“حياتهم بالداخل أصبحت في خطر” مخاوف تتجدد عن المحتجزين كل يوم خاصة بعد تهديد الناشط والمدون علاء عبد الفتاح بالانتحار بسبب ظروف حبسه السيئة. لتثير الرعب بين أسر المعتقلين بشأن ذويهم، والقلق الدائم خشية من الوصول لتلك المرحلة التي قد تدفعهم لإنهاء حياتهم، أم سيمنحهم القدر الحرية خارج أسوار السجن.

دخل الصحفي محمد صلاح السجن رفقة ذويه، ليس بنفس المكان، لكن بنفس القضية، التي جمعت كلا من الصحفية سولافة مجدي وزوجها المصور حسام الصياد. والناشطة السياسية إسراء عبد الفتاح، لكن شاء القدر أن يترك ثلاثة من الأصدقاء صديقهم الرابع دون قصد بعد أن نالوا حريتهم وحصلوا على قرارات من نيابة أمن الدولة لإخلاء سبيلهم. ليصبح صلاح وحيدا، ينتظره أصدقاءه في الخارج لتكتمل فرحتهم بخروجه.

محمد صلاح من مواليد 1985 تخرج في كلية التجارة لديه 3 أطفال، وهو أحد شباب ثورة يناير عام 2011. كما شارك في العمل العام.

انتظار وترقب

ليس الأصدقاء فقط هم من ينتظرون صلاح، لكن أيضا أسرته أيضا التي حرمت منه وأطفاله الذين يستيقظون كل يوم على أمل صدور قرار بإخلاء سبيله، وخروجه من السجن وتوديع جدرانه من قضى معهم اعوامهم السابقة.

كان قد أُلقي القبض على صلاح العام الماضي، هو والصحفية سولافة مجدي وزوجها حسام الصياد، بعد القبض على الناشطة السياسية إسراء عبد الفتاح. وأودع الأربعة على ذمة القضية 488، بتهمة نشر أخبار كاذبة والانضمام لجماعة إرهابية.

خارج السجن انتظرت أسرة صلاح وأصدقاءه إخلاء سبيله، وبعد 10 أشهر جاء الخبر المنتظر، حصل صلاح على إخلاء سبيل. فيما تكتمت الأسرة على الخبر، في انتظار خروجه من السجن، ونقل صلاح من محبسه بسجن طرة ليصل قسم دار السلام لبدء تنفيذ إجراءات إخلاء السبيل.

كل يوم كانت تنتظر الأسرة خروجه، ولكن ينتهي اليوم دون جديد، ويبدأ يوم أخر من الانتظار، وبعد مرور أكثر من 30 يوما مات الأمل مع نبأ تدوير صلاح على قضية جديدة. وهي القضية 855 لعام 2020، يواجه فيها نفس الاتهامات السابقة، بالإضافة لتهمتي تلقي التمويل، وإجراء اجتماعات داخل محبسه، الأمر الذي نزل على الأسرة كالصاعقة. وبدأت الأسئلة من جديد: لماذا أعيد حبسه؟ وكيف سيواجه وباء كورونا في مثل هذه الظروف من تفشي الفيروس؟

تدوير وتعذيب

بعد التدوير تم الاعتداء على صلاح داخل قسم دار السلام، ففي يناير الماضي تلقت الأسرة أنباء عن تعرضه للتعذيب هو وكل من معه في مكان احتجازه بالقسم، جاء الاعتداء بعد ما تواصل الأسرة مع شكاوى مجلس الوزراء بسبب منع الزيارات عنه. وبالفعل بعد تقديم شكوى تمكنت الأسرة من رؤيته والاطمئنان عليه، ليرد القسم على هذه الخطوة بالاعتداء على كافة السجناء داخل مكان الاحتجاز.

بعد التعرض للاعتداء نقل صلاح لسجن “طرة تحقيق” وهو السجن الذي قضى به مدة حبسه بقضيته الأولى، عاد لأصدقائه من جديد، يحمل جراح الاعتداء عليه، وجراح التدوير. وحينها تقدمت أسرته ببلاغ إلى النائب العام للمطالبة بالتحقيق في الواقعة. كما طالبت الأسرة بعرض ابنها على الطب الشرعي لبيان ما به من إصابات. أيضًا طلبت محاسبة الضالعين في هذا الأمر. كما تقدمت الأسرة ببلاغ للمجلس القومي لحقوق الإنسان، وبلاغ آخر لمجلس الوزراء، ومكتب حقوق الإنسان بوزارة الداخلية.

على أمل اللقاء

وتحت وسم “حياة محمد صلاح في خطر” دون أصدقاؤه على صفحات مواقع التواصل منشورات طالبت بوقف ما يتعرض له من “تعذيب وتنكيل” داخل قسم دار السلام. وأيضًا التحقيق في الواقعة، حفاظًا على حياته التي قد تكون معرضة للخطر.

في رمضان الماضي أخلت النيابة سبيل الصحفية سولافة مجدي وزوجها، وبعد ما يقرب من شهرين أخلت سبيل الناشطة إسراء عبد الفتاح، ليبقى صلاح وحيدا. ومع كل نبأ خروج أحدهم كان يتجدد الأمل لدى الأسرة والأصدقاء بأن صلاح سيقترب من ترك السجن والعودة لحياته.

الثلاثي يدون دوما عن صلاح رفيق الحياة والحبس منتظرين عودته، فهل سيلحق بهم قريبا، ليجتمعوا خارج أسوار السجن كما تعودوا، ويتبادلون الحديث عن الحرية والعدالة الاجتماعية والأحلام والهموم المشتركة.