بعد معاناة طويلة لنادي برشلونة تحت رحمة المدرب الهولندي رونالد كومان، جاء قرار الإدارة بإقالته مساء الأربعاء عقب الخسارة أمام رايو فاليكانو 0-1 في الجولة الـ11 من الدوري الإسباني، بمثابة الفرح لكل جماهير البارسا التي ضجرت من نجم الفريق كلاعب سابقًا، حيث فشل منذ الموسم الماضي في تقديم أي إضافة رفقة الفريق. بل زاد الوضع كارثية منذ انطلاقة الموسم الحالي وخسر الكلاسيكو وبات يحتل مركزا متأخرا بالليجا (التاسع برصيد 15 نقطة) لتكون الإقالة أفضل خيار لهم جميعًا.

القرار جاء بسبب سوء النتائج منذ بداية الموسم الحالي، علما بأن برشلونة لم يحقق الفوز في آخر مباراتين بالليجا، حيث خسر 1-2 في الكلاسيكو ضد ريال مدريد و0-1 أمام فاليكانو، وأعلن النادي عقب ذلك مساء الخميس بشكل رسمي تعيين سيرجي بارخوان مدرب الفريق الثاني بالبلوجرانا، مدربًا مؤقتًا للفريق الأول خلفًا لكومان.

وسيتولى بارخوان تدريب الفريق بشكل مؤقت، لحين تعيين مدير فني جديد لبرشلونة، وسط أنباء تؤكد بأنه سيكون تشافي هيرنانديز أسطورة البارسا ومدرب السد القطري حاليًا.

حقبة فاشلة لكومان مع برشلونة وتعويض ضخم

بشكل عام، فإن حقبة كومان في برشلونة منذ توليه المنصب في أغسطس 2020، وحتى إقالته مساء الأربعاء كانت فاشلة بشكل كبير وهو ما توضحه الأرقام، بصرف النظر عن قيادته البارسا في الموسم الماضي للتتويج بكأس ملك إسبانيا.

وحقق كومان أسوأ نسبة انتصارات لمدرب دائم في برشلونة منذ عام 2003، حيث بلغت 58%، بعد الهولندي لويس فان جال بنسبة 56% والصربي رادي أنتيتش بنسبة 50%.

فضلا عن ذلك، بات كومان ثاني مدرب في تاريخ الكلاسيكو يخسر أول 3 مباريات في مسيرته أمام ريال مدريد، وذلك منذ باتريك أوكونيل مدرب الفريق في الفترة من 1935 إلى 1940، وبالخسارة 0-1 من رايو فاليكانو مساء الأربعاء، أصبح برشلونة لأول مرة منذ 2003 غير قادر على التسجيل في 3 لقاءات خارج ملعبه.

وبخسارتيه بنتيجة 0-3 مرتين من بايرن ميونيخ وبنفيكا في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا، حقق برشلونة أسوأ بداية في تاريخه في الكأس الأغلى أوروبيًا، حيث تعرض للهزيمة لأول مرة أول مباراتين له في افتتاح المجموعات.

وكانت أسوأ بداية للفريق في دوري الأبطال قبل الموسم الحالي، هي الخسارة والتعادل في أول مباراتين بنسخة 1997، كذلك فإن برشلونة لم يحقق إلا نقطة واحدة ضد قطبي مدريد أتلتيكو والريال في الدوري خلال الموسم الماضي، وهو نفس رصيد أسوأ سجل للبارسا ضد العملاقين والذي تحقق في موسم 1964-1965.

برشلونة عاش أوقات صعية تحت قيادة كومان

البارسا خسر كذلك في عهد كومان لأول مرة في الدوري من أتلتيكو مدريد بقيادة دييجو سيميوني وهو ما لم يحدث في 10 سنوات على مدار 17 لقاء قاد فيها المدرب الأرجنتيني فريقه ضد برشلونة، أيضًا كانت بداية برشلونة للموسم الماضي 2020-2021، في الليجا الأسوأ في تاريخ النادي منذ استحداث نظام الثلاث نقاط، وتحديداً منذ موسم 1987-1988.

فيما كشفت صحيفة “El Pais” الإسبانية عن تكلفة إقالة كومان من منصب المدير الفني للفريق الكتالوني، حسبما ينص العقد المبرم بين الطرفين قبل نحو عام ونصف، وأفادت بأن البارسا مضطر لدفع 12 مليون يورو نظير الإطاحة بالمدرب الهولندي، ليتضرر النادي من رحيله بعدما تأثر سلبًا من تواجده طيلة الأشهر الماضية.

مدرب طوارئ مؤقت في برشلونة

بعد تعيين برشلونة سيرجي بارخوان مدربًا مؤقتًا للفريق لحين التعاقد مع مدير فني جديد، نستعرض أهم المعلومات عن مدرب الطوارئ الجديد.

حيث ولد في 28 ديسمبر 1971، أي أنه يبلغ من العمر حاليا 49 عامًا، وبدأ بارخوان مسيرته في قطاع الناشئين بنادي برشلونة، حتى تم تصعيده للفريق الأول عام 1993، علما بأنه كان يلعب في مركز الظهير الأيسر.

ظل بارخوان مع الفريق الأول لبرشلونة بين 1993 وحتى رحيله صوب أتلتيكو مدريد بالعام 2002، وخلال تلك الفترة لعب تحت قيادة مدربين كبار على غرار الإنجليزي السير بوبي روبسون والهولندي لويس فان جال.

مدرب طوارئ جديد في برشلونة

فضلا عن ذلك، زامل بارخوان لاعبين كبار في برشلونة، على غرار الإسباني بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي الحالي ومواطنه لويس إنريكي المدير الفني الحالي لمنتخب إسبانيا، إلى جانب تشافي المدرب المرتقب للفريق، والظاهرة البرازيلية رونالدو والهولندي باتريك كلويفرت والبرازيلي الآخر ريفالدو.

استطاع بارخوان الفوز مع برشلونة كلاعب بـ9 ألقاب محلية وقارية أبرزها كأس الكؤوس الأوروبية عام 1997، وعقب اعتزاله اللعب في 2005 اتجه إلى التدريب حيث بدأ مع الفريق الرديف لبرشلونة في 2009، ثم رحل بين عدة أندية على غرار ريكرياتيفو وألميريا وريال مايوركا، قبل أن يعود إلى رديف برشلونة في العام الحالي، ثم يتولى تدريب الفريق الأول مؤقتًا.

تشافي المنقذ يقترب من المهمة

اقترب تشافي هيرنانديز مدرب السد القطري من العودة إلى نادي برشلونة الإسباني في الأيام القليلة المقبلة، لتولي تدريب الفريق الأول، وفقًا لصحيفة “موندو ديبورتيفو” الكتالونية، التي أكدت أن تشافي بات على مقربة من خلافة كومان بعدما منحته إدارة السد، الضوء الأخضر لتولي مهمة تدريب البارسا هذا الموسم.

جاء ذلك بعدما اجتمع تشافي مع إدارة النادي القطري، التي لم ترد الوقوف في طريقه نحو منصب المدير الفني للبلوجرانا، رغم ارتباطه بعقد ينتهي في صيف 2023.

واشترطت إدارة السد انتظار تشافي لبعض الوقت لقيادة الفريق في مباراتيه المقبلتين يومي السبت والأربعاء، قبل مغادرة النادي بصورة رسمية، جاء ذلك على عكس رغبة مسؤولي برشلونة، الذين أرادوا وصول تشافي قبل مواجهة دينامو كييف الأوكراني في دوري أبطال أوروبا، لكن إدارة السد لا ترغب في المجازفة بتركه قبل قمة الدحيل مطلع نوفمبر المقبل.

وسيكون لدى إدارة السد فرصة للبحث عن مدرب جديد خلفًا للمدير الفني الإسباني، حيث سيتوقف الدوري القطري لمدة تقترب من شهرين بسبب استضافة البلاد لبطولة كأس العرب.

تشافي يقترب من تدريب برشلونة أكثر من أي وقت مضى

وبعد الاتفاق مع تشافي، ينتظر السد اتصالات رسميًا من مسؤولي برشلونة لبحث أفضل طريقة لرحيله، حيث لا يبدو أن النادي القطري سيطلب مقابلاً ماديًا نظير الموافقة على مغادرته، لكن هناك احتمالية لاستغلال السد لهذا الأمر، للتوصل لاتفاق بشأن خوض مباراة ودية ضد الفريق الكتالوني مستقبلاً بالأراضي القطرية.

وتأتي هذه الأنباء بعد تصريحات المدرب الإسباني في مؤتمر صحفي مساء الخميس، رفض خلاله التعليق على التكهنات حول مستقبله، قائلا: “أنا أركز الآن على عملي مع السد، ولا يمكنني الحديث عن أي شيء آخر”.

كما أن هناك ترشيحات أخرى إذا ما استطاع تشافي أن يدرب البارسا، حيث يأتي الإيطالي أندريا بيرلو كأبرز المرشحين خلف تشافي في القائمة المختصرة لخوان لابورتا رئيس برشلونة، رغم عدم نجاحه الكبير في الموسم الماضي الذي تولى خلاله تدريب يوفنتوس، ثم يأتي ثالثًا الإسباني روبرتو مارتينيز مدرب منتخب بلجيكا ونادي إيفرتون السابق لتولي المهمة في حال عدم التوصل لاتفاق مع النجمين السابقين.