على مدار 6 ساعات كاملة انقطعت خدمات شركة فيسبوك المالكة لموقع فيسبوك وتطبيق ماسنجر ومنصة انستجرام وتطبيق واتساب للتراسل الفوري. إلا أن ذلك لم يغير تفضيلات مستخدميها، حيث بدا الأمر كأنه أزمة كبيرة بغياب خدمات عملاق التواصل الاجتماعي. في الوقت الذي اتجهت شريحة لا بأس بها إجباريا إلى موقع تويتر الذي عمل بكامل طاقته لاستغلال الأزمة وجذب الملايين للعصفور الأزرق.
وهبط سهم «فيسبوك» في البورصة بنحو 5% حتى الآن، وبلغ حجم خسائر مارك زوكربيرج -مالك ومؤسس فيس بوك- ما يقرب من 10 مليارات دولار.
يبلغ عدد مستخدمي التواصل الاجتماعي النشطين يومياً 3.78 مليار مستخدم، أي ما يعادل نصف سكان العالم تقريباً. ويحتل موقع فيسبوك الريادة بين كل المواقع حيث يبلغ عدد مستخدميها النشطين شهرياً قرابة الـ 2.32 مليار مستخدم حول العالم.
فيما يبلغ عدد مستخدمي موقع تويتر عالميًا نحو 300 مليون، يضم العالم العربي 42 مليونًا منهم، بواقع 15 مليونًا في السعودية. تليها مصر بـ 8 ملايين مستخدم، ثم الإمارات 5.5 مليون، فالكويت بمليوني مستخدم. وتضم البحرين 800 ألف مستخدم لتويتر، 750 ألفا في الأردن، 500 ألف في الجزائر. 490 ألفا في المغرب، 280 ألفا في العراق، 250 ألفا في السودان، 230 ألفا في سلطنة عمان.
تويتر: “مرحبا بالجميع”
فور انقطاع الخدمة عن فيسبوك وقعت حالة من النزوح القسري إلى موقع تويتر. إذ بدأ عدد من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي في إحياء حساباتهم على موقع تويتر التي لم تكن نشطة على مدار سنوات.
في المقابل استغل «تويتر» المنافس الرئيسي للفيس بوك الأزمة وغرد قائلًا: «مرحبا بالجميع حرفيًا».
على الفور جاء رد من شركة ماكدونالدز المالكة لسلسلة مطاعم حول العالم على تغريدة تويتر الترحيبية. قائلة: “كيف يمكنني مساعدتك؟”، لترد تويتر قائلة إنها تريد 59 مليون قطعة دجاج لمستخدميها.
ونجح العصفور الأزرق في حصاد قرابة الـ 60 مليون مشترك جديد خلال فترة انقطاع الخدمة عن فيسبوك وانستجرام وواتساب.
لماذا يفضل المصريون فيسبوك عن تويتر؟
يبدو أن فيسبوك أكثر شمولا عن تويتر، فضفاض في تفاعلاته، تجد فيه مختلف النقاشات. فلا داعي أن تكون مشترك في صفحة ما بعينها لترى أحد منشوراتها. إذ أنه بمجرد أن يعلق أحد الأصدقاء لديك في القائمة على أحد المنشورات تظهر لك وتجد نفسك غارقا في تلك الحالة رغما عنك.
يقول «عادل محمد» في العقد الثالث من عمره، يعمل في مجال المقاولات، عن تفضيله لفيسبوك عن تويتر: “في البداية لم يكن لدي أي حساب على مواقع التواصل الاجتماعي. لكن قبل عامين عندما اشتريت هاتف ذكي وجدت تطبيق فيسبوك على الهاتف والأصدقاء المتواجدون في محيطي الاجتماعي. دفعوني لإنشاء حساب وهو ما حدث بالفعل، أما تويتر فأنا لا أعرفه الحقيقة أسمع عنه لكن لم يسبق لي استخدامه، الفيسبوك جمعني بأصدقاء الشارع والحي الذي أقطنه”.
يشير عادل إلى أن فيسبوك مهد له الطريق لمعرفة أخبار المنطقة التي يقطنها. من توفي، من تزوج، من مريض، بالإضافة إلى ترشيح أصدقاء جدد جمعهم تعارف من بعيد.
فيسبوك أكثر حيوية
أما خالد الشاب الجامعي، فله أسباب مختلفة في اتجاهه لاستخدام فيسبوك عن تويتر، قائلا: “لدي بالفعل حساب على تويتر. لكني أكثر تفاعلا على فيسبوك وانستجرام. لأن الأصدقاء ينشرون صورهم ويومياتهم بشكل دوري. كل دقيقة هناك شيء جديد على الصفحة الرئيسية، فيسبوك وانستجرام بالنسبة لي أكثر حيوية وأكثر تسلية”.
ويرى خالد أن أسباب ابتعاده عن استخدام تويتر هو كون العصفور الأزرق أكثر جدية. موضحا “أشعر أن تويتر موقع خاص أكثر للأشخاص الذي ينوون الحديث في أمور هامة. سواء سياسية أو غيرها من القضايا الجادة. فهناك تجد حسابات رسمية لمفكرين ومثقفين وساسة يتحدثون بكل جدية. بينما يختلف الأمر تماما في فيسبوك، لتجد أن تفضيلاتك مختلفة، إن كنت متابع لصفحات ميمز وكوميكس ستكون دائما في الواجهة. إن كنت مهتما بهذه الصفحات سوف تظهر دائما على الصفحة الرئيسية، أما تويتر فأنا أشعر معه بالعزلة”.
سارة نصر، ربة منزل، في العقد الرابع من عمرها، تقول عن أسباب تفضيلها لـ«فيسبوك» عن تويتر: “أعشق الطبخ على موقع فيسبوك أجد صفحات متعددة تتحدث عن أفضل الوجبات وطريقة عملها. كما أنه جمعني بأصدقاء الطفولة قبل الزواج والانشغال مع الأبناء. نتبادل الأحاديث بين الحين والآخر، على عكس تويتر أنا لا أعرف كيفية استخدامه. ليس لدي أصدقاء هناك، ولا أعرف إن كان هناك بالفعل صفحات متخصصة في الطعام من عدمه. أشعر في فيسبوك أنني وسط مجتمعي فلماذا أذهب إلى موقع آخر. وأنا لدي أصدقاء وصفحات وجروبات أتابعها لذا لا يوجد سبب للذهاب إلى تويتر».
ماذا عن مصر؟
بحسب تقرير للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بالتعاون مع اللجنة الإحصائية للأمم المتحدة. أن عدد تغريدات المصريين على “تويتر” يصل إلى 2.9 مليون تغريدة يومياً بنحو 2013 تغريدة فى الدقيقة الواحدة. وبنسبة 18% من جملة التغريدات بالمنطقة العربية التي تبلغ 27.4 مليون تغريدة في اليوم.
وأظهر التقرير أن مصر تحتل المركز الثاني كأكبر الدول العربية امتلاكا لعدد المستخدمين الجدد الذين انضموا لـ “تويتر” منذ 2014. حيث انضم نحو 590 ألف مستخدم مصري جديد منذ بدء هذا العام.
وكشفت البيانات الواردة في التقرير الإحصائي، أن عدد مستخدمي “فيس بوك” في مصر يتجاوز 34.5 مليون مستخدم.
وأوضح التقرير أنه بحسب البيانات تبلغ نسبة الشباب المستخدمين لـ “فيس بوك” في سن أقل من 30 عام، تصل إلى 65.8% من إجمالي المستخدمين. يزيد فيهم الذكور عن الإناث، مشيرة إلى أن اللغة العربية تعد اللغة الرئيسية لمستخدمي “فيس بوك” في المنطقة العربية بشكل عام، وفي مصر يستخدمها 94%.
التفاعل والمشاركة وسهولة الاستخدام
وفي محاولة لفهم أسباب انجذاب المصريون إلى فيسبوك عن تويتر يقول استشاري الطب النفسي الدكتور جمال فرويز. إن السبب الأول هو وجود تفاعل مباشر على فيسبوك، إذ يسمح لك فيسبوك في التفاعل والمشاركة في النقاشات بشكل كبير في حين تويتر يكتفي بالمتابعة فقط. وبطبيعة الشخصية المصرية تفضل دائما الذهاب إلى نقاط محددة في النقاشات ولا يكتفي فقط بالاستماع دون مشاركة فعلية.
ويوضح فرويز أن الطبيعة المصرية دائما تفضل التجمعات، لذا تجد الفرد الواحد مشترك في مئات المجموعات الخاصة. التي تتناول أحاديث وقضايا مختلفة للنقاش، فلا يمكن أن يكتفي بمتابعة من طرف واحد دون أن يكون متواجدا بها ومشاركا ويقول كلمته سواء كانت بالإيجاب أو السلب.
ويرجع استشاري الطب النفسي السبب الثاني إلى أن فيسبوك أكثر سهولة في التعامل عن تويتر، لا يحتاج لأن تكون على درجة عالية من التخصص. بأبسط الطرق يمكنك أن تمتلك حسابا على فيسبوك ويبدأ حسب خوارزمياته في اقتراح أصدقاء وصفحات ومجموعات للاشتراك فيها وتبادل الخبرات والآراء. وهو ما يحبذه المصري في أن يكون مطلعا ولو في قضايا ليست ذات أهمية قصوى بالنسبة له. لكن فقط يبقى على اتصال، فهو يفضل المجموعات لذا يرفض الملايين من المصريين الهروب خارج القاهرة المكتظة بالسكان. والذهاب للعيش في مناطق بعيدة فهو دائما يفضل التواجد وسط مجتمع تفاعل ونشط.