طوال الأيام الماضية لم يعلو صوت فوق صوت مستقبل الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني مدرب الأهلي وبقائه مع الفريق من عدمه. فبعد تحقيقه بطولتي أفريقيا تواليًا وكأس مصر وثالث مونديال الأندية في فترة وجيزة منذ تعيينه مدربًا للفريق قبل عام مضى. طلب المدرب وزوجته وكيلة أعماله شروط جديدة من أجل تمديد عقده مع الأحمر والذي ينتهي بنهاية الموسم الجاري وهو ما رفضه الأهلي بشكل قاطع.

وكانت حرب التسريبات قد بدأت للصحافة الجنوب أفريقية من المدرب وزوجته للضغط على إدارة الأهلي لقبول شروط معينة في عقده الجديد. سواء بزيادة راتبه أو مسألة زيادة قيمة الشرط الجزائي تحسبًا لإقالته بشكل مفاجئ في أي وقت. بالإضافة لوصول عدة عروض خليجية له بمبالغ كبيرة عقب نجاحه الكبير مع الفريق القاهري. رغم فشله في التتويج بلقب الدوري العام لصالح الغريم التقليدي الزمالك.

الأمر الذي لم يقبله محمود الخطيب وإدارته بالنادي الأحمر جملة وتفصيلاً. حيث لا يقبل التعامل بهذه الطريقة للضغط عليهم من قبل أي مدرب لقبول شروطه وليس هذا النظام المتبع بالنادي العريق. ليقرر عقد جلسة سرية بالساعات الماضية مع المدرب وزوجته مديرة أعماله وأمير توفيق مسؤول التسويق والتعاقدات بالأحمر. لحسم مستقبله من التجديد بشروط متوافق عليها أو الاستمرار لنهاية عقده ثم يرحل. وقد اشترط الأهلي عليه عدم تسريب أي معلومة من الجلسة وإلا قد يكون وجوده محل شك بالفترة المقبلة.

ثم أعلن الأهلي في بيان رسمي، مساء أمس، عن رفض شروط موسيماني لتمديد العقد. والاكتفاء باستمراره حتى نهاية الموسم الحالي ونهاية عقده مع القلعة الحمراء. مؤكدًا أن الأهلي والمدرب سعيدان باستمراره بين صفوفه لنهاية عقده. ومن ثم تتحدد الرؤية حينها بشأن وجوده من عدمه. لكن الإدارة رفضت التجديد تمامًا وشروط المدرب وزوجته ليبقى الوضع كما هو عليه.

تفاصيل الأزمة وعقوبة السوبر حجر زاوية

اعتبر موسيماني عقوبة الخصم بـ300 ألف جنيه من راتبه مع اللاعبين عقب خسارة كأس السوبر المصري بركلات الترجيح أمام طلائع الجيش مؤخرًا. بمثابة إهانة له شخصيًا ولتاريخه كمدرب ونجاحاته الكبيرة مع الأهلي بالفترة الأخيرة. وخاصة بطولتي التاسعة والعاشرة في دوري أبطال أفريقيا، ولا يستطيع تجاوز هذه العقوبة تمامًا. وتسبب له الحزن والضيق الشديدين مما جعله يصر على وضع شرط جزائي في عقده الجديد. وبعض الشروط التي لا تسمح بتكرارها ثانية أو الرحيل بسهولة في حال وصول عرضًا مغريًا له أي وقت.

ومن هنا بدأت الأزمة وكشفت مصادر خاصة لنا أن زوجة موسيماني هي كلمة السر في الاختلافات بين الطرفين مؤخرًا. فهي لديها إصرار شديد على التمديد لزوجها ثلاثة مواسم مع زيادة مرتبه بشكل تصاعدي. حيث يحصل على 140 ألف دولار شهريًا له ولجهازه المعاون لتصل لـ200 ألف دولار في أول موسم. ثم 225 ألف دولار في الموسم الثاني. وأيضًا الحصول على العقد كاملًا حال الإقالة أو وضع شرط جزائي في عقده سنة أو تخفيضها لستة أشهر. وهي الطلبات التي رفضها الأهلي جميعًا.

وتابعت المصادر أن الأهلي قد يوافق على تمديد تعاقد موسيماني موسمًا آخر بخلاف الموسم الجديد. لكن بشرط جزائي راتب 3 أشهر كما هو في عقده حاليًا ولا تقبل بأي شكل أن تزيد المدة عن ذلك. ووقتها ينتظر النتائج ويحكم على مصير المدرب. خاصة وأن الإدارة غير معجلة حاليًا بشأن مستقبله لأن عقده مستمر لنهاية الموسم الجاري.

وهو ما حسمته مفاوضات الجلسة السرية التي كشفت عن مصير المدرب الجنوب أفريقي ومستقبله بالقلعة الحمراء برفض التجديد لمواسم أخرى. مع استمراره في منصبه بنفس الشروط لنهاية عقده الحالي بنهاية الموسم، لتبقى الأمور كما هي عليه لحين إشعار آخر.

استمرار موسيماني في صالح الأهلي أم لا؟

بلا شك حفاظًا على الاستقرار الفني للفريق في الوقت الحرج الحالي. وكون موسيماني يدرك كل كبيرة وصغيرة عن الفريق وقام بجلب صفقات خاصة به وطلبها بشدة. مثل بيرسي تاو وميكيسوني وحسام حسن وكريم فؤاد، كذلك علمه بكل إمكانات لاعبيه المتواجدين بالقائمة. وخبراته التي اكتسبها عن الدوري المصري وفرقه وظروف الكل بالموسم المنقضي الذي فشل في الفوز بالدوري الممتاز به. يجعله الآن أفضل من يقود الفريق فنيًا لاسيما مع ضيق الوقت حيث ينطلق الموسم عقب أيام قليلة من الآن محليًا. والمشوار الأفريقي بمواجهتي بطل النيجر أولاً بالفترة القصيرة القادمة.

كما أن استقدام مدرب أجنبي جديد سيجعله في حاجة لوقت كافٍ لمعرفة كل نجوم الفريق وقدراتهم وإمكاناتهم. ومن ثم سيأخذ وقت أطول قد يضر بشكل ونتائج الأهلي لحين معرفته الكاملة لكل ظروف لاعبيه وفريقه والخصوم محيًا وأفريقيًا. وهو ما قد لا يحمد عقباه أو تتحمله الجماهير خاصة مع الخسارة المؤلمة لكأس السوبر المصري أمام طلائع الجيش بركلات الترجيح بالشهر الماضي.

فيما يعد خيار الاعتماد على مدرب مصري مؤقت أو تصعيد سامي قمصان لهذه المهمة حتى التعاقد مع مدرب أجنبي. ويأخذ على الأجواء ويفهم الفريق، بمثابة مخاطرة كبيرة للغاية. ولم تثبت نجاحها في أوقات سابقة مضت، مثل فترتي فتحي مبروك وعبد العزيز عبد الشافي، وهو أمر صعب يتقبله الأهلي وجماهيره وحتى نجومه في المرحلة الحالية. بالتالي استمرار موسيماني لنهاية عقده وعدم قبول شروطه لتجديد عقده هو أنسب قرار للإدارة والفريق. حيث لا يهتز الفريق فنيًا ويعطي الوقت لتجهيز المدرب الجديد المناسب للموسم القادم.

الأهلي يجهز البدائل تحسبًا لرحيل موسيماني

قامت إدارة الأهلي بتجهيز البدائل سريعًا دون الاتفاق معها بالفترة الماضية تحسبًا لرحيل موسيماني في أي وقت من الموسم. أو حتى بنهاية عقده إذا أكمله للآخر وظل يفوز ويحقق البطولات القادمة. وبذلك أمن الأحمر موقفه وبات مستعدًا للتعاقد مع خليفته رسميًا بشكل سريع حتى لا يهتز الفريق واستقراره الفني.

وتردد بقوة اسم المدير الفني البرتغالي المخضرم جيسوالدو فيريرا المدرب السابق لنادي الزمالك، ليكون المدير الفني القادم للنادي الأهلي. حيث كشف موقع “ناسيونال” البرتغالي أن فيريرا قد يعود إلى التدريب في مصر عبر بوابة النادي الأهلي. بعد تجربة ناجحة مع الزمالك خلال عام 2015 قاده خلالها للفوز ببطولة الدوري. ونقل الموقع عن زوجة فيريرا أنه سيعود لمصر قريبًا من أجل تولى تدريب أحد الأندية. ولكنها لم تحدد اسم النادي الذي سيتواجد فيه المدرب صاحب الـ75 عاما.

وأوضح الموقع أن المدرب السابق لبورتو البرتغالي سيضيف لمسيرته الطويلة. أحد أكثر الأندية شهرة في العالم وهو الأهلي الذي حقق 42 بطولة دوري و10 بطولات لدوري أبطال أفريقيا. ومنها 4 بطولات مع المدرب البرتغالي المخضرم مانويل جوزيه. ولم يتول فيريرا تدريب أي فريق منذ يونيو الماضي بعدما رحل عن تدريب فريق بوافيشتا بالدوري البرتغالي.

كما طرح اسم السويسري كريستيان جروس مدرب أهلي جدة والزمالك السابق، والذي حقق نجاحات كبيرة في المنطقة العربية وفاز بالكونفدرالية مع الفارس الأبيض، وله خبرات عظيمة في التدريب رفقة أندية أوروبا الكبيرة مثل توتنهام وشالكه، ويعد اسم كبير في عالم التدريب ولديه فرص كبيرة في تولي تدريب الأهلي كخليفة لموسيماني في حالة رحيله.

وأيضًا من بعيد طرحت فكرة التعاقد ثانية مع رينيه فايلر مدرب الأهلي السابق قبل موسيماني ليخلفه هو هذه المرة، خاصة مع المستوى والنتائج الرائعة التي قدمها المدرب السويسري رفقة الشياطين الحمر وأعجب كل الجماهير، ورحل بسبب رغبة زوجته في بقائه ببلاده خشية من فيروس كورونا وانتشاره بشدة في العالم بالعام الماضي.

لكن مع هدوء هذا الأمر كثيرًا بالعام الحالي وظهور اللقاحات ووقاية الجميع في العالم بنسبة أكبر من هذا الفيروس الخطير عن الفترة السابقة، قد ينهي مخاوف المدرب وزوجته ويعود لقيادة الأهلي سواء في منتصف الموسم إذا تمت إقالة موسيماني أم مع بداية الموسم القادم، لاسيما مع علاقته الرائعة بجماهيره وتهنئته المستمرة مع كل لقب وإنجاز للمارد الأحمر.