16 شهرا بالتمام والكمال مروا على حبس الناشطة نرمين حسين، بدأت باتهامها بنشر أخبار كاذبة عن تعامل الحكومة مع فيروس كورونا، وزادت غلتها من الاتهامات داخل السجن لتنضم إلى القضية 65.
ألقي القبض على حسين في 23 مارس 2020 على ذمة القضية رقم 535 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا، مع آخرين نشطاء وأطباء ممن قاموا بالكتابة والتدوين عن فيروس كورونا، في إطار مراقبة ما ينشر عن التعامل الحكومي مع الجائحة. وهو الاتهام الذي زج بأطباء وصحفيين ونشطاء إلى السجن، من بينهم نرمين حسين.
أخلى سبيل نرمين بقرار غرفة المشورة بمحكمة جنايات القاهرة في يناير الماضي، لكن القرار لم ينفذ. حتى تم تدويرها في قضية أخرى بعد 8 أيام. لتنضم إلى القضية رقم 65 لسنة 2021 حصر أمن دولة. حيث تواجه اتهامات إساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي. ومشاركة جماعة إرهابية مع العلم والترويج لأغراضها، وبث ونشر وإذاعة أخبار كاذبة.
قرارات متتالية
قرارات متتالية جاءت بعد ضمها للقضية رقم 65 لسنة 2021 بتجديد حبسها الاحتياطي 15 يوما تلو الآخر.
وقال المحامي نبيه الجندي: “صدر قرار بإخلاء سبيل نرمين حسين في القضية 535 لسنة 2020. في 17 يناير الماضي وهي نفس تهم القضية الجديدة، وأثناء الانتهاء من إجراءات إخلاء سبيلها. اتضح أنها ضمن تحريات الأمن الوطني في القضية الحالية، حسب محضر الضبط في القضية الجديدة”.
كتبت نرمين قبل عام عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، يوم القبض عليها “إن قوات من الأمن وصلت منزلها وتقوم بالقبض عليها دون الكشف عن أي أسباب أو عن مكان اقتيادها”.
ظلت نرمين حسين السند الوحيد لأسرتها بعيدة كل تلك الفترة عن عائلتها. التي تفتقد تواجدها بجوارهم بعد أن أصيب كل من والدتها ووالدها بمرض أقعدهما، لتصبح هي المسؤول الأول عن الأسرة.
تنتمي “نرمين الجدعة” كما يلقبها كل من عرفها، إلى أسرة بسيطة. حيث يعمل والدها بأحد محال البقالة، وتقوم هي بمساعدته في حمل البضاعة، وهو ما تفخر به الفتاة دوما ولا تنكره.
“معتقلي العيد”
وسبق انفصال نرمين عن أهلها رغما عنها، 10 أشهر أخرى، بعد القبض عليها فيما أطلق عليها قضية “معتقلي العيد”. والتي ضمت السفير معصوم مرزوق والباحث رائد سلامة والدكتور يحيي القزاز. في عيد الأضحى 2018 وظلت حتى صدور قرار النائب العام بحفظ القضية. وهي الفترة التي تعرضت بها إلى منعها من استخدام حقها القانوني حيث تم حبسها انفراديا، وعدم السماح لذويها بزيارة سوى لمدة دقائق معدودة.
أسندت النيابة إلى “معتقلي العيد” (معصوم مرزوق، رائد سلامة، نرمين حسين، يحيي القزاز، سامح سعودي، عبد الفتاح سعيد، عمرو محمد). تهم مشاركة جماعة ارهابية في تحقيق أهدافها، وتلقى تمويل بغرض إرهابي. والاشتراك في اتفاق جنائي الغرض منه ارتكاب جريمة إرهابية. بحسب الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان.
قبل أيام احتفلت نرمين بعيد ميلادها، الموافق 14 سبتمبر، بمفردها في سجن انفرادي، وقال عنها المحامي محمد عبد العزيز مدير مركز الحقانية: “اليوم عيد ميلاد نرمين حسين المحبوسة انفراديا في سجن القناطر”.
وأضاف: “في آخر جلسة تجديد حبس رأيتها ويبدو عليها الغضب والتعب، ورغم تعبنا من الانتظار وآثار قلة النوم والإرهاق التي بدت عليها. إلا أنها كانت منطلقة في الضحك والهزار”.
رافق نرمين دوما حلمها وابتسامتها والأمل وصبرها، ربما تكون تلك تهمتها الحقيقة. فقد أضاف عبد العزيز: “نرمين حسين لم تحمل سلاحا ولم تدعم الإرهاب ولم تنتم يوما لأي جماعة، كل ما تملكه رأيها وهذا ما تحاسب عليه”.
ابنة 25 يناير
تواجدت نرمين في صفوف ثورة 25 يناير من بدايتها، وصارت وجها مألوفا في الميدان. لم تغادره قط، وذلك لتأثرها بحركة 6 أبريل ومطالبها بالحرية والعيش والكرامة والعدالة الاجتماعية. والتي تم حظرها بدعوى أنها جماعة إرهابية.
دفعت نرمين حسين ثمن مشاركتها السياسية في الأحداث التي سبقت وتلت الثورة. من بينها تظاهرات جزيرتي تيران وصنافير حيث رفعت لافتات تنادي بمصرية الجزيرتين مع اثنين من صديقاتها بالشارع، تضامنا مع القرار الشعبي المؤيد لحكم المحكمة الإدارية العليا. وفي 10 إبريل 2016، تم القبض على الفتيات الثلاث (نرمين حسين، نانسي كمال، شيماء عبد العزيز). بتهمة التظاهر دون تصريح في وسط القاهرة.