انفجر الوضع فعليًا. وكما كان متوقعًا، وقع انقلاب السودان، وفرض الجيش سيطرته الكاملة على الأوضاع السياسية في البلاد. الأمر الذي آثار ردود فعل متخوفة من تردٍ كلي لمسار ديمقراطي، توافق عليه السودانيون عقب خلع عمر البشير في 2019.
أمريكا تهدد منفذي انقلاب السودان بوقف المساعدات
وقال المبعوث الأمريكي الخاص جيفري فيلتمان إن بلاده «تشعر بقلق بالغ إزاء أنباء سيطرة الجيش على الحكومة الانتقالية في السودان».
اقرأ أيضًا: تصاعد التوتر في السودان.. انفجار وشيك وتخوف من نفاد فرص الحوار
وحذر فيلتمان -عبر حساب مكتب الشؤون الأفريقية بوزارة الخارجية الأمريكية على «تويتر»- من أن سيطرة الجيش تتعارض مع الإعلان الدستوري السوداني، وتهدد المساعدات الأمريكية للبلاد.
أوروبا ترفض “الانقلاب” وتطالب الشركاء الإقليميين بإعادة السودان للمسار الصحيح
وفيما دعا الممثل السامي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل جميع أصحاب المصلحة والشركاء الإقليميين للخرطوم إلى «إعادة عملية الانتقال إلى مسارها الصحيح». قال -عبر حسابه بـ«تويتر»- إن «الاتحاد الأوروبي يتابع بقلق بالغ الأحداث الجارية في السودان».
كان الجيش بدأ تحركاته فجر اليوم الإثنين. وذلك باعتقالات شملت أغلب أعضاء مجلس الوزراء والمجلس السيادي. وعلى رأس من استهدفهم الجيش رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، الذي فُرضت عليه إقامة جبرية بمنزله. قبل اقتياده لمكان غير معلوم، وفق ما أعلنته وزارة الإعلام السودانية.
مبعوث بريطانيا للسودان: ما يحدث خيانة للثورة
وأعرب روبرت فيرويذر، المبعوث البريطاني الخاص للسودان وجنوب السودان، عن “قلق عميق” إزاء الوضع في السودان واعتقال أعضاء مدنيين بالحكومة السودانية. وكتب، عبر «تويتر»، أن «أي خطوة من هذا القبيل تمثل خيانة للثورة وللانتقال وللشعب السوداني».
ألمانيا تدعو لإنهاء محاولة إطاحة الحكومة السودانية “فورًا”
ومن جانبها، دانت ألمانيا “الانقلاب” في السودان. ودعت إلى “وقف هذه المحاولة فورًا”. وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في بيان: “الأنباء عن محاولة انقلاب جديدة في السودان مقلقة. أدعو جميع المسؤولين عن الأمن والنظام في السودان إلى مواصلة انتقال السودان إلى الديمقراطية واحترام إرادة الشعب. يجب إنهاء محاولة الإطاحة (بالحكومة) على الفور”.
اقرأ أيضًا: إنفوجراف: أبرز ما جاء في كلمة البرهان للشعب السوداني
الأمم المتحدة تصف انقلاب السودان بمحاولة تقويض عملية الانتقال السياسي
فولكر بيرتس الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان أعرب أيضًا عن قلق المنظمة الدولية العميق إزاء التقارير التي تتحدث عن انقلاب السودان. ووصف الأمر بـ”محاولة تقويض عملية الانتقال السياسي”.
وأضاف بيرتس: “الاعتقالات التي تردد أنها طالت رئيس الوزراء والمسؤولين الحكوميين والسياسيين غير مقبولة”. كما دعا قوات الأمن إلى الإفراج الفوري عن المعتقلين بـ”شكل غير قانوني” ومن وضُعوا “رهن الإقامة الجبرية”.
وحمّل أيضًا القوات العسكرية مسؤولية ضمان أمن وسلامة الأشخاص المحتجزين لديها. وحث جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس. وطالب بالعودة “فورًا” إلى الحوار والمشاركة بحسن نية لاستعادة النظام الدستوري.
الجامعة العربية تعليقًا على انقلاب السودان: الحوار يحل المشكلات
كذلك، أعرب أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط عن “بالغ القلق” إزاء الوضع في السودان. وطلب “التقيد الكامل” بالوثيقة الدستورية.
وفي بيان نُشر على موقع الجامعة، نُقل عن مسؤول بالأمانة العامة إنه “لا توجد مشكلات لا يمكن حلها بدون الحوار، ومن المهم احترام جميع المقررات والاتفاقات التي تم التوافق عليها بشأن الفترة الانتقالية وصولاً إلى عقد الانتخابات في مواعيدها المقررة”. وحث المسؤول على “الامتناع عن أية إجراءات من شأنها تعطيل الفترة الانتقالية أو هز الاستقرار في السودان”.
رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي يدعو لاستئناف المحادثات
أيضًا، دعا رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي محمد، إلى استئناف المحادثات بين الجيش والجناح المدني للحكومة الانتقالية بالسودان. ودعا في بيان اليوم إلى إطلاق سراح القادة السياسيين واحترام حقوق الإنسان.
وأضاف فكي -في بيان عبر «تويتر»: «أدعو الرئيس (أي رئيس المفوضية) إلى الاستئناف الفوري للمشاورات بين المدنيين والجيش في إطار الإعلان السياسي والمرسوم الدستوري».
وأعلن رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان، في بيان متلفز، حل مجلسي الوزراء والسيادة ورفع حالة الطوارئ في عموم البلاد. كما أكد على «التمسك الكامل والالتزام بما ورد في الوثيقة الدستورية للفترة الانتقالية للعام 2019 واتفاق سلام السودان الموقع في جوبا في أكتوبر 2020».
وشدد البرهان على «مضي القوات المسلحة في إكمال التحول الديمقراطي، حتى تسليم قيادة الدولة لحكومة مدنية منتخبة».