بعد انطلاقة جيدة نوعًا ما للموسم لنادي ريال مدريد رفقة مدربه الجديد القديم، الإيطالي المتمرس كارلو أنشيلوتي. نجح فيها الفريق الأبيض بتصدر الليجا الإسبانية وبنتائج عريضة وأهداف كثيرة وتألق لخط الهجوم بشكل واضح. وكذلك في أول جولة من دوري أبطال أوروبا بالفوز خارج الأرض على بطل الدوري الإيطالي إنتر ميلان.
لكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن. ودخل الملكي في غضون أسبوع دوامة النتائج السلبية بالتعادل مع فياريال بالدوري. ثم الخسارة المفجعة من نادي شيريف المولدوفي وأخيرًا السقوط أمام إسبانيول مساء الأحد. لتنطلق أجراس الإنذار داخل أسوار قلعة “سانتياجو برنابيو”. فكيف حدث ذلك. وماذا يفعل المدرب المخضرم للخروج من هذا النفق المظلم. هذا ما سنعرضه في النقاط الآتية.
نتائج وأداء سلبي وأنشيلوتي السبب
الميرينجي بعدما حقق فوزًا عريضًا على حساب ريال مايوركا بسداسية لهدف في الليجا. دخل في هذا النفق المظلم على مستوى النتائج. إذ تعادل سلبيًا ضد فياريال في الليجا ثم تلقى هزيمة تاريخية ضد شيريف على أرضه بنتيجة (1-2) بدوري الأبطال. وأخيرًا تلقى الملكي هزيمة ضد إسبانيول بنتيجة (1-2). مثلت الخسارة الأولى له في المسابقة المحلية هذا الموسم.
وبلا شك يدرك كارلو أنشيلوتي المدير الفني للفريق الأكثر تتويجًا بالبطولات قاريًا ومحليًا. معنى عدم تحقيق الفريق لأي فوز في آخر 3 مباريات على التوالي. خاصة مع ارتفاع طموحات وتوقعات الجماهير عقب البداية الرائعة خاصة على مستوى الخط الهجومي. لكن سرعان ما عادت المشكلة مرة أخرى بعدم وجود أي حل هجومي سوى من كريم بنزيما الأكثر فاعلية وإيجابية أمام مرمى الخصوم منذ بداية الموسم.
أما على المستوى الدفاعي. فقد ازدادت الأمور سوءًا وظهر الملكي هشًا ويمكن ضرب دفاعاته بسهولة. خاصة خلال مواجهتي شيريف وإسبانيول. وحاول أنشيلوتي التغيير في طريقة اللعب واللاعبين دون الوصول لأي حل. حيث فشل تماما رغم محاولاته العديدة.
المدرب الإيطالي الذي أكد أن ديفيد ألابا سيتم الاعتماد عليه كقلب دفاع. اعتمد عليه في هذا المركز بجانب إيدير ميليتاو ضد شيريف. وبعد الخسارة غير طريقته ووضع ألابا كظهير أيسر. وتسبب ذلك في تغيير طريقة هجوم الفريق.
وأمام إسبانيول غير أنشيلوتي طريقة اللعب إلى (4-4-2). ولكن ظهرت الفوضى التكتيكية. والمساحات بين الخطوط، فإسبانيول كان قادرًا على الخروج بنتيجة أكبر لولا رعونة لاعبيه. فمحاولات المدرب المختلفة “تأليفه” لم تؤت بثمارها بل أضرت الفريق أكثر. وتسبب في خسارته لهذه النقاط والمباريات.
فترة التوقف فرصة أنشيلوتي لتصحيح الأوضاع
يملك أنشيلوتي فرصة ثمينة لإعادة ترتيب أوراقه مرة أخرى. حيث ستبدأ فترة التوقف الدولي وسيكون بإمكانه دراسة وتحليل الموقف بعناية، والوقوف على نقاط الضعف وإيجاد حلولا لها.
ولكن كيف يحدث ذلك؟!، بدون شك أول أمر سيتحتم على المدرب فعله هو إعادة الفريق لشكله التكتيكي والخططي الذي بدأ به الموسم لكي يعود لشكله الفني المميز. باعتماد طريقة لعب 4-3-3 مع وضع اللاعبين في مراكزهم الأنسب والصحيحة. حيث يعيد ألابا كقلب دفاع بجوار ميليتاو ويشرك ثلاثي الوسط المعتادين. كاسيميرو ومودريتش وفالفيردي أو توني كروس مع اعتماد الوافد الجديد والمتألق كامافينجا من ضمن وسط الملعب.
وإعطاء فرصة أكبر لرودريجو على الجناح الأيمن بدلاً من هازارد التائه والبعيد عن مستواه. وأيضًا ماركو أسينسو الذي استعاد مستواه يجب أن يأخذ فرصًا أكثر. مع وجود بنزيما كمهاجم وفينيسيوس كجناح أيسر. وربما يعود الثنائي ميندي ومارسيلو لقيادة مركز الظهير الأيسر الذي عانى من نقص حاد. وهناك في الظهير الأيمن عودة كارفخال كذلك أو استخدام فاسكيز به وأيضًا ناتشو. ويعمل خلال تلك الفترة على رفع المعنويات مجددًا مع تلك الإصلاحات الفنية سيعود اللوس بلانكوس لتألقه ثانية ولسكة الانتصارات من جديد.
وكان من المفترض أن يعود ريال مدريد للعب يوم السبت 16 أكتوبر الجاري ضد أتلتيك بيلباو لكن تم تأجيل المباراة. نظرًا لأن لاعبي أمريكا الجنوبية الدوليين. سيعودون ظهر الجمعة وسيتم التأجيل كما حدث سابقًا مع برشلونة وإشبيلية.
وستكون أول مباراة للملكي يوم 19 من الشهر نفسه ضد شاختار دونيتسك الأوكراني بدوري الأبطال. ثم لقاء الكلاسيكو ضد الغريم التقليدي برشلونة في معقله “كامب نو” يوم 24 أكتوبر.
ولا بديل أمام أنشيلوتي ورجاله سوى الانتصار على شاختار لتعديل وضعه في المجموعة بدوري الأبطال. واستغلال الفترة السيئة لبرشلونة والفوز على الغريم في الكلاسيكو، وإلا سيكون الإيطالي في ورطة كبيرة.