باتت أيام النرويجي أولي جونار سولسكاير مدرب نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي. معدودة في البقاء بمنصبه بعد سلسلة من الهزائم والنتائج السيئة والأداء المخيب منذ انطلاق الموسم الحالي. وآخرها الهزيمة الكارثية على ملعبه أولد ترافورد بخماسية نظيفة من غريمه التقليدي ليفربول في كلاسيكو إنجلترا. لتكون إقالته مسألة وقت فقط خاصة بعد الغضب الجماهيري الكبير عليه وكذلك سخط نجوم الفريق ضده وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو وبول بوجبا.

وبحسب الصحف البريطانية الصادرة صباح اليوم وأمس فإن التسلسل الهرمي في إدارة النادي. يبحث بجدية فكرة إقالة سولسكاير قبل مباراة يونايتد المقبلة ضد توتنهام في البريميرليج.

فالمدرب النرويجي الذي تولى تدريب مان يونايتد في ديسمبر 2018 كحل مؤقت خلفًا للبرتغالي المتمرس جوزيه مورينيو. فشل خلال تلك الفترة في قيادة الفريق للتتويج بأي بطولة. فضلا عن ذلك فإن الفريق خلال الموسم الحالي تعرض لخمس هزائم في آخر 9 مباريات، ولم يحقق أي فوز في آخر 4 مباريات بالدوري الإنجليزي الممتاز.

الترشيحات تنحصر بين كونتي وزيدان

ذكرت صحيفة “تليجراف” البريطانية، أن الترشيحات انحصرت بين الثنائي، الفرنسي زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد السابق. والإيطالي أنطونيو كونتي الذي رحل عن تدريب إنتر ميلان في الصيف الماضي ويبدو أنه منفتح للغاية على تولي المهمة في المان يو.

ورغم أن كونتي لا يحبذ فكرة تولي تدريب أحد الفرق في منتصف الموسم، لكن هذه القاعدة سيكون لها استثناء. إن عرض عليه وظيفة تدريب مانشستر يونايتد، ومع ذلك فإن الصحيفة البريطانية أشارت إلى أن يونايتد حذر جدًا من أسلوب كونتي في الإدارة والتدريب. وهو ما يجعله يتردد بشأن إمكانية منحه المهمة، حال إقالة سولسكاير رسميًا.

 

ولا تريد إدارة مانشستر يونايتد تكرار نفس السيناريو الذي حدث مع البرتغالي جوزيه مورينيو. حينما تولى تدريب الفريق في صيف 2016، رغم علمها بطرق لعبه والتي تتسم بالتحفظ ولا تتناسب مع تقاليد النادي الإنجليزي. وهو ما ترتب عليه في النهاية إقالته بالعام 2018.

ويرى البعض في إدارة يونايتد أن أسلوب أنطونيو كونتي مشابه جدًا لأسلوب مورينيو، ما يجعلها تتردد كثيرًا قبل منحه المهمة. ومن ثم فإن الترشيح المنطقي حال إقالة سولسكاير هو الفرنسي زين الدين زيدان مدرب الملكي مدريد السابق.

زيدان حاليا بلا عمل منذ استقالته من الريال في الصيف الماضي وسيرحب بتدريب اليونايتد. خاصة وأن حلم تولي المهمة في منتخب فرنسا لا يزال غامضًا مع استمرار نجاحات المدرب ديدييه ديشامب.

حلم قديم يقرب زيزو من مسرح الأحلام

كشفت تقارير عن رغبة قديمة لدى المدرب الفرنسي زيدان تجعله مرشحًا بارزًا لقيادة مانشستر يونايتد خلال الفترة المقبلة. زيزو الذي تولى تدريب اللوس بلانكوس مدريد في ولايتين ما بين 2016 و2018 ثم بين 2019 و2021، لم يسبق له تدريب أي فريق آخر غير الميرينجي.

كما أن مسيرة زيدان كلاعب لم تشهد ظهوره في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث اكتفى بارتداء قمصان يوفنتوس الإيطالي وريال مدريد الإسباني. وقبلهما بوردو الفرنسي، لكن القمصان الإنجليزية لم تكن مكتوبة له.

لكن التاريخ يثبت أن زيدان كان قريبًا في العديد من المرات وبناء على رغبة شخصية منه. من الظهور في مانشستر يونايتد، سواء كلاعب في تسعينيات القرن الماضي أو كمدرب مثلما هو مرشح الآن.

سولسكاير
سولسكاير

وكشفت صحيفة “ميرور” البريطانية في تقرير لها أن زيدان أخبر أصدقاءه المقربين منه في نهاية عام 2018. بأنه يريد تولي المسؤولية الفنية ليونايتد حال إقالة البرتغالي جوزيه مورينيو.

وأقالت إدارة يونايتد مورينيو بالفعل من تدريب الفريق في نهاية 2018، لكنها جاءت خلفاً له بالنرويجي سولسكاير نجم الفريق السابق. وكان في البداية مدربا مؤقتا، لكن تحسن النتائج في بداية عهده تسبب في تحويل العقد إلى عقد دائم حتى الآن. ورغم ذلك لم يحقق الفريق معه أي لقب، أما زيزو من جانبه فعاد إلى ريال مدريد بنهاية موسم 2018-2019، لكنه رحل بنهاية الموسم الماضي 2020-2021 لعدم تحقيق الألقاب.

فكرة مطروحة لم تتم

كاد انتقال زيزو إلى مانشستر يونايتد يحدث قبل 2018 بسنوات. لكن كلاعب حين ارتبط اسمه بتمثيل الفريق في عهد السير أليكس فيرجسون المدرب الأسطوري للشياطين.

توني كاسكارينو مهاجم تشيلسي الإنجليزي السابق، كشف أن السير فيرجسون كان يريد في وقت ما ضم زيدان لصفوف فريقه. وطلب منه الحديث معه من أجل إبرام اتفاق للانتقال إلى يونايتد، حيث اعتمد فيرجي في طلبه على علاقة كاسكارينو بزيزو بسبب لغته الفرنسية الجيدة.

ومن جانبه كشف مارتن إدواردز مدير يونايتد السابق، أن فيرجسون لم يرد ضم زيدان للفريق كي لا يغضب مواطنه إيريك كانتونا. الذي كان نجم الفريق الأول في منتصف التسعينيات، وقال مارتن: “زيدان وكانتونا كانا يلعبان في نفس المركز. وفيرجي شعر بأنه سيغضب كانتونا لو أحضر زيدان”.

وجاء ذلك عقب تتويج منتخب فرنسا بقيادة زيزو لاعب يوفنتوس وقتها، بلقب كأس العالم في 1998 وقبلها بعام كان كانتونا قد ترك يونايتد. علمًا بأن من أهم ما قاله فيرجي في الإشادة بزيدان تصريح قديم وشهير قال فيه: “امنحني 10 خشبات وزين الدين زيدان وسأفوز لك بدوري أبطال أوروبا”.

وكان زيزو قد ارتبط اسمه مؤخراً بقيادة فريق نيوكاسل يونايتد الإنجليزي الذي تحولت ملكيته لصندوق الاستثمارات العامة السعودي. وكذلك بقيادة مانشستر يونايتد بسبب علاقاته مع نجوم الفريق أمثال بول بوجبا وكريستيانو رونالدو ورافائيل فاران. حيث قاد الثنائي الأخير في ريال مدريد، وربما تكون مسألة وقت فقط ليحقق زيدان حلمه القديم بالتواجد مع الشياطين الحمر واللعب في البريميرليج ولكن كمدرب هذه المرة، خلفًا لسولسكاير الذي على أعتاب ساعات قليلة من الخروج من جنة مسرح الأحلام.