبي موسم 2017 – 2018، وساهم في تحسين أداء ونتائج الفريق وتطوير بعض لاعبيه وعلى رأسهم صلاح محسن وحمدي فتحي وقتها.
ولكن جلال تلقى عرضًا من الزمالك وقرر خوض التجربة مع الفريق الأبيض في نفس الموسم وخاض معه 17 مباراة. إلا أن هذه التجربة باءت بالفشل فالبداية كانت بهزيمة ثقيلة أمام الأهلي بثلاثية دون رد بالدوري، ثم الخروج المبكر من الكونفيدرالية من دور الـ32 على يد ولايتا ديتشا الإثيوبي.
وتلقى الزمالك 7 هزائم مقابل تحقيقه 8 انتصارات في 17 مباراة تحت قيادة إيهاب جلال وتعادل في مواجهتين. وانتهت هذه التجربة بالرحيل بعدما استقدم الفريق الأبيض صفقات شتوية بناء على ترشيح جلال أثبتت فشلها مثل عماد فتحي والغاني نانا بوكو.
تجارب جماهيرية غير ناجحة
نجح جلال في إنقاذ المصري من الهبوط ولكن المدير الفني لم يستطع نقل الفريق إلى مرحلة المنافسة، وهو ما أنهى تجربته مع غضب جماهيري بسبب سوء النتائج. حيث أجاد جلال بشكل واضح مع الفرق البعيدة عن الضغوط مثل المقاصة ولكنه مع الفرق الجماهيرية استطاع تحسين النتائج ولكنه لم يستطع تطويرها لمرحلة المنافسة على الألقاب.
وجاءت التجربة الأخيرة للمدرب إيهاب جلال مع الإسماعيلي لتؤكد أن جلال يستطيع التعامل بشكل كبير مع الظروف الصعبة، مثل مواجهة شبح الهبوط. ولكن معدل انتصارات الدراويش لم يصل لأفضل درجة ولكن عامل الوقت ألقى بظلاله على هذه التجربة.
بيراميدز.. فرصة أخيرة
يملك بيراميدز مقومات المنافسة بكل المقاييس بوجود كتيبة من النجوم والبدائل في كل المراكز. وأصبح إيهاب جلال في مواجهة اختبار صعب لإثبات قدرته على التحول لمدرب بطولات بقيادة هؤلاء النجوم. لتحقيق بطولة على الأقل والمنافسة على لقب الدوري وعلاج العديد من الأخطاء التي ظهرت في الموسم الماضي.
وما يزيد من فرص نجاح جلال علمه بقدرات العديد من اللاعبين الذين سبق أن تعامل معهم مثل تراوري وانطوي وأحمد سامي وعبد الله مجدي في المقاصة. وأحمد الشناوي وأحمد توفيق وعلي جبر في الزمالك وعبد الله السعيد حين كان مديراً للكرة في الإسماعيلي وفخر الدين بن يوسف بعد تدريبه في الإسماعيلي.
أزمة بيراميدز الفنية الواضحة التي تواجهه
في الموسم الماضي كانت أزمة بيراميدز واضحة وكان لها شقين، ففي 34 مباراة في الدوري، استطاع بيراميدز أن يصل بنسبة الأهداف المتوقعة إلى 76 هدفًا. الفريق في المقابل سجل إجمالاً 57 هدفًا، في سياق أوضح، كان لدى بيراميدز معدل 2.82 هدفًا متوقعًا في المباراة، ولكنه كان يسجل بمعدل 1.6 هدف في المباراة الواحدة.
تلك الأزمة تظهر بشكل أوضح عندما تنظر لقائمة هدافي الفريق، إبراهيم عادل الجناح الأيسر هو هداف الفريق بـ 10 أهداف. وهو رقم رائع خاصة عندما تعلم أن نسبة أهدافه المتوقعة طوال الموسم كانت 6.71 هدفًا.
ولكن بقية القائمة توضح أن غياب المهاجم الهداف عن قائمة بيراميدز سببت مشكلة. فثاني هدافي بيراميدز كان رمضان صبحي بـ 7 أهداف فقط، ثم إسلام عيسى وعبد الله السعيد بـ 6 أهداف، أما أكثر مهاجم صريح سجل لبيراميدز هذا الموسم كان دودو الجباس بـ 4 أهداف.
إصابة محمود وادي لفترات طويلة خلال الموسم، وانخفاض مستوى جون انطوي، تسببت في مشكلة واضحة لبيراميدز، لكن لهذه المشكلة شقين. فالفريق طوال الموسم سواء مع رودولفو أروابارينا أو تاكيس جونياس لم يدافع جيدًا وهو الشق الأول.
اللوم هنا لا يقع على خط الدفاع وحيدًا، فنسبة الأهداف المتوقعة على بيراميدز في المباراة الواحدة كانت 1.7 هدفًا. واستقبل 1.08 هدفا في المباراة الواحدة، الزمالك بطل الدوري استقبل 0.6 هدفًا في المباراة الواحدة. والأهلي في واحد من أسوأ مواسمه الدفاعية وصل لتلقي 0.85 هدفا في المباراة الواحدة.
إذا بشكل مبسط، صنع بيراميدز الكثير من الفرص وأهدر الكثير منها، واستقبل الكثير من الفرص واستقبل الكثير من الأهداف منها. لذلك أنهى بيراميدز الموسم بـ 55 نقطة، أقل عدد نقاط للفريق منذ بداية عهده بالدوري الممتاز، ففي الموسم قبل الماضي أنهى الدوري بـ 65 نقطة والموسم الذي سبقه أحرز 70 نقطة.
ولذلك فإن إيهاب جلال أمام مشكلة ذات شقين، أولهما حل أزمة الفرص الكثيرة المهدرة وتحسين خط الهجوم واستغلاله للفرص بشكل أفضل وأمثل والتسجيل من أنصاف الفرص. لكي يسجل أهداف أكثر ويحصد نقاط أكثر ومن ثم ينافس بقوة على اللقب، والأمر الثاني هو تحسين جودة الدفاع واستقبال أهداف أقل. لكي يصمد الفريق أمام هجمات الخصوم ويخرج بنقاط أكثر وأهداف أقل في شباكه ومن ثم تجميع عدد نقاط كبير يتيح له فرصة المنافسة.
وهنا تكمن قوة إيهاب جلال وكفائته كمدرب جيد، فهل يستطيع النجاح في علاج تلك الأزمات الفنية الواضحة لبيراميدز. وصنع منه فريقًا أفضل هجوميًا ودفاعيًا ومخيفًا أكثر للخصوم. ومنافسًا بقوة على اللقب كما تحلم الإدارة؟ أم أنه سيفشل مرة أخرى في هذه التجربة وتلك التحديات وتترنح سمعته التدريبية أكثر بالفترة المقبلة؟!.