يبدو أن المشاعر المتضاربة هي جزء من كرة القدم مثلما الحياة، فبنهاية مباريات الجولة الثانية من دور مجموعات بطولة دوري أبطال أوروبا مساء أمس الأربعاء. ساد شعورين لا ثالث لهما، شعور بالانتصار والفرح في عدة ملاعب، وشعور بالانكسار والمرارة في ملاعب أخرى. وسط نتائج مثيرة وصادمة لبعض المتابعين من عشاق الساحرة المستديرة حول العالم.

 

ولعبت أمس باقي الـ8 مباريات بعدما لعب الجزء الأول يوم الثلاثاء وشهد مفاجآت عدة أيضًا. وشهدت مواجهات قوية أهمها بين تشيلسي حامل اللقب الذي حل ضيفًا على يوفنتوس. وبنفيكا أمام الجريح برشلونة، ومانشستر يونايتد استقبل فياريال، وبايرن ميونيخ واجه دينامو كييف.

سقوط مدوٍ لبرشلونة وكومان يترنح

شهدت أمسية الأربعاء سقوط برشلونة الإسباني للمباراة الثانية على التوالي بذات النتيجة (0-3) على يد بنفيكا البرتغالي. بعدما خسر أمام بايرن ميونيخ الألماني في الجولة الافتتاحية.

وللمرة الثانية في تاريخه، يتعرض البارسا للخسارة في أول مباراتين له بمسابقة أوروبية بعدما هزم مرتين متتاليتين في كأس الاتحاد الأوروبي. على يد بورتو البرتغالي خلال موسم 1972-1973 وتعرض للإقصاء.

كما أن الفريق الكتالوني فشل في تحقيق الفوز في دوري الأبطال للمباراة الخامسة على التوالي. وهو ما يحدث معه لأول مرة منذ عام 1997، ولم يسدد سوى تسديدة واحدة فقط بين القائمين والعارضة أمام الفريق البرتغالي في ملعب النور.

 

 

وبعد هذه النتيجة تعقد موقف البارسا كثيرًا بالمجموعة، حيث ارتقى بنفيكا للمركز الثاني برصيد 4 نقاط. خلف العملاق البافاري المتصدر بالعلامة الكاملة 6 نقاط من فوزين متتاليين، وتذيل البلوجرانا المجموعة الخامسة بدون نقاط في موقف غريب لم يتعرض له نادي برشلونة من قبل عبر تاريخه الكبير.

الصحف الكتالونية كان لها عناوين غاضبة وقاسية للغاية عقب تلك الهزيمة المذلة، حيث عنونت صحيفة “سبورت” قائلة: “ينهار برشلونة مرة أخرى في لشبونة”. أما صحيفة “موندو ديبورتيفو” فكتبت: “دراما أخرى يعيشها برشلونة في ملعب النور”، وعلى مستوى باقي الصحف الإسبانية الكبرى، قالت صحيفة “آس” المدريدية: “برشلونة يغرق”، وأضافت صحيفة “ماركا” أن “الحزن بعنوان قاسٍ: هذا حطام!”.

رونالدو يواصل السحر في مسرح الأحلام

الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو قاد فريقه مانشستر يونايتد الإنجليزي لفوز قاتل بعدما سجل هدفا في الدقيقة 95. لينتصر 2-1 على حساب فياريال الإسباني، ليحقق الشياطين الحمر أول فوز في تاريخه على الغواصات الصفراء بعدما انتهت مبارياتهم الـ4 السابقة في دوري الأبطال بالتعادل السلبي.

وسجل رونالدو ظهوره الـ178 في المسابقة، ليصبح أكثر اللاعبين مشاركة في المباريات على مدار تاريخها، قبل أن يسجل هدفه الـ136 في البطولة. كما استطاع الدون أن يحقق الانتصار في 113 مباراة بملاعب فريقه بدوري الأبطال.

ليأتي خامسًا خلف 4 فرق حققت انتصارات أكثر على ملعبها، وهي ريال مدريد (166) وبرشلونة (156) وبايرن ميونيخ (122) ومانشستر يونايتد (122). فيما تفوق على فريقه السابق يوفنتوس (106 فوزًا).

وأصبح صاروخ ماديرا أكثر اللاعبين تسجيلا للأهداف القاتلة في تاريخ دوري الأبطال. بمعادلته للرقم الذي أحرزه الأرجنتيني سيرجيو أجويرو مهاجم برشلونة الحالي ومان سيتي السابق بتسجيل 3 أهداف بعد الدقيقة 90.

وجاء رونالدو خلف بريان روبسون كثاني أكبر لاعب يسجل بقميص اليونايتد في مسابقة أوروبية بملعب أولد ترافور. وذلك بعمر 36 عامًا و236 يومًا، حيث يتفوق عليه أسطورة النادي بفارق 46 يومًا فقط.

أليجري يقهر حامل اللقب ويستعيد هيبة اليوفي

في تورينو استطاع يوفنتوس أن يهزم حامل اللقب تشيلسي بهدف نظيف، وحقق فوزه الثاني على التوالي في دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا للمرة الرابعة في تاريخه من دون أن تستقبل شباكه أي هدف. تلك المرات الأربع كانت اثنتان منها تحت قيادة المدرب ماسيمليانو أليجري (هذا الموسم، وفي موسم 2019/2018).

أما تشيلسي فخسر المباراة الخامسة على التوالي أمام فريق إيطالي، حيث خسر أمام انتر 2010/2009. ونابولي 2012/2011، وروما 2018/2017، وخسر أمام يوفنتوس مرتين 2013/2012 و2022/2021.

ولعل الطريقة التي لعب بها يوفنتوس منذ بداية اللقاء كانت تشير إلى أن أليجري سيكون راضيًا بالحصول على نقطة التعادل أمام حامل اللقب. أو تحقيق فوز خاطف إذا كان محظوظا ويبدو أنه كان كذلك بالفعل عندما خطف كييزا هدفًا رائعًا للسيدة العجوز مع بداية الشوط الثاني مباشرة ليضعه في المقدمة.

وبعد ربع ساعة تقريبا من الهدف تحولت خطة تشيلسي إلى (3-1-4-2) بعدما خرج زياش ليدخل كالوم هودسون أودوي بدلا منه. فيما تحول هافيرتز إلى مهاجم ثان بجوار لوكاكو، وذلك لزيادة لاعبي الخط الأمامي أملا في فك التكتل الدفاعي الصلب للبيانكونيري.

لكن أليجري كان أذكى من توخيل واستطاع الخروج بالنتيجة فائزًا باللقاء والنقاط الثلاث رغم افتقاده لنجميه ديبالا وموراتا في هذه المباراة. حيث حول خطته في آخر 10 دقائق إلى (5-4-1) للحفاظ على التقدم والفوز الثمين. ولم يفلح تشيلسي رغم كثرة محاولاته وتسديداته من داخل وخارج منطقة الجزاء.

في النهاية عوقب البلوز بسبب أيديه المرتعشة وعدم قدرته على حسم الأمور لصالحه، حين امتلك كافة العوامل التي تساعده على النجاح. ليتلقى أول خسارة في مشواره للدفاع عن اللقب الأوروبي هذا الموسم. على عكس أليجري ويوفي نجحوا في اللعب على قدر إمكاناتهم وبتكتيك محنك للمدرب خرج الفريق فائزًا بثلاث نقاط غالية.

ليفاندوفسكي ماكينة أهداف لا تتوقف

اكتسح بايرن ميونيخ الألماني ضيفه الأوكراني دينامو كييف بنتيجة 5-0، محققًا انتصاره الثاني في دور المجموعات. ليصبح لاعبه البولندي روبرت ليفاندوفسكي أول من يشارك في 18 انتصارًا متتاليًا مع فريقه في تاريخ دوري الأبطال. كما وصل بثنائيته في مرمى كييف للهدف رقم 119 في آخر 100 مباراة مع الفريق.

ودخل الألماني جوليان ناجلسمان تاريخ بايرن، بعدما أصبح أول مدرب يحقق 9 انتصارات في أول 10 مباريات له بكافة المسابقات على مدار التاريخ. وبسجل تهديفي عالٍ ليؤكد الطوفان الأحمر للبافاري وأنه يستطيع المواصلة على هذا النسق التهديفي المتوهج لفترات طويلة.

هوية المدرب الهجومية مع قدرات نجوم الفريق الكبيرة، والعمل والجهد الكبير الذي يبذله الجميع مع عقلية الألمان وهذا النادي بالتحديد. تجعله مخيفًا للجميع ومرشح فوق العادة للفوز باللقب في النهاية. كما فعل بالموسم قبل الماضي مع المدرب هانز فليك الذي تولى تدريب المانشافت الألماني.