لايزال زياد وياسمين في انتظار والدهما الدكتور محمد محيى الدين، عضو مجلس الشوري السابق وعضو اللجنة التأسيسية لدستور 2012، والمحتجز منذ 32 شهرا، أما التهمة فهي الدفاع عن الدستور.

ألقي القبض على محيي الدين في 23 فبراير عام 2019، وذلك على خلفية نشاطه في حملة “اتحاد الدفاع عن الدستور” لجمع التوقيعات الرافضة للتعديلات الدستورية من خلال استمارة الكترونية، والتى وصلت يوم 21 فبراير 2019 لما يقارب من 26 ألف توقيع، فكانت الحملة الأمنية التي طالت بعض المشاركين بالحمله.

وفقًا لزوجته، تم القبض على الدكتور محمد محيي الدين الأستاذ الجامعي بكلية الهندسة من منزله بمحافظة الاسكندرية، كما تم اقتحام مسكن والديه في نفس التوقيت، ثم أًقتيد لمكان غير معلوم. وذلك بعد أيام قليلة من نشاطه في تدشين حملة لجمع التوقيعات الرافضة للتعديلات الدستورية الكترونيًا، وبعد يومين من اجتماع شارك فيه مع عدد من الشخصيات السياسية والحزبية في مقر حزب الكرامة للتباحث حول مستقبل نشاط الحملة .

وسابقا، نشر محيي الدين مقطع فيديو مدته 6 دقائق يتحدث فيه عن أسباب رفضه للتعديلات الدستورية، عبر وسائل التواصل بشكل سلمي، كما أكد على منطقية اعتراضاته وسلميتها.

 

النهاردة عيد ميلاد كل حاجة حلوة فى حياتى حبيبي و جوزى و روح قلبى و توأمى الصغنن زياد و جاسمن اللى مهونين عليا الايام و البعد عن محمد

فجأونى النهارده انهم عارفين عدد اعياد الميلاد اللى محمد محضرهاش معانا

قالولى بابا راح الشغل و احنا 3

نفسى تحصل معجزة و الاقيه معانا بكره كفاية 3 سنين بعيد

ندى مقبل زوجة المحتجز محمد محيي الدين

 

ومحمد محيي الدين الذي شغل منصب مقرر لجنة الدفاع والأمن القومي بالجمعية التأسيسية التي وضعت دستور 2012، شغل منصب نائب رئيس حزب غد الثورة الليبرالي. وهو أيضا ضابط متقاعد بالقوات المسلحة، وكان يعمل أستاذا مساعدا بكلية الهندسة في جامعة بني سويف، تقدم في عام 2018 بمبادرة للحوار والمصالحة الوطنية الشاملة تتكون من عشرة بنود. وقال إنها تهدف إلى وقاية المجتمع المصري من أي هزات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية.

حينها اعتبر محي الدين أن مبادرته تهدف لمحاولة رسم ما اعتبره خارطة طريق المعالم للحفاظ على الدستور، والمؤسسات، وقيم العدل والمساواة، والتداول السلمي للسلطة بما يسمح للمصريين أن يعودوا مجتمعين على أسس واضحة نحو دولة مدنية ديمقراطية مناهضة اقتصاديا وعلى كل المستويات الأخرى، وبما يحصر أي خلاف تحت تصنيف الخلاف السياسي المقبول دون العداوة أو الخصومة.

الحوار الوطني لا يستثني أحدا من القوى السياسية والشخصيات العامة المخاطبة بالمبادرة والمطالبة بالوصول إلى اتفاق سياسي والقادرة على تحقيقه وتذليل العقبات وصولا إليه، أخذا في الاعتبار أنه لا يجب تأجيل الحوار الوطني انتظارا لموافقة فصيل سياسي أو شخصيات ذات أثر للانضمام إليه، مع بقاء الباب مفتوحا لانضمام ذوي الشأن من التيارات والشخصيات العامة دون إعادة النظر فيما تم التوافق حوله في غيابهم.

من نص مبادرة محمد محيي الدين

 

وفي مطلع سبتمبر 2018، تقدم “محيي الدين” بمبادرته بصورة رسمية إلى رئيس الجمهورية، ولكل من رئيس مجلس النواب، ورؤساء مجلس القضاء الأعلى والمحكمة الدستورية العليا ومجلس الدولة، ووزيري الدفاع والداخلية، ورئيس جهاز المخابرات العامة، لكنه لم يتلق ردا على المبادرة.

على الجانب الاجتماعي، فإن محي الدين متزوج ولديه طفلان توأم هما زياد وياسمين اللذين يبلغان من العمر ست سنوات، كما أن زوجته ندى مقبل تشتكي صعوبة الزيارة خاصة بعد نقله إلى سجن طرة، فيما تقطن الأسرة بمحافظة الإسكندرية.

وفي حديثها لموقع بي بي سي البريطانية قالت ندى مقبل إن طفليها اللذين لم يريا  والدهما منذ تم إلقاء القبض عليه، يعتقدا أن والدهما قد لقى حتفه، وأنها تخفي عنهما الخبر.

فبعد إلقاء القبض على محمد، اتفق محمد وزوجته أن لا تصطحب الطفلين لزيارته في السجن ولا تخبرهم عن مكانه الحقيقي.

يزيد إصرارها على ذلك، مشقة إجراءات زيارة زوجها، إذ تقطع أكثر من 200 كلم من منزلها في محافظة الإسكندرية، كل شهر، لتتمكن من زيارته، في رحلة تستغرق يوما كاملا.