نجح النادي الأهلي المصري في تحقيق بداية أكثر من رائعة بالدوري المصري الجديد. عندما ضرب منافسه الإسماعيلي برباعية نظيفة على ملعب برج العرب بالإسكندرية مساء أمس الأربعاء، في مباراة ممتعة كروية صالح بها الفريق الأحمر ومدربه الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني الجماهير الحمراء  بعد فترة تذبذب في الأداء ونتائج غير مرضية منذ نهايات الدوري الماضي الذي توج به الزمالك على حساب المارد الأحمر.

المكاسب توالت بعيدًا عن نتيجة المباراة والفوز الكبير والثلاث نقاط الأولى للأهلي في افتتاحية الدوري، حيث استعاد موسيماني ثقة الكل بأداء وشكل مختلف تكتيكيًا وفنيًا. وكذلك ظهرت أغلب الصفقات الجديدة بشكل مثالي، وعلى رأسهم بيرسي تاو وميكيسوني وأحمد عبد القادر. كما ثأر الأهلي من الإسماعيلي بعدما ساهم بشكل مباشر في خسارته للدوري الماضي عندما أفقده نقطتين ثمينتين في صراع اللقب لصالح الزمالك. نستعرض كل ذلك تفصيلاً في النقاط الآتية:

موسيماني يعود للقمة

بعدما تعرض موسيماني لانتقادات قوية طوال الفترة الماضية كادت تودي به من منصبه ويتعرض للإقالة، تغير كل شيء تغير بعد اللقاء والنتيجة والأداء، واكتسب المدرب من جديد ثقة أغلب الجماهير ثانية وأشادوا به كثيرًا.

موسيماني خاض المباراة بتكتيك مختلف باعتماد طريقة لعب 3-4-3 على عكس طريقته السابقة 4-2-3-1. وبالفعل ظهر الأهلي بشكل مغاير تمامًا وعالج أخطاءه الدفاعية. وأصبح أخطر من الناحية الهجومية ومن حيث صناعة الفرص والسيطرة على الكرة. حيث استخدم حمدي فتحي بين قلبي الدفاع فضلاً عن مساندته لوسط الملعب، والرهان على اللامركزية بين ثلاثي الهجوم “تاو، قفشة، ميكيسوني”.

تلك الطريقة هي شكل خططي غير معتاد ولم يلعب به الأهلى سوى في مواجهتي الترجي الموسم الماضي، لكن تنفيذه بالأمس كان أفضل بفعل وجود مهارات فردية في الثلث الأخير، وهو ما منح موسيماني كل الإشادة والأفضلية عقب النتيجة والأداء من قبل كل الجماهير والنقاد.

فضلاً عن ذلك، فإن المدرب الجنوب أفريقي قرر الدفع من البداية بالثنائي الجديد لويس ميكيسوني وبيرسي تاو، على حساب حسين الشحات ومحمد شريف في مفاجأة قوية للجميع، وقد نجح الثنائي في تقديم عرضا مميزا، توج بتسجيل تاو هدفين رائعين.

ودفع موسيماني في الشوط الثاني بالثنائي العائد من الإعارة عمار حمدي وأحمد عبدالقادر، وتمكن الأخير من تسجيل هدف الشياطين الحمر الرابع في اللقاء بعد مجهود فردي يحسد عليه، ليكسب موسيماني رهان الدفع بالصفقات الجديدة أيضًا كما فاز برهان التكتيك الجديد.

الرقصة الأولى لبيرسي تاو مع الأهلي

قدم الوافد الجديد بيرسي تاو أوراق اعتماده لجماهير الشياطين الحمر سريعًا، بتسجيله هدفين بجانب الثقة والمرونة التي أظهرها داخل منطقة الجزاء وعلى أطراف الملعب.

ويعد تألق تاو أحد أبرز مكاسب المباراة، في ظل الضجة الإعلامية التي صاحبت انتقاله للفريق، خاصة وأنه كان أحد لاعبي الدوري الإنجليزي وهو ما يعني أن من المفترض ظهوره بشكل مختلف عن لاعبي الدوري المصري، وهو ما نجح فيه سريعًا.

فضلاً عن ذلك، فإن الإصابة التي كان يعاني منها تاو بعد انتقاله للأهلي، دفعت العديد من الصحف للتحدث عن إمكانية معاناته من إصابة مزمنة، قبل أن يتعافى سريعًا ويرد على المنتقدين، ليصبح تألقه بمثابة الضربة التي كسرت جميع الانتقادات.

بيرسي تاو

تألق تاو يحسب في المقام الأول لموسيماني الذي أصر على انتدابه هذا الصيف بعد فشل محاولته لضم الجناح اللاتيني سيرينو من فريقه صن داونز الجنوب أفريقي.

الثأر الكروي من الإسماعيلي

كان الإسماعيلي في ختام الموسم الماضي، أحد أهم الأسباب التي حرمت الأهلي من التتويج ببطولة الدوري العام، بعدما تعادل الدراويش مع المارد الأحمر في الأمتار الأخيرة من المسابقة، مما تسبب في ذهاب البطولة لميت عقبة، معقل الزمالك.

ورغم أن الإسماعيلي عانى على المستوى الفني في نهاية الموسم الماضي لكنه قدم أداء قتاليًا أمام الأهلي وتسبب في إصابة محمد شريف هداف الفريق حينها، ثم تعادل الدراويش وقرب الزمالك من حصد الدوري العام.

مبارة الأهلي والإسماعيلي شهدت تألق لاعبي الأحمر

ويأتي الفوز الكبير أمس بمثابة الرد القاسي على تسبب الإسماعيلي في إهدار نقطتين ثمينتين للأهلي في ختام الموسم الماضي، وهو الأمر الذي يمكن اعتباره بمثابة ثأر كروي، ومنح الانتصار للأهلي بهذه النتيجة قوة كبيرة تصيب الأندية والمنافسين في بطولة الدوري بالرهبة، وتؤكد على أن شخصية الأحمر قد عادت.

عودة الثقة وصفحة جديدة مع الجماهير

على رأس المكاسب التي حققها بطل القرن أمس، استعادة الثقة الغائبة منذ فترة طويلة، بعد خسارة بطولة الدوري العام، والسوبر المحلي أمام طلائع الجيش وكذلك البداية المتواضعة أمام بطل النيجر في ذهاب دور الـ 32 ببطولة دوري أبطال إفريقيا.

الفوز بنتيجة عريضة في انطلاقة الموسم أمر غير معتاد، والفوز برباعية بالتحديد لم يحدث سوى مرة واحدة في الثمانينات أمام المنصورة، وهذا الأمر يعطي ثقة كبيرة للجهاز الفني واللاعبين.

كما فتح موسيماني صفحة جديدة مع جماهير الأهلي بعد سلسلة طويلة من الانتقادات التي تعرض لها بسبب خسارة لقبي الدوري والسوبر، رغم تتويجه بدوري أبطال أفريقيا مرتين والسوبر الأفريقي وكأس مصر بواقع مرة لكلٍ منهما.

الفترة الأخيرة شهدت العديد من الأنباء التي تؤكد رحيل موسيماني عن الفريق، لكن الأهلي نفى في أكثر من مناسبة بالإضافة إلى تماسك المدرب نفسه وعدم رده على أي انتقادات، سوى بالحديث عن الإرهاق الذي كان يعاني منه اللاعبون وأن خسارة الألقاب شيء وارد في كرة القدم، خاصة بعد فترة قوية من التألق.

ومع بداية الموسم الجديد، فتح موسيماني صفحة جديدة يبدو أنها ستكون ناصعة البياض، حيث بدأ ذلك بفوزه الكبير على الحرس الوطني بطل النيجر في إياب دور الـ32 بنتيجة 6-1، ثم هزم الإسماعيلي بالأمس 4-0.