صباح اليوم، أعلنت مؤسسة محمد حسنين هيكل للصحافة العربية، عن الفائزين بالجائزتين التشجيعيتين في مسابقة الصحافة العربية. وهما البحرينية نزيهة سعيد، لتفردها في تغطية قضايا المرأة في بلدان الخليج العربي، والمصري محمد أبو الغيط، لتحقيقاته المتميزة عن الشأن السوري واليمني.

وجرت العادة خلال السنوات الخمس الماضية أن يتم الإعلان عن الفائزين في ذكرى ميلاد الأستاذ هيكل، الذي يوافق 23 سبتمبر، بحضور أعضاء مجلس أمناء المؤسسة وعدد من الشخصيات العامة. وهذه المرة كانت في احتفالية حضرها مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، و تم بثها عبر شبكة الإنترنت، بسبب الإجراءات الاحترازية.

وأعربت هدايت هيكل، زوجة الكاتب الراحل -في بيان- عن سعادتها بالنجاح الذي شهدته المسابقة في عامها الخامس، ومساهمتها في إثراء العمل الصحفي، وتشجيع شباب الصحفيين على مزيد من الإبداع “بما يعد إضافة للمنظومة الثقافية التي تشكل وعي المجتمع. وتأتي بمثابة استكمال لطريق التنوير الذي سلكه هيكل، وتنفيذا لرؤيته عندما أنشأ المؤسسة في عام 2007 للمساهمة الفعالة في تعزيز وتنمية آفاق وخبرات شباب العاملين بالمجال الصحفي، على اختلاف منابره في جميع أنحاء العالم العربي”.

 

وقف صحفي

أنشئت مؤسسة محمد حسنين هيكل للصحافة العربية عام 2007 طبقا لأحكام القانون 84 لسنة 2002، كوقف للخدمة العامة أقامه الكاتب الراحل وأسرته دعمًا للمهنة التي ارتبط اسمه بها لعقود طويلة. بهدف رقي مهنة الصحافة وتقدمها “اتصالا بتقاليد سبقت، ولحاقا بآمال تنتظر، وسط عالم وزمان اتسعت فيهما آفاق المعرفة ودروس التجربة على نحو لم يسبق له مثيل”، حسب ما كتب الأستاذ في بيان التأسيس.

وجاء في أوراق الإشهار: “تضع المؤسسة كهدف عام لها مستقبل الصحفي العربي -من كل وطن من أوطان الأمة- باعتبار أن الصحفي بذاته هو المؤتمن الأصلي على مستقبل المهنة، والحفاظ على دورها التنويري ضمن حركة التقدم الشامل للأمة. والمحافظة على مستوى يساعد على تمكين الصحافة العربية من دور مؤثر في محيطها يتواصل بالزمالة مع قوى التطور الخيرة في الإعلام الدولي وحركته المتسارعة”.

وتمنح المؤسسة سنويًا جائزتين هما “السبق الصحفي” و”التحقيق الاستقصائي”. تبلغ قيمة الواحدة منهما 250 ألف جنيه، وتهدف إلى تزويد شباب الصحفيين من الوطن العربي بالوسائل اللازمة لتنمية مهاراتهم. وتشجيع البحث العلمي، ومواصلة تفوقهم المهني، وتعزيز انتمائهم للعمل الصحفي.

وتتضمن شروط الجائزة أن يكون عمر المرشح أقل من 40 سنة، ويكون للجنة الاختيار والتحكيم الحق في إضافة مرشحين جدد من كل الجنسيات العربية. وتمنح الجائزتان سنويًا في ذكرى ميلاد الأستاذ. كما يفتح باب التقدم لها مع بداية كل عام ميلادي ولمدة ثلاثة شهور، ويتم تسمية لجنة الاختيار من جانب أعضاء مجلس إدارة المؤسسة، بمشاورة لجنتها الاستشارية.

نحو تطوير المهنة

حسب لائحة المؤسسة، يتولى الحفاظ على عملها وأهدافها مجلس للأمناء يشارك فيه ممثلو الوقفية إلى جانب عدد من الشخصيات المهتمة بالمهنة وبالعمل العام لا يزيد عددهم عن سبعة. ويشترط أن يكون بينهم نقيب الصحفيين المصريين وأحد الشخصيات العربية المعنية بصحافة العالم العربي.

ويختص المجلس التنفيذي برسم سياسة المؤسسة، ووضع برامجها، وإدارة أعمالها. يتكون المجلس وتتحدد مهامه وفق لائحة يصدرها مجلس الأمناء، الذي ترأسه السيدة هدايت هيكل زوجة الكاتب الراحل. ويضم المجلس التنفيذي المدير التنفيذي للمؤسسة، ويكون مسئولًا عن قيادة نشاط المؤسسة ووضع سياساتها موضع التنفيذ.

 

الكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل

تدريب ورصد

وجاءت أهداف المؤسسة لتشمل عدة نقاط، منها “المساهمة في تحقيق أعلى قدر ممكن من تعرف العاملين في الصحافة العربية، على آخر التطورات في ميدان الصحافة في العالم”، و”تقديم برامج مكثفة وعلى أعلى مستوي فني ومهني لتدريب شباب الصحفيين”. و”دعم الجهود الرامية إلى تأسيس نظم عربية مستدامة للتدريب الصحفي علي الصعيدين المحلي والإقليمي، وعلى مستوي المؤسسات الصحفية”.

ومن الأهداف كذلك تشجيع ورعاية الحوار، وتبادل الخبرة، والتعلم المتبادل بين الصحفيين العرب، فيما يتعلق بالحالة الراهنة للمهنة وآفاق تطويرها، وبالقيم والمعايير المطلوب تكريسها، وباحتياجات وإمكانات تطوير العمل الصحفي العربي إلى أعلى المستويات العالمية. أيضًا تقديم الدعم الفني للمؤسسات الصحفية الناشئة، خاصة المستقلة وغير الحكومية منها.

وتعمل المؤسسة على متابعة ورصد مستويات الأداء المهني في الصحافة العربية، ودعم وإبراز الممارسة الأفضل بشتى الوسائل. وتشجيع ودعم البحث العلمي في شتى القضايا ذات الأهمية للصحافة العربية، ودعم نشر وترويج نتائجها وتوسيع نطاق الحوار حولها. وتشجيع ودعم الحوار، وتبادل الخبرة بين الصحفيين العرب وغيرهم من الصحفيين في مناطق أخرى من العالم، وبخاصة في العالم الثالث.

 

الفائزون بجائزة هيكل في لقطة تذكارية
الفائزون بجائزة هيكل في لقطة تذكارية

الفائزون بالجائزة

في عام 2017، حجبت المؤسسة جائزة هيكل للصحافة في أولى دوراتها، واكتفت بمنح جوائز تشجيعية. برر مجلس الأمناء القرار بقوله: “نظرا لحداثة الجائزة، ولتأخر الإعلان عنها، ولاقتصار المنافسة على الأعمال التي يتقدم بها أصحابها، ارتأت لجنة التحكيم أن عدد الأعمال المشاركة، وخاصة من الصحفيين العرب لا يوفر منافسة حقيقية واسعة تسمح باختيار ملائم، ولذا قررت حجب الجائزتين لهذا العام”.

حصل على الجوائز التشجيعية للدورة الأولى غادة محمد الشريف من صحيفة “المصري اليوم” عن أعمالها المرتبطة بحقوق المرأة، وأحمد العميد من صحيفة “الوطن” عن تغطية الحروب كمراسل صحفي ميداني، ومحمد بصل من صحيفة “الشروق” عن تغطيته للشؤون القضائية.

أما العام الماضي، ففاز الصحفي العراقي أسعد الزلزلي، والمصري أحمد سعيد، بالجائزة التشجيعية “تقديراً لما يقدمانه من نموذج يحتذى به في الأعمال الإبداعية وفقاً لمعايير الكتابة الصحفية”، حسب بيان الجائزة.

وفاز الزلزلي عن التحقيقات الاستقصائية التي أجراها حول أطفال الحرب في المناطق المحررة في العراق. وحول قضايا المرأة والتحرش في الإعلام العراقي. أما سعيد، ففاز لتميزه في التغطية الإخبارية. وسلسلة التحقيقات التي أجراها عن هموم اللاجئين السوريين ومسارات الهجرة والتهريب وصعوبات لم الشمل.

وفي عام 2019 فازت الصحفية المستقلة رحمة ضياء عن تحقيقاتها في مجال البيئة، وأحمد الليثي رئيس قسم التحقيقات في موقع “مصراوي”. والعام الذي سبقه منحت المؤسسة 3 جوائز تشجيعية لكل من أحمد الدريني، ومارينا ميلاد، ومحمد خيال.