هنا في عروس البحر، وقبل 125 عاما، وبالتحديد في مقهى “زواني”، كان أول عرض سينمائي شهدته مصر لـ”الأخوين لومير”.
العرض جاء بعد 11 يوما فقط من أول عرض في العالم في “الجرايد كافية” في باريس في 25 ديسمبر 1895.
بهذه المناسبة، وضمن فاعليات مهرجان إسكندرية السينمائي التي تمتد في الفترة من 23 سبتمبر الجاري، حتى 2 أكتوبر المقبل. نظمت جمعية كتاب ونقاد السينما، معرض بعنوان “ذاكرة الإسكندرية السينمائية”. من إعداد الكاتب الصحفي محمد المالحي. بالتعاون مع الباحث والمؤرخ مكرم سلامة، أحد أهم جامعي الوثائق في مصر والعالم العربي.
المعرض يضم بين جنباته وثائق وصور نادرة لسنوات المجد الذهبي، لصناعة السينما في المدينة الساحلية.
وتشمل المعروضات، رخصتين عرض سينمائي نادرتين. تعود إحدهما إلى عام 1899، في سينما “الهمبرا” في محطة الرمل. وأخرى بتاياترو “عباس حلمي” لعرض الأفلام السينمائية. وتعود لعام 1898، لتشغيل ماكينة “سينموغرافيا” و”ألعاب سينماوية” في إشارة للفن والصناعة الوليدة آنذاك.
ومن بين المعروضات. عقود توزيع عدد من الأفلام السينمائية بدور العرض في الإسكندرية، خلال الفترة من عام 1937 حتى عام 1967، إضافة لبعض أفيشات وملصقات الدعاية النادرة بالصحف المختلفة، للأفلام التي عرضت خلال بدايات القرن الماضي في الثغر، كما يشمل المعرض أيضا Making وفوتغرافي نادر لكواليس فيلم “صراع في الميناء” إنتاج عام 1956، للمخرج العالمي الراحل يوسف شاهين، السكندري الأصل، يضم صورا ومشاهدات نادرة خلف الكاميرا لأبطاله، عليى رأسهم عمر الشريف وفاتن حمامة وأحمد رمزي.
4 أفلام يونانية
كما يضم المعرض صورا فوتوغرافية نادرة لـ 4 أفلام يونانية، تم تصويرها بين الإسكندرية والقاهرة، للمخرج المصري اليهودي الإيطالي الراحل، توجو مزراحي، وهي أفلام: دكتور إيبامينونداس، إنتاج عام 1937، والفتاة اللاجئة وعندما يكون الزوج غائبًا، إنتاج عام 1938، وكابتن سكوربيون إنتاج عام 1943.
الفكرة طرح خطوطها الرئيسية الناقد السينمائي عصام زكريا، المدير الفني للمهرجان، وكان يفترض ان تتم علي شكل كتاب، ضمن إصدارات المهرجان، ورحب بها بقوة الناقد السينمائي الأمير أباظة، رئيس المهرجان- رئيس جمعية كتاب ونقاد السينما- واستغرق تنفيذها قرابة 3 شهور، يقول الكاتب الصحفي محمد المالحي معد المعرض.
ويتحدث المالحي لـ “مصر 360″، عن العقبات التي واجهته في الإعداد للمعرض. قائلا: تحول مسار الفكرة من كتاب إلى معرض، وتواصلت مع العديد من جامعي الوثائق والأرشيفات، إلا أنهم رفضوا بشكل قاطع، خشية مصادرة مقتنياتهم من جهة، إضافة إلى رفضهم التعامل مع أي جهة رسمية أو حكومية من جهة أخرى، وبعضهم طالب بمبالغ مادية باهظة، تفوق طاقة جمعية كتاب ونقاد السينما، نظير العرض.
وتابع: أبرز من تواصلت معه ورفض صراحة “بازيل بهنا” نجل الموزع السينمائي الشهير”إدوارد بهنا” صاحب شركة “بهنا فيلم” التي تعتبر أقدم شركة توزيع سينمائي في مصر. منذ بداية القرن الماضي، وحتي منتصف الستينيات. نتيجة وجود خلاف بين “بازيل” وأحد قيادات وزارة الثقافة، علما بأن “بازيل” مازال محتفظا بالعديد من الوثائق والعقود النادرة والأفيشات للأفلام التي قامت الشركة بتوزيعها منذ الثلاثينيات وحتي منتصف الستينيات.
وأضاف: الوحيد من جامعي الوثائق الذي رحب بالفكرة وتعاون لتنفيذها، هو الباحث والمؤرخ مكرم سلامة. الذي يعتبر أحد أهم جامعي الوثائق والأرشيفات في مصر والعالم العربي، والذي سبق له إهداء “مكتبة الإسكندرية” آلاف الوثائق، بينها وثائق الدائرة السنية- أملاك الخديوي اسماعيل- وخرائط إنشاء السكك الحديدية في مصر، وأرشيف كامل للمخرج المصري اليهودي الإيطالي توجو مزراحي.
أحياء شعبية عامرة بدرو العرض
إسكندرية كانت عامرة بدور العرض. هذا ما اكتشفه المالحي، خلال رحلته في البحث عن الوثائق. قائلاً: غالبية أحياء المدينة خاصة الشعبية منها كان يوجد بها دور عرض سينمائي، بحسب العقود النادرة المعروضة في المعرض. وللأسف هذه السينمات باتت غير موجودة حاليا. حيث تعرضت قرابة 50 دار عرض سينمائي. للهدم والتخريب والإغلاق. منذ منتصف الستينات، وزادت في السبيعنات وبداية الثمانينيات، وباتت دور العرض السينمائي تعد على أصابع اليد.
يدلل المالحي، على الأهمية السينمائية لمدينة الإسكندرية. بأن أفلام المخرج توجو مزراحي، للسينما اليونانية، وهي أربعة أفلام، تم تصويرهم في الإسكندرية والقاهرة، خلال أعوام 1937 الي 1947. تم عرضها أولا في الإسكندرية أولا . بحكم تواجد الجالية اليونانية وقتها، قبل القاهرة واليونان.