في الساعة الواحدة ونصف من صباح يوم 21 أبريل 2020.  ألقت قوة أمنية مكونة من 6 أشخاص القبض على المترجمة مروة عرفة من منزلها في منطقة مدينة نصر في محافظة القاهرة. وأخذوا هاتفها ومبالغ مالية في الشقة. ومن ثم جرى اصطحابها لمكان غير معلوم. لتختفي لمدة 14 يوما. إلى أن ظهرت في نيابة أمن الدولة العليا يوم 4 مايو 2020 للتحقيق معها.

أسرة مروة كانت قدمت أثناء فترة اختفائها. أربعة تلغرافات لكل من النائب العام ووزير الداخلية والمحامي العام لنيابات أمن الدولة والمحامي العام لنيابة مدينة نصر. للمطالبة بالكشف عن مكانها، واتخاذ اللازم باطلاعهم على الاتهامات الموجهة إليها ومكان احتجازها.

وضعت عرفة على ذمة القضية 570 لسنة 2020 حصر أمن دولة. ووجهت النيابة لها اتهامات بالانضمام لجماعة إرهابية. وارتكاب جريمة من جرائم تمويل الإرهاب ونشر أخبار كاذبة والتحريض ضد الدولة المصرية.

تركت عرفة ابنتها الرضيعة. لتواجه التهم السابقة في محبسها. وبعد اقترابها من العام الثاني لا تزال خلف الجدران في حبس احتياطي. لا تستطيع معه العودة لابنتها.

ظروف احتجاز صعبة

“مروة ظروف احتجازها وحبسها صعبة وغير انسانية، من البداية تم حبسها في أحد اقسام الشرطة وكانوا مانعين عنها الزيارة وحبسها كان بيتجدد ورقيا كل ١٥ يوم، من دون تحقيقات أو الاستماع لها أو للمحامين”.. تقول بسمة مصطفى صديقة مروة عرفة.

وأضافت بسمة: بعد كدا انتقلت إلى قسم القناطر. ومش مسموح لها غير بزيادة واحدة كل شهر ومدتها ٢٠ دقيقة ولفرد واحد من أقارب الدرجة الأولى. من فترة تم تجريد مروة من كل أغراضها في السجن ومتعلقاتها الشخصية وتم نقلها من العنبر بتاعها لعنبر أخر بالجلابية اللي عليها بس وسابوها تنام على البلاط في عز البرد”.

في فبراير الماضي، أرسلت لها والدتها أيضا رسالة جاء بها:”مروة عرفة معتقلة من يوم 21 أبريل 2020 على ذمة قضايا وهمية مالهاش أي اساس من الصحة وكانت مخفية قسريا مدة طويلة وكل عرض بيتجدد لها بدون أي مبرر، مروة عندها بنت اسمها وفاء عمرها سنتين سابتها وهي لسه عندها 16 شهر”.

وأضافت: بسبب اعتقال مروة وفاء جالها حالة تأخر وصدمة نفسية خلتها متأخرة في الاستيعاب عن الأطفال اللي في سنها وأثرت على نطقها وسلوكها، ده غير التضييق اللي بيحصل على مروة في الزيارات، مروة بتدفع تمن حاجة هي بعيدة كل البعد عنها مروة عمر ما حد شهد لها غير بالأمانة وحسن الأخلاق والطيبة وكل الناس بتحبها وكان كل اللي بتتمناه وبتحاول تعمله إنها تعيش حياة سعيدة مع بنتها مش إنها تتعرض لكل الظلم ده”.

رسائل متبادلة

وردت عرفة على تلك الرسائل بكلمات أيضا من داخل محبسها: “عايزة استخبى من النور والناس، أنا مش مصدقة إني من 20 أبريل مروحتش وإني ممكن مروحش قبل سنتين ثلاثة، السجن وحش أوي يا ماما”.

وتظل الأم وابنتها في رسائل متصلة، ففي الشهر الجاري أرسلت الأم رسالة لابنتها :”افتكروا مروة عرفة بنتي واكتبوا عنها هي ممنوعة تكلم حد أو حد يكلمها محطوطة في عنبر المخدرات وقاضي الدائرة بتاعتنا قائلها صراحة مش هديكي إخلاء سبيل وبيسبوها في الحبسخانة يوم العرض ومش بيطلعوها حتي لما اسمها يتطلب والتجديد روتيني، هي مش إخوان ومبتمولش إرهاب ومفيش اي أدلة تدينها، ادعوا لها واتكلموا عنها”.

في 10 سبتمبر الجاري، جددت حملة “الحرية لمروة عرفة”. مطالبها بالإفراج الفوري عن المدونة والمترجمة مروة عرفة.

وطالبت الحملة بإنهاء معاناة طفلتها الصغيرة التي لم تتجاوز عامها الثالث قضت أكثر من نصفهم بعيدة عن أمها.

وقالت مؤسسة حرية الفكر والتعبير. إن قرار تجديد حبس مروة جاء على الرغم من طلب دفاعها إحالة نظر أمر تجديد حبسها المستمر منذ عام و4 أشهر إلى دائرة أخرى.

 

 

 

 

.