أثارت مصر أزمة سد النهضة خلال أعمال الدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وحذرت من تبعات استمرار تعنت الجانب الإثيوبي في ظل غياب أي نتائج للوساطات التي أعلنت مؤخرًا، بينما طلبت السودان استئناف عاجل للمفاوضات.
السيسي يحذر من تهديد واسع لاستقرار المنطقة في ظل تعثر المفاوضات
حذر الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، من تهديد واسع لأمن واستقرار المنطقة في ظل ما آلت إليه المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة.
يأتي هذا بعد أيام من دعوة مجلس الأمن الدولي لاستئناف المفاوضات، بين الدول الثلاث، برعاية الاتحاد الأفريقي. وفي بيان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء الثلاثاء، قال الرئيس المصري “تعلمون جميعا، ما آلت إليه المفاوضات.. جراء تعنت معلوم، ورفض غير مبرر، للتعاطي بإيجابية مع العملية التفاوضية في مراحلها المتعاقبة واختيار للمنهج الأحادي وسياسة فرض الأمر الواقع”.
وأكد السيسي على أن “نهر النيل هو شريان الوجود الوحيد لمصر عبر التاريخ”، مضيفا أن هذا هو تفسير قلق المواطن المصري إزاء سد النهضة، بحسب بيان لمكتب الرئاسة.
وقال السيسي إنه رغم الاعتراف بحقوق الأشقاء الأفارقة في التنمية، فإن “مصر تواجه أزمة الفقر المائي، وتعد من أكثر الدول جفافا، لهذا تتمسك مصر بالتوصل لاتفاق شامل ومتوازن وملزم قانونا حول ملء وتشغيل السد حفاظا على وجود 150 مليون مواطن مصري وسوداني”.
مصر: إثيوبيا أعطتنا معلومات مغلوطة حول تشغيل سد النهضة
قال وزير الري محمد عبد العاطي، الخميس، إن إثيوبيا أعطت بلاده معلومات مغلوطة حول تشغيل السد. وأضاف وزير الري: “المعلومات المغلوطة حول تشغيل سد النهضة لها عواقب وخيمة على مصر والسودان”.
وتابع: “لا بد من وجود إرادة سياسية لدى إثيوبيا في سبيل التوقيع على اتفاق ملزم”. ومضى في حديثه: “من مصلحة الجميع التعاون في الملف لتحقيق الرخاء في المنطقة”. وأكد أن دول حوض النيل ذات سيادة وليس من المقبول أن تتحدث إثيوبيا نيابة عنها.
سامح شكري: لا مفاوضات بلا نهاية
والأربعاء، شدد سامح شكري وزير الخارجية المصري على أن مفاوضات سد النهضة لا يمكن أن تستمر بلا نهاية. وأوضح وزير الخارجية المصري أن مجلس الأمن الدولي أكد على ضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم بين الأطراف الثلاثة. ومفاوضات سد النهضة بين الدول الثلاث متوقفة منذ فشل الجولة الأخيرة المنعقدة في أبريل الماضي بالعاصمة.
بلينكن وشكري يبحثان قضية سد النهضة
بحث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع نظيره المصري سامح شكري على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة العلاقات الثنائية وعددا من القضايا الإقليمية، بما فيها ملف سد النهضة.
وجاء في بيان للخارجية الأمريكية، يوم الأربعاء، أن الوزيرين “بحثا القضايا الإقليمية، بما فيها العلاقات الإسرائيلية – الفلسطينية والجهود الدبلوماسية بشأن ليبيا والقيادة المصرية لجهود تأسيس منتدى شرق المتوسط للغاز ورغبتنا المشتركة في مفاوضات تهدف إلى نتيجة بشأن سد النهضة الإثيوبي الكبير برعاية الاتحاد الإفريقي”.
السودان يطلب استئناف عاجل للمفاوضات
عبّر وزير الري السوداني ياسر عباس، الأحد، عن أمله في أن يدفع اعتماد بيان مجلس الأمن الأطراف الثلاثة إلى استئناف التفاوض بشأن سد النهضة.
وقال وزير الري السوداني، في تغريدة على حسابه الرسمي في “تويتر”: “يأمل السودان أن يدفع اعتماد بيان مجلس الأمن الأطراف الثلاثة إلى استئناف التفاوض في أسرع فرصة ممكنة، ووفق منهجية معززة بقيادة الاتحاد الإفريقي وإرادة سياسية ملموسة من الجميع”. وكان مجلس الأمن اعتمد، الأربعاء، بيانا رئاسيا يدعو فيه أطراف سد النهضة الإثيوبي إلى استئناف المفاوضات برعاية الاتحاد الإفريقي.
أبو الغيط: لا أطلق مصطلح “النهضة” على سد الخراب لدولتين عربيتين
قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية: “لا أطلق على السد الإثيوبي اسم سد النهضة، ولكنه سد الخراب للدولتين العربيتين هما مصر والسودان أو على الأقل يبدو وكأنه سد خراب”، حسب تعبيره.
وأضاف “أبو الغيط” في لقاء خاص على قناة “إم بي سي مصر” مع الإعلامي شريف عامر، الأربعاء، أن “الكثير من الدول الأعضاء بمجلس الأمن لديها مشكلات في المياه مع جيرانها، وبالتالي لا تريد هذه الدول الاقتراب من هذا الملف”، قائلاً: “أنتم مستنيين الناس تحارب.. فوقوا”.
وتابع: “إثيوبيا وضعت حجر الأساس لسد الخراب أو ما يعرف بسد النهضة في 6 إبريل 2011، وإسرائيل وجدته شهر عسل تاريخيًا وفرصة عظيمة لكنهم سيدفعون ثمنه بعد 20 سنة”، معتبرًا أن “الوضع المأساوي الذي مر به العالم العربي في الفترة الأخيرة أتاح الفرصة لتدخل تركيا وإيران وإسرائيل وإثيوبيا في الشؤون العربية”، محذرًا من أن “الدول الأربعة لهم أجندتهم ونظامهم”، حسب قوله.
الملك سلمان يتحدث عن موقف السعودية من أزمة سد النهضة
أثار العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قضية أزمة سد النهضة بين إثيوبيا ومصر والسودان، مؤكدا دعم بلاده لحل سلمي ملزم للقضية.
وقال الملك سلمان، في كلمة ألقاها عبر الفيديو خلال جلسة المناقشات السياسية العامة للدورة الـ76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الأربعاء: “إن السياسة الخارجية للمملكة تولي أهمية قصوى لتوطيد الأمن والاستقرار، ودعم الحوار والحلول السلمية، وتوفير الظروف الداعمة للتنمية والمحققة لتطلعات الشعوب نحو غد أفضل، في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم أجمع”.
وتابع: “ويتجلى ذلك في جهود المملكة لرعاية اتفاق بين أعضاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومساهمتنا الفاعلة في مجموعة أصدقاء السودان، ودعمنا للعراق في جهوده الرامية لاستعادة عافيته ومكانته. كما تدعم المملكة بقوة الجهود الرامية لحل سلمي ملزم لمشكلة سد النهضة بما يحفظ حقوق مصر والسودان المائية، والحلول السلمية برعاية الأمم المتحدة لأزمات ليبيا وسوريا، وجميع الجهود الرامية لتحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان، وتطلعات الشعب الأفغاني وضمان حقوقه بجميع أطيافه”.
تونس: تحركنا في “سد النهضة” لم يكن موجها ضد أي طرف
قال وزير الشؤون الخارجية التونسية، عثمان الجرندي، الثلاثاء، إن تحرّك تونس في ملف سد النهضة لم يكن موجها ضد أي طرف. جاء ذلك خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري التشاوري السنوي لمجلس جامعة الدول العربية المنعقد بنيويورك أمس الإثنين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفق بيان للوزارة.
وأكد الجرندي حرص تونس على التواصل مع إثيوبيا في العديد من المناسبات حول هذه المسألة، “رغم تعمّدها من ذلك إصدار بيانات تضمّنت مغالطات بخصوص هذا التحرّك”.
وذكّر الوزير بهذه المناسبة بالمبادرة التي طرحتها تونس خلال اجتماع مجلس الجامعة الأخير المنعقد في القاهرة بخصوص أهمية تعزيز العلاقات العربية-الأفريقية.
وأوضح أنه تجري الاستعدادات الحثيثة على مستوى جامعة الدول العربية لعقد اجتماع عربي أفريقي خلال شهر أكتوبر المقبل وفي أفق انعقاد القمة العربية-الأفريقية الخامسة التي ستحتضنها المملكة العربية السعودية.
وأثنى وزراء الخارجية المشاركون في الاجتماع على جهود تونس خلال عضويتها غير الدائمة لمجلس الأمن للفترة 2020-2021.
دراسة مصرية تحذر من هبوط أرضي في موقع سد النهضة
حذرت دراسة علمية حديثة من مخاطر انهيار سد النهضة الإثيوبي، على دولتي المصب مصر والسودان بعدما رصدت وجود هبوط في موقع المشروع وسط شكوك تتعلق بأمان السد.
وحللت الدراسة التي أعدها فريق بحثي يضم وزير الموارد المائية والري الدكتور محمد عبد العاطي، وأستاذ الاستشعار عن بعد وعلوم نظم الأرض بجامعة تشامبان بالولايات المتحدة الأمريكية، والدكتور عمرو فوزي بقطاع حماية النيل في وزارة الري إلى جانب 4 باحثين بجامعات وهيئات دولية- نحو 109 مشاهد رأسية من ديسمبر 2016 إلى يوليو 2021، باستخدام تقنية الأشعة الرادارية. وتشير السلسلة الزمنية الناتجة عن التحليل بوضوح إلى “إزاحة مختلفة الاتجاهات في أقسام مختلفة من السد الخرساني (الرئيسي) وكذلك السد الركامي (السرج أو السد المساعد)”.
ويظهر تحليل البيانات في موقع إقامة المشروع “هبوطا غير متسق في أطراف السد الرئيسي، وخاصة الجانب الغربي من السد حيث سجلت حالات نزوح متفاوتة يتراوح مداها بين 10 مم و90 مم في أعلى السد”. وأكدت الدراسة أن تعبئة سد النهضة تجري بمعدل سريع، دون تحليل كافٍ معروف على التأثيرات المحتملة على جسم الهيكل.
وأضافت أن ملء سد النهضة لا يؤثر فقط على هيدرولوجيا حوض النيل الأزرق، وتخزين المياه وتدفقها، لكنها تشكل أيضًا مخاطر كبرى في حالة الانهيار، وبخاصة 20 مليون مواطن في السودان، على حوض النيل.
وكان وزير الموارد المائية والري، الدكتور محمد عبد العاطي، قد حذر، في يوليو الماضي، من عيوب جسيمة في المشروع، مشيرا إلى أن بعضها “تم الإعلان عنها وبعضها لم يعلن”، مؤكدا أن الدولة المصرية “لن تسمح بحدوث أزمة مياه في مصر “.