يعد مؤتمر آبل أحد أهم الأحداث السنوية التي ينتظرها جمهور غفير من عشاق ومحبي أجهزة الآيفون والمنتجات الأخرى العاملة بنظام الـ «ios». لكن يبدو أن سقف التوقعات فاق ما قدمته الشركة من منتجات لم تضف سوى بعض التحديث لخدمات موجودة ومفعلة بطبيعة الحال.
في مؤتمرها الخريفي. قدمت شركة آبل إصداراتها الحديثة من أجهزتها الخاصة «آيباد، آيباد ميني، آيفون 13 بطرازاته المختلفة».
البعض رأى أن ما قدمته آبل جاء مخيبا للآمال. وخلال الأيام القليلة الماضية خرجت بعض التسريبات عن وجود طفرة في أجهزة الآيفون وبعض منتجات آبل على شاكلة ساعة اليد الذكية.
وترددت شائعات عن إعادة تصميم ساعة Apple Watch بالكامل. التي تتميز بحواف مسطحة وشاشة مسطحة. وزعم الصحفي المتخصص في أخبار Apple الشهير Mark Gurman قبل يومين من الحدث. وجود تغييرات كبيرة وضخمة في ساعة اليد. إلا أن عشاق آبل لم يرو سوى ترقية بسيطة في التصميم ليس أكثر. ولم ترق لحجم التوقعات التي ترددت خلال الأيام السابقة للحدث الخريفي الأهم في العام.
فلسفة آبل التجارية
تعتمد آبل منذ فترة ليست بالقصيرة على فلسفة تجارية خاصة.
وتشير دراسات الشركة إلى أن قرابة الـ 250 مليون مستخدم لهواتف الآيفون يعتمدوا على إصدارات قديمة نوعا ما. أي يمتلكون هواتف مر عليها 3 أعوام أو أكثر. ومن ثم يبدأون في التفكير في تحديث هواتفهم بشكل أكثر إلحاحا. لذا تعمل آبل على تلك الشريحة.
إن كنت تملك هاتف آيفون 8. فأنت الجمهور المستهدف بالنسبة إلى آبل في منتجها الجديد آيفون 13. فهو يعد طفرة لجهاز آيفون 8.
وبالنسبة إلى آيفون 13 ليس إلا ترقية وتحديث لمميزات موجودة بالفعل.
جاء جهاز الآيفون 13 بنفس تصميم الإصدار السابق آيفون 12 ونفس الحجم. بنفس حجم الشاشات المتنوعة حسب الطرازات (آيفون، أيفون ميني، أيفون برو، وبروماكس). وجاءت الأحجام كالآتي (5.4 بوصة و6.1 بوصة للنماذج العادية، و6.1 بوصة و6.7 بوصة لأجهزة Pro).
ولم يحظ آيفون 13 سوى ببعض التحديثات التي في حد ذاتها تمثل طفرة. لكنها تظل تحديثات وليست ابتكارات جديدة تدفع حاملي هاتف آيفون 12 إلى التسارع من أجل شراء آيفون 13.
الأمر لا يتعدى عن كونه كاميرا محسنة وسعر مناسب. ما اعتبره البعض مجرد إعادة تدوير لمنتجاتها مع توقف عن الابتكار. أو تأجيل حسب احتياجات السوق.
آيفون ليس المستهدف
يقول محمد عادل، المتخصص في المجال التقني. إن مؤتمر آبل السنوي أعد مخصوص من أجل مشاركة شركات عالمية أخرى في حصصها في منتجات على خلاف الهاتف. مثل ساعة اليد الذكية والجهاز اللوحي «آيباد»، لذا وضعت آبل تركيزها الكامل على آيباد ميني وapple watch.
ويضيف عادل: خلال الفترة الماضية تحولت شركتا سامسونج وشاومي إلى غيلان في سوق ساعات اليد الذكية. لذا أرادت آبل أن تشاركهم حصة السوق العالمي وأن تجد لنفسها موطأ قدم. وبلا شك نجحت في ذلك حيث قدمت تحديثات مطلوبة في الساعة وتم تحسين تصميم Apple Watch Series 7 بزوايا أكثر نعومة واستدارة، وتتميز الشاشة بحافة انكسارية تجعل وجوه وتطبيقات الساعة بملء الشاشة تبدو متصلة بسلاسة مع انحناء الهيكل، هذا إلى جانب تقديمها أدوات لا غنى عنها للصحة والعافية، بما في ذلك مستشعر القلب الكهربائي وتطبيق ECG 3 وحساس الأكسجين في الدم والتطبيق».
وتابع: وكذلك طرحت آبل جهازها الجديد كليا آيباد ميني. الذي يأتي بشاشة بقياس 8.3 إنشات. ما يجعله أكثر قابلية للتطبيق كجهاز لتعدد المهام أو الأعمال المدرسية. وكذلك يتميز بمنفذ USB-C وTouch ID بدون معرف الوجه. بالإضافة إلى نظام مكبر صوت جديد مع ستيريو في الوضع الأفقي وكاميرات بحجم 12 ميجا بكسل، مع فلاش True Tone وتسجيل فيديو 4K في الخلف مع Focus Pixels ودعم ميزة Center Stage من آبل».
بدا واضحا للمتخصصين أن آبل تحتاج لأن تزيد من حصتها في السوق العالمي من خلال منتجات أخرى وألا يتم الاعتماد على هاتف آيفون فقط. إنما الذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك خاصة في ظل وجود جائحة كورونا واعتماد العديد من المستخدمين على ساعات اليد الذكية للاطمئنان على حالتهم الصحية. أما الآيباد فهو محاولة من آبل لخلق مساحتها الخاصة في سوق الأجهزة اللوحية.
الاختيار بين الترقية والابتكار
خلال السنوات الماضية قدمت آبل حالة جديدة كلية من الابتكارات في عالم الهواتف. وكان هاتف آيفون 11 و12، خير مثال على ذلك، إلا أنه في حد ذاته كان خطأ بشكل أو بآخر.
وصلت آبل في هواتف أيفون 12 إلى ذروة الابتكار والتحديث، وبالرغم من زيادة مبيعاتها إلى ٤٤.٢ مليون جهاز تليفون في الربع الثاني من ٢٠٢١ بزيادة ٦.٦ مليون تليفون مقارنة بنفس الفترة من ٢٠٢٠. كما حققت مبيعات الآيفون ١٣٧.٨ مليار دولار في ٢٠٢٠، أي نصف عائدات الشركة تقريباً، إلا أنها أدركت أن السوق في المرحلة الحالية لا يحتاج إلى ابتكار جديد بقدر احتياجه لتحديثات جديدة، إذ تتوقع عدم تسارع العملاء على شراء جهاز جديد في ظل اعتمادهم على جهاز آيفون 12 و11، بطرازاتهم المختلفة.
تعلمت آبل الدرس جيدا وتملك دراسات محدثة بشكل كبير عن الاحتياجات. لذا كان الاختيار على الترقية سواء في الكاميرا التي جاءت بخصائص ومميزات جديدة كليا وتمثل طفرة وتقدم كبير. أو من خلال الأسعار التي قدمت بشكل متناسب جدا وبسيط وفي الحد ذاته لا يمثل طفرة أو زيادة مبالغا فيها.