يواجه منتخب مصر الأول لكرة القدم نظيره الليبي في التاسعة مساء اليوم بتوقيت القاهرة، على ملعب الجيش ببرج العرب. وذلك في الظهور الرسمي الأول للفراعنة تحت قيادة المدير الفني الجديد البرتغالي كارلوس كيروش. والذي بدوره يسعى لتحقيق أول انتصار رسمي رفقة الفريق القومي، مع تقديم مستوى جيد يمحي الشكل الباهت خلال مباراتي الجابون وأنجولا تحت قيادة فنية لحسام البدري الذي تمت إقالته مؤخرًا.

ويتواجد المنتخب المصري في المجموعة السادسة بتصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس العالم 2022 بقطر. والتي تضم بجوار الفراعنة: ليبيا – الجابون – أنجولا، ويحتل المنتخب الوطني المركز الثاني برصيد 4 نقاط من فوز وتعادل. فيما يتصدر المنتخب الليبي المجموعة برصيد 6 نقاط من انتصارين متتاليين.

حتمية الفوز

وهو ما يعني حتمية فوز مصر في المباراة الأولى والتعادل أو الفوز في لقاء الإياب بليبيا يوم 12 أكتوبر الجاري. ليتصدر المجموعة ويصعد منها أول للمرحلة الأخيرة من تصفيات المونديال.

يتزامن ذلك مع ضجة كبيرة صنعها كيروش باستبعاد نجمي الأهلي محمد شريف هداف الدوري. وذلك برصيد 21 هدفًا وصاحب هدفي مباراة ليبيريا الودية الوحيدة التي قادها المدرب البرتغالي. بالإضافة لواحد من أفضل صانع ألعاب في مصر مؤخرًا محمد مجدي أفشة.

كيروش استبعد أفشة ومحمد شريف
كيروش استبعد أفشة ومحمد شريف

هذا الاستبعاد لاقى صدى مدويًا ووضع ضغوطًا على الجهاز الجديد، الذي سيستقبل سهام النقد في حالة أي تعثر أمام ليبيا. مع ذلك الاستبعاد وتلك الخيارات لقائمة الفراعنة.

حتمية الفوز وهذا الاستبعاد المدوي، سيخلقان دافعا كبيرا لكيروش ولاعبيه الذين وثق بهم على حساب المستبعدين. بالإضافة لدوافع كثيرة أخرى منها إعادة البسمة على الجماهير المصرية بتقديم مستوى جيد ونتيجة إيجابية تمحي مساوئ الفترة الماضية.

جانب فني وتكتيكي مختلف

من المعروف عن المدرب البرتغالي الصارم قوة شخصيته وقناعاته التي لا يتخلى عنها أبدًا وظهر ذلك في الفترة الماضية. الجانب التكتيكي الفني المميز والمنضبط إلى حد كبير، فهو مدرب له نظام وفلسفة وهوية فنية يطبقها مع المنتخبات التي دربها. لعل أبرزها الصعود لكأس العالم 4 مرات مع البرتغال وإيران مرتين، وكذلك كولومبيا.

هذا الانضباط التكتيكي والخططي ما كان ينقص منتخب مصر بشدة، بعدما عانى العشوائية الخططية مع المكسيكي أجيري ثم حسام البدري. منذ رحيل الأرجنتيني هيكتور كوبر صاحب إنجاز الصعود لكأس العالم مع مصر بعد غياب 28 عامًا. وهو ما عمل عليه كيروش بشكل واضح طوال الـ10 أيام الماضية. وبدأ العمل مع اللاعبين ليحفظهم أسلوبه وتكتيكه حتى يزيد من وعيهم في هذا الجانب خاصة اللاعبين المحليين.

المدرب البرتغالي يمتلك فكرا تكتيكيا جديدا
المدرب البرتغالي يمتلك فكرا تكتيكيا جديدا

بخلاف الجانب الخططي، يقدم كيروش شكلا فنيا مقبولا، صحيح أن أسلوبه دفاعي في الأساس، ولكنه متطور بشكل كبير بالجوانب الهجومية. ولديه أسلوب مميز وسريع في تناقل الكرة وتقديم شكل هجومي جيد يحبه الجماهير. مع وجود عناصر مميزة مثل محمد صلاح نجم ليفربول وأحد أفضل نجوم العالم بالوقت الحالي. فسيعتمد كيروش على طريقة لعب 4-3-3 ويلعب على الأجنحة، وصلاح تحديدًا مع تناقل الكرة بشكل كثيف لمحاولة خلخلة الخصم والأسلوب الدفاعي المتوقع من ليبيا في برج العرب.

كل هذه الأمور، مع وجود رغبة كبيرة في الفوز ووجود عناصر مميزة ولديها حلول كثيرة صمم كيروش على ضمها مثل عمر مرموش ورمضان صبحي وأحمد حسن كوكا وعبدالله السعيد. سيكون لهم عنصر مباغتة الخصم مع تألق صلاح المنتظر، خاصة بعد الهدف العالمي الذي سجله بشباك مان سيتي الأحد الماضي.

لا مجاملات عند كيروش

المعلومات الواردة من معسكر المنتخب، أشارت إلى وقوع أزمة بين محمد الشناوي وعصام الحضري مدربه الحالي وزميله السابق. الشناوي يبدو أنه لم يقبل بعض التعليمات من الحضري ووقعت مشادة غادر على إثرها الحارس التدريب. وأعلن الجهاز الفني عن إصابة خفيفة إلى أن عقد المدرب البرتغالي جلسة بالإثنين واحتوى الأزمة. لكنه شدد على أن الاستبعاد سيكون لاحقا الحل لأي نجم يحدث أزمات بالفريق.

هذا الأمر له توابع كثيرة على الجميع، فالتهاون والرعونة لن تكون مقبولة مرة أخرى. ولن يكون لها محل من الإعراب مع البرتغالي الذي يشبه أسلوب مانويل جوزيه ساحر الأهلي السابق. فلا مجاملات، قد تسبب الفوضى التي حدثت بالمنتخب وأدت لشكل سيء ونتائج متواضعة سابقا. وهذا الأمر سينعكس بشكل إيجابي للغاية على الفراعنة في الفترة القادمة والبداية من مباراتي ليبيا المصيرتين.

كيروش وصلاح
كيروش وصلاح

الأمر الأخير الذي يقود مصر للفوز ويدفعها للأمام، هو الدعم الكبير من الجماهير والمسؤولين للفريق القومي في هذه اللحظة الحرجة. على عكس عدم الاهتمام بالفترات السابقة والانشغال أكثر بالخلافات والمشاحنات بين القطبين الأهلي والزمالك. هذا الدعم من الجميع يعطي معنويات أكبر للاعبين من أجل تقديم كل ما لديهم للفريق القومي للخروج من عنق الزجاجة.

تاريخ مواجهات يبتسم للفراعنة وتشكيل متوقع قوي

شهد تاريخ مواجهات الأشقاء صولات وجولات، ابتسم أغلبها لمنتخب مصر على حساب ليبيا. حيث تواجها في 21 مناسبة سابقة، بواقع 6 في تصفيات أمم أفريقيا و2 بتصفيات المونديال و4 بدورة الألعاب العربية. ومباراة وحيدة بكأس أمم أفريقيا وأخرى بدورة الألعاب الأفريقية وواحدة أيضاً بدورة ألعاب البحر المتوسط و6 لقاءات ودية.

ونجح المنتخب المصري في تحقيق 13 انتصارًا مقابل 5 للمنتخب الليبي و3 تعادلات. وسجل الفراعنة 52 هدفًا، في حين أحرز منتخب ليبيا 23 هدفًا في الشباك المصرية.

منتخب ليبيا
منتخب ليبيا

المباراة الأولى جمعت الطرفين في السادس من أغسطس عام 1953. وشهدت أكبر عدد من الأهداف عبر تاريخ مواجهتهما والفوز الأكبر لمنتخب مصر بنتيجة 10/2، وذلك بمنافسات دورة الألعاب العربية. أما المواجهة الأخيرة فكانت ودية في يناير 2016 وفاز فيها المنتخب المصري بهدفين نظيفين. وعلى مستوى مباراتي تصفيات كأس العالم تقاسم المنتخبان الفوز، فانتصر منتخب ليبيا في ملعبه بهدفين مقابل هدف، ورد الفراعنة في القاهرة بنتيجة 4/1 وذلك بتصفيات مونديال 2006.

أما فيما يخص التشكيل المتوقع الأول لكيروش رسميًا مع مصر، فسيشهد تغييرات كثيرة في القوام الرئيسي للفريق. سواء عبر الدفع بعناصر جديدة أو تغيير خطة اللعب، حيث يفضل الرسم الخططي المكون من 4-3-3، وليس كالمعتاد بـ4-2-3-1. وهو ما قد يدفعه للتضحية بعبدالله السعيد، وقد يكون لأحمد فتحي دور في مباراتي ليبيا. ولكنه لن يكون الظهير الأيمن الأساسي للمنتخب.

وسيكون التشكيل المتوقع حسب المصادر القادمة من المعسكر، كالآتي:

حراسة المرمى: محمد الشناوي.

الدفاع: أكرم توفيق – أحمد حجازي – محمود حمدي الونش – أيمن أشرف.

الوسط: طارق حامد – عمرو السولية – محمد النني أو “حمدي فتحي”.

 الهجوم: محمد صلاح – رمضان صبحي – عمر مرموش أو “أحمد حسن كوكا”.