بات مصير النرويجي أولي جونار سولسكاير مدرب مانشستر يونايتد الإنجليزي، على صفيح ساخن، حيث تقترب الإقالة منه أكثر من أي وقت مضى، بعد التعادل المحبط على ملعبه أولد ترافورد أمام إيفرتون مساء أمس بالبريميرليج بهدف لكل فريق، ومن قبله الخسارة على نفس الملعب من أستون فيلا بهدف دون رد، وتخللهما فوز بشق الأنفس على فياريال الإسباني بدوري أبطال أوروبا بهدفين لهدف.
منصب أكبر من سولسكاير!
الجميع في ملعب الأحلام بات يطالب الآن بإقالة المدرب النرويجي، الذي يراه كثير من المحللين قليل الخبرات والقدرات الفنية لقيادة نادٍ بحجم مان يونايتد، لاسيما هذا الموسم بعد الصفقات القوية والقياسية بضم الفرنسي رافائيل فاران مدافع ريال مدريد والجناح الطائر جادون سانشو من بروسيا دورتموند، والصفقة الأبرز والأهم بعودة المدمر كريستيانو رونالدو من جديد لفريقه الأسبق وتقديمه لبداية ولا أروع بتسجيل أهداف عدة وحاسمة، لكن الفريق في منحنى تنازلي بسبب أخطاء فنية كثيرة ومتكررة للمدرب المتواضع.
الأمر انتقل إلى مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وتحديدًا “تويتر”، لتطلق هاشتاج واسع النطاق لإقالة المدرب النرويجي من منصبه، فعلى مدار 3 أعوام وأكثر لم يقدم المدرب أي إضافة أو يحرز أي بطولة رغم الفرص الكثيرة التي منحت له والنجوم الكبيرة التي لديه في قائمة لاعبيه وكذلك الصفقات القياسية هذا الصيف.
ما يجعله تحت خطر الإقالة بشكل كبير في الأيام القليلة القادمة، خاصة مع غضب رونالدو العارم عقب مباراة إيفرتون بالأمس بعدما أجلسه على مقاعد البدلاء ولم يشركه أساسيًا وأقحمه عندما تأزمت الأمور دون جدوى، هذا الغضب من المدرب وأخطائه الجسيمة والمتكررة سواء في التكتيك نفسه أو تشكيل بداية المباريات وأيضًا كيفية إدارة وقراءة اللقاء من خلال التغييرات بالشوط الثاني، فتفوق عليه مدربين عدة بشكل واضح.
وساهم بأخطائه تلك في خسارة الفريق نقاط ثمينة كادت تجعله منفردًا في صدارة ترتيب الدوري الأقوى بالعالم حتى نهاية الجولة السابعة الحالية، حيث أهدر 7 نقاط كاملة من خسارة وتعادلين ليبقي رصيده عند النقطة 14 ثالثًا بجدول الترتيب وربما يهبط للمركز الخامس بعد نهاية مباريات الجولة كاملة.
فقدان السيطرة على النجوم وعدم قناعتهم به
بلا شك بعد مشهد رونالدو بالأمس وغضبه العارم من ضعف المدرب وأخطائه الكثيرة، بالإضافة لتصريحات برونو فيرنانديز نجم الفريق الآخر الغاضبة والتي أشار فيها لأخطاء المدرب دون ذكر ذلك صراحة، مع حالة عامة من عدم اقتناع نجوم الشياطين الحمر مثل دي خيا وبوجبا وماجواير، بمدربهم من كافة النواحي الفنية والشخصية، يجعل سولسكاير في مأزق علمًا بأن الإدارة سيكون أهون عليها التخلص منه لتحسين أحوال الفريق والتجاوب مع طلبات النجوم والجماهير.
كذلك مشهد لقاء أستون فيلا بعدم إعطاء رونالدو مهمة تنفيذ ركلات الجزاء والركلات الحرة البارع في تنفيذهم وطالما كان رقم 1 في هذه المأموريات بكافة أنديته السابقة ومنتخب بلاده البرتغال، وإبقائها على نفس وضعها مع فيرنانديز الذي أطاح بركلة الجزاء المهمة أمام فيلا بالدقائق الأخيرة، يعكس مدى عدم سيطرة المدرب على لاعبيه وقيادة الفريق وتحديد المهام بالشكل الأنسب والأمثل لصالح المان يو، كل هذه أمور كفيلة بكتابة كلمة النهاية للمدرب الشاب الذي يخوض ثاني تجربة له فقط في عالم التدريب ومع نادٍ عملاق مثل مانشستر.
نتائج محبطة وفقدان الدعم الجماهيري
إقالة المدرب النرويجي قد تكون بداية الإصلاح الفني بالفريق، بعد الإصلاح الإداري الذي حدث برحيل المدير الرياضي إد وودوارد بالفترة الماضية الذي دمر النادي بصفقات قياسية دون فائدة ومدربين لم يقدموا أي إضافة ليونايتد منذ اعتزال السير اليكس فيرجسون وساهم بقوة في كل هذا الابتعاد عن دائرة الضوء والبطولات بالسنوات الأخيرة.
بالإضافة إلى أن الإدارة الرياضية الجديدة بالنادي مع المسؤولين عن التعاقدات، أدت عملا رائعا في ميركاتو الصيف ونجحت في ضم أغلب أهداف الفريق المرجوة لترميم صفوفه وتدعيمها وزيادة قوة النادي، مثل فاران وسانشو والدون، ولكن أخطاء المدرب وقلة خبراته وتجربته وضعف شخصيته وتكتيكه وإدارته للمباريات، يهدر تلك الصفقات حقها ولا يفيد النادي بها ويحدث نتائج سلبية رغم كل هذا الصرف والدعم والإمكانات الفنية الجبارة بقائمة اللاعبين.
إذًا إقالة سولسكاير هي مفتاح النجاح لمان يونايتد من جديد خاصة مع التعاقد مع مدرب متمرس، له خبرات عريضة وكاريزما وشخصية تقنع اللاعبين به ثم الجماهير، ويقوم بالأمور الفنية السليمة لصالح الفريق تعيده مجددًا إلى الطريق الصحيح والانتصارات ومن ثم البطولات قبل فوات الآوان.