شهد الأسبوع المنقضي حراكا دبلوماسيًا مكثفا لإحياء مفاوضات سد النهضة، وفق الآلية التي أرساها مجلس الأمن الدولي. والتي تتمسك مصر والسودان إزاءها بمباحثات تقود إلى اتفاق ملزم قانونا. وسط تأكيد رئاسي على أن الجانب الإثيوبي يغلب عيه التعنت غير المبرر في المفاوضات.

وطوال الأيام الماضية، سيطر ملف سد النهضة على تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي، سواء في اللقاءات التي عقدها مع مسؤولين أجانب بالخارج، مثل قمة أثينا الأخيرة. أو من خلال المباحثات الهاتفية التي أجراها مع زعماء العالم مثل المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنجيلا ميركل.

“اتفاق ملزم”

وأكد الرئيس على الموقف المصري، في تلك اللقاءات، ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني وملزم حول ملء وتشغيل السد. لاسيما في ضوء ما ورد في البيان الرئاسي الصادر في هذا الصدد عن مجلس الأمن الدولي.

الرئيس حرص خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، قبل أسبوع من الآن. أهمية التوصل إلى اتفاق قانوني عادل ومتوازن حول ملء وتشغيل السد. وذلك على نحو يحفظ الأمن المائي المصري، وكذلك يحقق مصالح جميع الأطراف. ويحافظ على الاستقرار الإقليمي. أخذاً في الاعتبار ضرورة استمرار المجتمع الدولي في الاضطلاع بدور جاد في هذا الملف.

السيسي: التعنت الإثيوبي غير مبرر

وفي قمة أثينا الأخيرة التي جمعت مصر واليونان وقبرص، قال الرئيس إن اجتماعنا اليوم يُعد فرصة مناسبة لكي أعاود التشديد على ما توليه مصر من أولوية قصوى لمسألة الأمن المائي وحقوقنا في مياه نهر النيل. باعتبارها قضية مصيرية تستوجب بذل كافة الجهود الممكنة للتوصل لاتفاق قانوني مُلزم بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي وسيسعدني خلال مداولاتنا أن أطلعكم بالتفصيل على آخر مساعينا للوصول لحل عادل لهذه القضية في مواجهة التعنت غير المبرر أو المفهوم أو المقبول، من الأشقاء في إثيوبيا.

السيسي في قمة أثينا الأخيرة

بمشاركة 1000 خبير و50 منظمة دولية.. “أسبوع القاهرة للمياه” ينطلق الأحد

يناقش مؤتمر “أسبوع القاهرة للمياه” الذي تنطلق فعالياته الأحد المقبل تداعيات تعثر مفاوضات سد النهضة الإثيوبي مع مصر والسودان. إضافة إلى جهود الدول التي تعاني من ندرة المياه، وتحقيق التوازن بين الاحتياجات المتنافسة والموارد المحدودة.

وسيركز المؤتمر، الذي من المقرر أن يلقي فيه الرئيس السيسي كلمة الافتتاحية وسيشارك فيه خبراء مصريون وعرب وأجانب، على حالة شح موارد المياه العذبة في مصر التي دخلت مرحلة الفقر المائي وأصبح فيها نصيب الفرد يقل عن 1000 متر مكعب سنوياً. وفقاً لتصريحات رسمية، فضلاً عن أزمة منتظرة بسبب سد النهضة الذي تشيده إثيوبيا على أحد الروافد الرئيسية لنهر النيل.

وبحسب، رئيسة قطاع التخطيط بوزارة الموارد المائية والري الدكتورة إيمان سيد، سيشارك في المؤتمر أكثر من 1000 خبير. تستمر جلساته لـ5 أيام متصلة، وسيلقي 300 متحدث كلماتهم خلال المؤتمر، كما ستشارك 50 منظمة دولية في الجلسات، فضلاً عن مشاركة 23 وزيراً للمياه والزراعة من الدول العربية والأجنبية، إضافة إلى أن رئيس الأرجنتين سيشارك في كلمة مسجلة.

أبو زيد: أديس أبابا لا تزال متعنتة في أزمة السد

أوضح وزير الري المصري السابق رئيس المجلس العربي للمياه الرئيس الشرفي لمجلس المياه العالمي الدكتور محمود أبوزيد أن أديس أبابا لا تزال متعنتة في أزمة السد مع دولتي المصب. مؤكداً أن القضية تعتبر قضية أمن قومي لأهمية مياه نهر النيل لمصر.

وأشار أبو زيد، في تصريحات صحفية، إلى أن مصر أصبحت من الدول الفقيرة مائيا رغم وجود نهر النيل. موضحا أن النيل الأزرق الذي ينبع من أديس أبابا يمثل المورد الرئيسي لنهر النيل، وإنشاء سد على هذا النهر الدولي لا بد أن يسبقه اتفاق قانوني دولي ملزم.

ولفت إلى أن إثيوبيا تتحفظ على التوقيع على اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة. مبينا أن السد لا يمكن أن يستمر من خلال الوعود والكلام فقط، ولا بد من وجود اتفاق قانوني يحكم مسار النيل بين الدول الثلاث (مصر، السودان، إثيوبيا). قائلاً: “أديس أبابا تريد السيطرة على مياه النيل الأزرق من خلال إعادة تقسيم المياه مرة أخرى، وهو أمر مرفوض”.

عباس شراقي: إثيوبيا فقدت أول مليار م٣ دون كهرباء

كشف خبير المياه عباس شراقي أن الأقمار الصناعية كشفت يوم 21 أكتوبر 2021 تطورات جديدة في أزمة سد النهضة.

وذكر شراقي في منشور له على فيسبوك أن الأقمار الصناعية أشارت في21 أكتوبر 2021 باستمرار تتدفق مياه أمطار شهر أكتوبر مع جزء من التخزين المؤقت أثناء شهرى الفيضان أغسطس وسبتمبر و 10 مليون متر مكعب من بحيرة تانا من أعلى الممر الأوسط، ولكن بكميات أقل تصل إلى حوالى 350 مليون متر مكعب/يوم، وما زالت بوابتا التصريف (يسار الممر الأوسط) مغلقتين منذ منتصف أغسطس الماضى، كما أن بوابتى التوربينين المنخفضين مغلقتان. وتراجعت مياه البحيرة بعيدا عن السد المكمل (المقوس) بحوالى 500 متر، وتراجعت مياه البحيرة بمقدار حوالى مليار متر مكعب واحد ويتضح ذلك بهالة فاتحة اللون حول البحيرة. إلا أن إثيوبيا لم تتمكن من الاستفادة من هذه المياه فى توليد الكهرباء، والمليار الثانى الأسبوع القادم.

رسم توضيحي للسد من صفحة عباس شراقي

وتابع: “الوقت يمر ولا يوجد توليد كهرباء حتى الآن رغم التصريحات الإثيوبية المتكررة بالتشغيل فى أكتوبر لكى تكتمل المرحلة الأولى التى كان مقررا لها نهاية عام 2014 ولم تتم حتى الآن. إذا فتحت اثيوبيا بوابتى التصريف لتجفيف الممر الأوسط تمهيدا للبدء فى الأعمال الهندسية للتخزين الثالث فإن ذلك سوف يؤكد على عدم إمكانية اثيوبيا تشغيل التوربينين هذا العام رغم وجود مياه التخزين الأول والثانى بإجمالى 8 مليار متر مكعب”.