سلط التصعيد الروسي في إدلب. خلال الأسابيع الماضية، الضوء على العلاقة الشخصية بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين. وذلك قبل قمة مرتقبة بينهما، نهاية الشهر الجاري. لمناقشة مستجدات الوضع في منطقة وقف التصعيد في آخر معاقل المعارضة السورية.

ويرى مراقبون أن الجانب الروسي يحاول تعزيز موقفه التفاوضي والأوراق الرابحة التي في يده. في مواجهة تركيا قبل قمة سوتشي، من خلال زيادة الهجمات وذلك بعد هدنة اتفق عليها الجانبان في مارس 2020.

لكن مسار العلاقات التركية الروسية أظهر طوال الفترة الماضية. قيامه على العلاقة الشخصية بين الرئيسين. ما أكده أردوغان بقوله. إن الخطط المطروحة تقضي بعقد محادثات ثنائية بين الرئيسين دون حضور أي مسؤولين آخرين. مشيرا إلى أن أنقرة “لم تلمس أي خلافات تشوب العلاقات مع موسكو”. أضف إلى ذلك الرؤية المشتركة بينهما في ملفات أخرى كالاتفاق على التعاون مع طالبان في أفغانستان.

التحالف الصعب بين بوتين وأردوغان 

في هذا الإطار يصبح ضروريا فهم طبيعة العلاقة بين الرجلين. ما استعرضه تقرير سابق لمجلة “نيولاينز” الأمريكية بعنوان “التحالف الصعب بين بوتين وأردوغان”، وننقله لكم بتصرف.

 

بوتين وأردوغان
بوتين وأردوغان

عادة ما يكون بوتين مُقلا في إشادته بنظرائه الأجانب. ولكن في هذه الحالة كان سخيا: “هذا الرجل يحافظ على كلمته.. رجل”، يقول بوتين عن أردوغان خلال مؤتمر صحفي في ديسمبر من العام الماضي. ويواصل مديحه “لا يقوم بالأشياء غير المجدية، إن أعتقد أن هذا إيجابي لبلاده فسيمضي به حتى النهاية. لديه قدرة على التنبؤ، وهذا مهم في فهم من تتعامل معه”.

وفي تركيا لم يضع أردوغان وقتا لرد المجاملة. وقال: إن كلمات بوتين كانت تماما مثلما عرفته في أول مرة التقينا. إنه صريح ويحافظ على كلمته”، ثم أوضح أن التحالف يذهب أبعد مما هو شخصي “من النادر وجود مثل هذه العلاقات القوية مع أي دولة”.

لقد أظهر الثناء المتبادل مدى قوة التحالف الذي شُكّل بين الرجلين على مدى نصف العقد الماضي، والذي يتجاوز بكثير العلاقات الودية.

كان هذا التحالف بين الخصمين التاريخيين منذ العهدين العثماني والقيصري. أحد أكثر التطورات الجيوسياسية دراماتيكية في السنوات الأخيرة. حيث قلب الحسابات الاستراتيجية القديمة، وفاجأ المراقبين باستمرار بالتغلب على الأزمات التي كادت تنهيه.

فقد أثار تساؤلات حول مستقبل تركيا داخل الناتو. وأثّر في نتائج النزاعات من سوريا إلى القوقاز. وظهر كصداع شبه دائم لصانعي السياسة الغربيين. ولكن هل هذه الشراكة تحالف استراتيجي دائم سيستمر في التأثير الجيوسياسي في منطقة أوراسيا لسنوات قادمة؟. أم أنها لفتة مؤقتة للمنفعة السياسية من قبل خصمين تاريخيين لن يتغلبا على خلافاتهما الأساسية؟

في العلن، أردوغان لا يُضاهى في بلاغته الخطابية، ويسعى بصراحة إلى تشويه خصومه. أما بوتين فيتسم بصوت أكثر هدوءا ويُغرق المشاهدين في التلفزيون بتفاصيل تكنوقراطية ويرفع صوته من حين لآخر فقط.

علاقة تعكس  الأنظمة المختلفة التي يرأسانها

السياسة الروسية، بعبارة ملطفة، تفتقر إلى المنافسة. ولكن في تركيا هناك خيار أكثر واقعية على الرغم من التدهور المزمن في المعايير الديمقراطية. في كل حملة انتخابية يقوم أردوغان بجولة في البلاد لإلقاء الخطب الصاخبة حتى إن حزبه خسر انتخابات 2019 لمنصب رئاسة بلديتي اسطنبول وأنقرة. أما بوتين فيحتل في حملاته الانتخابية المقعد الخلفي ويبقى خارج المناظرات التلفزيونية، بينما يتشاجر المرشحون الآخرون فيما بينهم.

لكن أوجه التشابه بينهما مذهلة. كلاهما الآن في منتصف وآواخر الستينات من العمر (بوتين 68 عاما وأردوغان 67)، وحكما بلديهما لمدة عقدين تقريبا. لقد سيطرا على مجتمعات ما بعد الإمبراطورية التي تبحث عن الرخاء والثقة في أعقاب الأزمات الاقتصادية المدمرة.

في آواخر التسعينيات، عانت تركيا وروسيا من أزمات مدمرة في الإيمان بالنفس حيث انغمست روسيا في شفق (انتشار) الخمور في عهد بوريس يلتسين، وأدى تعاقب الائتلافات إلى إحداث الفوضى في تركيا.

ومن أجل بسط قبضتهما على السلطة في نطاق زمني ذي أبعاد تاريخية، تحول كلاهما من رئيس وزراء إلى رئيس. إنهما يترأسان أنظمة استبدادية حيث لا توفر الديمقراطية سوى قشرة خارجية من الشرعية. وهم في السياسة عديمي الرحمة، وعلى المدى القصير على الأقل، استراتيجيون ناجحون، يسترشدون بتقييم المصلحة الوطنية والذاتية.

ثناء متبادل لا يميز علاقتهما 

في 24 نوفمبر 2015، أسقطت تركيا طائرة مقاتلة روسية فوق سوريا مما أدى إلى مقتل جنديين روسيين وتسبب في نشوب حرب كلامية في بعض الأحيان. في مؤتمره الصحفي السنوي في ديسمبر من ذاك العام كان وصف بوتين لأردوغان مختلفا تماما عن الوصف الذي قدمه بعد خمس سنوات إذ قال حينها إنه “لا يرى أي احتمال لتحسين العلاقات مع القيادة التركية”، التي اتهمها بمحاولة “لعق الأمريكيين في مكان معين”.

وموجها طعنة أعمق اتهم بوتين أردوغان بخيانة النظام العلماني الذي وضعه البطل القومي لتركيا، مصطفى كمال أتاتورك قائلا: “إن الأسلمة الزاحفة ستجعل أتاتورك يتقلب في قبره”.

من جانبه انتقد أردوغان “جرائم الحرب” الروسية في سوريا. فرضت روسيا عقوبات، مع توقف العطلات الجماعية التي جلبت مئات الآلاف من السياح إلى ساحل البحر المتوسط التركي، ولم تعد سلع مثل الطماطم التركية موضع ترحيب في الاتجاه الآخر.

بعد أن ثبت أن العداء يلحق ضررا عميقا بتركيا وضربة قوية للاقتصاد في المناطق التي تعتمد على السياح الروس. أرسل أردوغان، في يونيو 2016، رسالة إلى بوتين يعبّر فيها عن تعازيه في وفاة أفراد الخدمة في إسقاط الطائرة. تم الاتفاق على الصلح وبحلول نهاية الشهر تحدث الرجلان مرة أخرى عبر الهاتف.

محاولة الانقلاب الفاشلة 

ثم جاء الحدث الذي غيّر كل جانب من جوانب تركيا الحديثة في سياستها الداخلية والخارجية: محاولة الانقلاب الفاشلة ليلة 15 يوليو 2016.

وجد أردوغان أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كانا بطيئين في تقديم الدعم، مع إدعاء بعض كبار أعضاء إدارته أن الولايات المتحدة متورطة. لكن رد فعل بوتين كان مختلفا وفي 17 يوليو، اتصل بالزعيم التركي لتقديم دعمه القاطع، ربما في أهم المحادثات بينهما على مدى السنوات العديدة الماضية. مما لا شك فيه أن محاولة اغتصاب السلطة من قبل عناصر متمردة داخل الجيش كانت سببا في كوابيس لبوتين.

وقال الكرملين في بيانه للمحادثة وقتها: “بعد محاولة الإطاحة بالعنف بالسلطات المنتخبة ديمقراطيا في تركيا، شدد فلاديمير بوتين على إصرار روسيا الأساسي على عدم القبول مطلقا بأي حالة من أعمال العنف المناهض للدستور”.

بالنسبة لأردوغان، الزعيم الذي يقدّر الولاء، لم ينس هذه الكلمات. وفي خطوة، لم تُقدر أهميتها على الأرجح آنذاك، كانت رحلته الخارجية الأولى بعد الانقلاب الفاشل إلى روسيا. كانت تركيا بالفعل منغمسة في حملتها القمعية القاسية ضد معارضي أردوغان والتي تسببت في مزيد من تقلب العلاقات مع الغرب. لكن روسيا في عهد بوتين لم تشارك مثل هذه المخاوف بشأن مجموعة من الخصوم السياسيين.

استضاف بوتين أردوغان في قصر كونستانتينوفسكي الإمبراطوري في أغسطس 2016، بعد ثلاثة أسابيع فقط من محاولة الانقلاب الفاشلة، في الوقت الذي كان فيه الرئيس التركي بحاجة إلى سبب وجيه للغاية للمخاطرة بمغادرة البلاد.

أعلن بوتين أن كلا الجانبين يريد الآن “التغلب على الصعوبات” التي أثارها إسقاط الطائرة. وأكد أردوغان على أهمية تقديم بوتين دعمه في أعقاب الانقلاب الفاشل مباشرة. وبكل ثقة، وهو ما اتضح بدقة، توقع: “سنعيد علاقاتنا إلى المستوى القديم وما بعده”.

وأيا كان ما حدث خلف الأبواب المغلقة في هذا الاجتماع، فقد نشأت شراكة سريعة تجاوزت المصالحة.

على الرغم من وجودهما كطرفين متعارضين في الصراع بسوريا، بدأت روسيا وتركيا التعاون في بحث مشترك معلن لإيجاد السلام بعد نصف عقد من الحرب. ووقفت تركيا جانبا بينما استعاد الرئيس بشار الأسد حليف روسيا السيطرة على حلب ثم أطلق الجانبان عملية السلام الخاصة بهما بشكل مستقل عن المحادثات التي تدعمها الأمم المتحدة. وشوهد نمط مماثل لاحقا في الصراع الليبي، حيث فضّلت كلتا الدولتين، اللتان تدعمان أطرافا مختلفة، التحدث مباشرة وترك الغرب على الهامش.

استؤنف العمل في خط أنابيب “ترك ستريم” تحت البحر الأسود بينهما لضخ الغاز الروسي إلى أوروبا، وبنيت روسيا بشكل طبيعي أول محطة طاقة نووية تركية في مدينة أكويو.

أنظمة الدفاع الجوي الروسي

والأهم من ذلك كله، في ربيع عام 2017. أعلن الجانبان أن تركيا ستشتري أنظمة الدفاع الجوي إس-400 من روسيا. وهي خطوة غير مسبوقة لعضو في حلف شمال الأطلسي ورمزا لخرق متزايد بين أنقرة والغرب.

منذ ذلك الحين، تمكنت الشراكة من تجاوز العديد من الأزمات التي كان ممكنا أن تتسبب في انهيارها من الداخل. ما يظهر اهتمام الجانبين باستمرارها. وفي كثير من الأحيان كان حل هذه القضايا يعتمد على العلاقة الشخصية بين أردوغان وبوتين.

حدثان يظهران ذلك. في 19 ديسمبر 2016، قتل ضابط شرطة خارج الخدمة بالرصاص سفير روسيا في أنقرة، أندريه كارلوف، أثناء حضوره افتتاح معرض للصور الفوتوغرافية. نادرا ما قُتل دبلوماسي من قوة عظمى بهذه الوقاحة في السنوات الأخيرة أثناء تأدية وظائفه. وتوقع الكثير أن هذا نهاية التقارب.

أرسلت روسيا محققين، وألقت تركيا باللوم على حركة فتح الله غولن، المقيم في الولايات المتحدة، والذي لامته أيضًا على محاولة الانقلاب الفاشلة. لم تبدأ محاكمة 28 شخصًا -بما في ذلك غولن غيابيا- إلا العام الماضي ووصلت إلى نهايتها في 9 فبراير مع إصدار أحكام بالسجن مدى الحياة على خمسة رجال. ولكن بخلاف ما حدث في أعقاب القتل مباشرة، لم يظهر نفاد صبر روسيا.

أنظمة الدفاع الجوي الروسي
أنظمة الدفاع الجوي الروسي

في 27 فبراير 2020، قُتل 34 جنديا تركيا في غارات جوية على محافظة إدلب. نفذها حلفاء لروسيا في دمشق وتفيد التقارير أنها شملت طيرانا روسيا. كانت أكبر خسارة عسكرية لتركيا في السنوات الأخيرة. وفي مجتمع قومي متشدد، حيث الجيش هو فخر البلاد حتى بالنسبة للعديد من معارضي أردوغان، فإن هذه الخسائر محسوسة بشدة. توقع كثيرون مرة أخرى أن هذا نهاية التحالف الهش. ولكنه لم يكن كذلك.

صمت روسي 

كان رد فعل تركيا صامتا نسبيا، وحتى في اليوم التالي أصر المتحدث باسم أردوغان على أن الطرفين سيجتمعان في أقرب وقت ممكن. أجرى مسؤولون من كلا الجانبين محادثات في محاولة للاتفاق على وقف إطلاق النار، ولكن كما اعترف وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو “يبدو أنه لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال اجتماع الرئيسين أردوغان وبوتين”. أجرى أردوغان محادثات مع بوتين، في مارس 2020 في موسكو، وتم الاتفاق على وقف إطلاق النار.

لا تزال روسيا وتركيا على جانبين مختلفين من الصراع السوري. حيث تدعم تركيا المتمردين المناهضين للأسد. لم يتقابلا وجها لوجه في ليبيا، حيث ساعد المرتزقة الروس الجنرال خليفة حفتر بينما أرسلت تركيا قوات لدعم حكومة طرابلس. وفي أوكرانيا، تعارض تركيا -من الناحية النظرية- ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، موطن التتار الأتراك. ومع ذلك، لا يزال التحالف قائما.

مع انتشار إدانة روسيا من قبل الاتحاد الأوروبي عقب اعتقال الناشط المعارض أليكسي نافالني لدى عودته من ألمانيا، شعر الكرملين ببعض الراحة من حقيقة أنه لا يمكن توقع مثل هذا التعبير عن القلق من تركيا.

ومع ذلك فهذه ليست شراكة متكافئة. روسيا قوة نووية وعضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وصاحبة أكبر احتياطيات هيدروكربونية في العالم. أما تركيا ففقيرة بالموارد وتسعى دائما للاستفادة من موقعها الاستراتيجي.

أدوات موسكو ضد تركيا 

بنت روسيا أدوات يمكن استخدامها ضد تركيا إذا انقلبت الأخيرة ضدها. هجوم جديد تدعمه روسيا على إدلب قد يرسل ملايين اللاجئين السوريين إلى تركيا ويؤجج التوترات داخل البلاد. كذلك تعتمد أنقرة على روسيا في قضايا تتراوح من إمدادات الطاقة النووية المستقبلية إلى صناعة السياحة في البحر الأبيض المتوسط. وقد بنى الكرملين حضورا إعلاميا كبيرا باللغة التركية في تركيا

يمكن استخدام ذلك بسهولة ضد أردوغان. قبل نصف عقد فقط، اتهمت روسيا الرئيس التركي وعائلته بالاستفادة من التهريب غير المشروع للنفط من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، وهو ما نفاه أردوغان بشدة.

الطبيعة غير المتوازنة للشراكة بينهما ظهرت في محادثات مارس 2020 بشأن سوريا. التي دُعي فيها أردوغان إلى الكرملين بعد مقتل الجنود الأتراك.

وصل أردوغان والوفد المرافق له إلى غرفة الانتظار لكنهم أدركوا أنهم لم يتمكنوا بعد من الوصول إلى الغرفة التي ستعقد فيها المحادثات. احتشدوا بعصبية وبعد أن سئموا من الوقوف، غرق أردوغان في النهاية على كرسي. وحول الوفد كانت صور جنرالات الإمبراطورية الروسية الذين قاتلوا ضد الإمبراطورية العثمانية تحيطهم.

أردوغان في الكرملين
أردوغان في الكرملين

ليس من غير المألوف أن يبقى القادة الأجانب في انتظار لقاء مع بوتين. لكن اللافت هنا أن انتظار الوفد التركي صوّره التلفزيون الرسمي الروسي. وأضافت الحلقة في بثها الإخباري مؤقتا لإظهار المدة التي ظل فيها الوفد التركي ينتظر -دقيقتان كاملتان- للإشارة إلى أن أردوغان قد أُهين.

حتى الآن، أُبقيت التوترات قيد السيطرة وقُسمت الخلافات المختلفة للسماح بالتحالف الأوسع بالمضي قدما. لكن اشتعال الصراع في ناجورنو كاراباخ مثل نوعا جديدا من التحدي، حيث عملت تركيا على تعزيز وجودها في منطقة تعتبرها روسيا جزءا من مجال نفوذها بعد الاتحاد السوفيتي.

اتفاق وقف إطلاق النار

برزت تركيا كفائز رئيس في اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه في 9 نوفمبر 2020 بوساطة روسيا، وحليفتها أذربيجان التي استعادت السيطرة على الأرض التي استولى عليها الأرمن مع تفكك الاتحاد السوفيتي.

تمكنت أنقرة من الوصول إلى ممر يربط معبر ناختشيفان الأذربيجاني -الذي تتمتع تركيا فيه بحدود برية مهمة- ببقية أذربيجان، وبالتالي بحر قزوين. كان الدعم التركي، خاصة الطائرات بدون طيار عالية التقنية، حاسما في انتصار أذربيجان.

لكن في الوقت الذي وافقت فيه روسيا على ذلك، وضعت حدا لرغبة تركيا في أن يشرف جنود حفظ السلام التابعين لها على وقف إطلاق النار، وهي مهمة يقوم بها الجنود الروس فقط. اُنشئ مركز تركي روسي لمراقبة وقف إطلاق النار في أذربيجان -يعمل هناك 60 جنديا روسيا و60 جنديا تركيا- مما سمح لأنقرة بأن تدعي أن لها رأيا فيما يحدث على الأرض.

اللافت للنظر أن مجموعة الأزمات الدولية صنفت روسيا وتركيا على أنه صراع يجب مراقبته في 2021. قائلة إن “التوتر” يهدد بالانفجار، لا سيما في سوريا، وحذرت من أن التراجع في العلاقات قد يؤدي إلى “أكثر من منطقة حرب”.

أثبت التحالف أنه دائم بشكل ملحوظ، ونادرا ما تمتعت روسيا وتركيا بمثل هذا التعاون المثمر. لكن الكثير يتوقف على العلاقة الشخصية بين بوتين وأردوغان، اللذين لا يمكنهما حتى تغيير الطبيعة الهشة للعلاقة بين قوتين كانتا متنافستين لقرون. والأمر لا يتطلب سوى أزمة واحدة غير متوقعة لدفع العلاقة إلى الحافة.