يقترب المنتج السينمائي معتز عبد الوهاب من إكمال عامين في الحبس الاحتياطي، بالتهم المعتادة (نشر أخبار كاذبة، والانضمام لجماعة إرهابية)، ليقف حبسه بينه وبين أحلامه وعمله الذي يحبه كثيرا، وأيضا أسرته ومحبيه.

أسس عبد الوهاب شركة “تيم وان” للإنتاج الفني في 2010، وشارك في إنتاج العديد من الأفلام الروائية والتسجيلية أبرزها فيلم “لما بنتولد”، والذي حصل على جائزة أحسن فيلم في مهرجان جمعية الفيلم في دورته السادسة والأربعين 46. كما أنتج أفلامًا أبرزها: فيلم “بصمات سيد حجاب” عام 2010، و”الطيب سيرة ذاتية للوطن” عام 2012، و”قلب مدينة القاهرة” في 2020، كما عمل سابقًا كمدير إنتاج بوكالة الأهرام للإعلان، وشبكة أوربت التلفزيونية.

كانت قوات الشرطة قد ألقت القبض على عبد الوهاب في 5 مايو 2020 من مقر شركته بمنطقة وادي دجلة المعادي بمحافظة القاهرة. ظهر لأول مرة أمام نيابة أمن الدولة بالتجمع الخامس في 11 من نفس الشهر على ذمة القضية رقم 586 لسنة 2020 حصر أمن دولة. وجهت إليه نيابة أمن الدولة اتهامات، منها: الانضمام إلى جماعة إرهابية، ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة.

فرحة لم تكتمل

“مبروك إخلاء سبيل” قالها المحامي لأسرة عبد الوهاب بعد ما يقرب من 6 أشهر قضاها في الحبس، بعد أن حصل من أحد غرف المشورة على إخلاء سبيل. لكن نفس المحامي عاد ليعتذر للأسرة مجددا بعد تدوير عبد الوهاب على ذمة قضية جديدة.

في 18 أكتوبر 2020 ظهر المخرج معتز عبد الوهاب أمام نيابة أمن الدولة متهما على ذمة قضية جديدة حملت رقم 855 لسنة 2020، وذلك بعد أيام من إخلاء سبيله. ليواجه نفس الاتهامات التي واجهها في القضية السابقة، وهي نشر أخبار كاذبة والانضمام لجماعة إرهابية، ويظل محبوسا على ذمتها حتى كتابة تلك السطور.

أعمال عبد الوهاب لم تمر مرور الكرام، فاختارت لجنة مكونة من 41 عضوا فيلمه “لما بنتولد” لتمثيل مصر في حفل جوائز الأوسكار، والمنافسة على لقب أفضل فيلم أجنبي لعام 2020.

ويدور الفيلم حول 3 شخصيات تواجه عقبات في حياتها، والذي أنتج عام 2019، ليدون نشطاء وأصدقاء لعبد الوهاب تحت وسم “الفن مش جريمة” للمطالبة بإخلاء سبيله، ونيله حريته. ولكنها مطالب لم تتحقق حتى الآن، ويجددها محاموه مع كل جلسة تجديد له.

السبب الحقيقي وراء اعتقال عبد الوهاب، يرجع لانتقاده أداء الحكومة في التعامل مع ملف فيروس كورونا، وهو الأمر الذي كان يتحدث عنه الكثير من المستخدمين لوسائل التواصل الاجتماعي وأيضا النشطاء. مع بداية ظهور الجائحة، ليواجه في الاتهامات إنتاج أفلام وثائقية لقنوات معادية، ليتم تبرئته من هذا الأمر ولإخلاء سبيله، إلا أنه أعيد وحبس على ذمة قضية جديدة.

أم وزوجة وأخ وشقيقة، أربعة أفراد يتناوبون على زيارات عبد الوهاب في محبسه، فهم لا يتمكنون من زيارته مرة واحدة، لأن جائحة كورونا حولت زيارات السجون لزيارات شهرية، بسبب تطبيق الإجراءات الاحترازية. ومن خلف حاجز سلكي ويسمح لشخص واحد فقط الزيارة، ليصبح نصيب كل فرد من الثلاثي زيارة واحدة كل 4 أشهر. مدتها 45 دقيقة، بالطبع لا تكفي للاطمئنان عليه أو على صحته، كما أنها لا تتيح تقبيله أو عناقه، بسبب الحاجز الحديدي.

رسائل تنتظر صاحبها

رسائل يومية يرسلها شقيقه له عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، يطالبه بالتماسك، ويخبره أنه ينتظره وآخرون يرسلون له السلام وينتظرون عودته. يحكي له مشاعر عجر عن إيصالها أثناء الزيارة، ربما نسى أو خاف التحدث عنها، لتصبح صفحتها مكانا يجمع تلك الرسائل التي تنتظر عودة معتز ليقرأها بنفسه.

وينضم لتلك الرسائل ابنة معتز نفسه، التي أرسلت له مقطعا مصورا، ربما يراه عقب خروجه من محبسه، وقالت خلاله “اسمي زينه معتز عبد الوهاب مصرية، اسم والدي معتز عبد الوهاب وأنا لم أره لأكثر من ثمان شهور نظرا لأنه معتقل لأسباب سياسية وقد تم اتهامه باتهامات كاذبة. أنا أطالب السلطات المصرية بالإفراج عنه، والدي صانع الأفلام يحب السينما وقد قام بإخراج عدد من الأفلام الوثائقية وفيلم روائي باسم “لما بنتولد” حصل على العديد من الجوائز. افتقد الأوقات عندما كنت أذهب إلى مواقع التصوير معه وأرى كيف يعمل الممثلون وطاقم العمل، أنا قلقة حقا على صحته بسبب خطورة فيروس كورونا هذه الأيام”.