في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الداخلية. عن قرب افتتاح مركز إصلاح وتأهيل وادي النطرون قبيل افتتاحه. تضمن من بين منشآته أول كنيسة خلف الأسوار لتخدم السجناء من المسيحيين.
وتخصص الكنائس المصرية بطوائفها المختلفة خدمة تعرف باسم خدمة السجون. تعمل على زيارة السجناء والصلاة معهم.
في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فإن الأنبا دوماديوس أسقف السادس من أكتوبر. هو مسئول تلك الخدمة بشكل عام. بينما تخصص الكنيسة عددا من القساوسة للخدمة في الايبراشيات المختلفة لتخدم السجون القريبة منها في نطاق الإيبراشية.
على سبيل المثال يقع سجن وادي النطرون ضمن نطاق إيبراشية البحيرة والخمس مدن الغربية. ومن ثم يشرف على تلك الخدمة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة بينما يقع سجن أسيوط في مدينة أسيوط ومن ثم تخضع الخدمة لإشراف الأنبا يؤانس أسقف الإيبراشية إذ يخصص كهنة يتعاونون مع وزارة الداخلية في الزيارات ومن ثم إقامة القداسات خلف الأسوار.
خدمة السجون
تتبع خدمة السجون في الكنيسة القبطية. لجنة الرعاية بالمجمع المقدس. وتهتم اللجنة بعدة خدمات أخرى لكل منها لجنة فرعية. وفق ما أوضحه مصدر كنسي. مؤكدًا أن الخدمة تعمل على تسديد احتياجات السجناء في مجالات الرعاية المختلفة. ففي بعض الحالات تعمل الخدمة على سداد ديون الغارمين من أجل إنقاذهم من أحكام بالسجن وفي حالات أخرى تعني الخدمة بأحوال السجناء خلف الأسوار نفسيا وروحيا واجتماعيا. حتى إنها تتدخل في بعض الحالات لمساعدة ذويهم على العيش بعد فقدان العائل.
كاهن يخدم خلف الأسوار رفض الإفصاح عن اسمه. قال إن الخدمة تحصل على تصاريح من وزارة الداخلية من أجل إقامة صلوات قداس إلهي داخل السجن.
وتابع: كانت الصلوات تقام في قاعات داخل السجن. دون أن يتم تخصيص كنيسة مستقلة مثلما كشفت صور مركز إصلاح وتأهيل وادي النطرون.
وأشار الكاهن إلى أن السجن الذي يخدم فيه يضم مكتبة للكتب الروحية والأناجيل. مؤكدًا إن وباء كورونا فرض بعض الاشتراطات على خدام السجون من بينها تقليل الزيارات من الخارج منعا لانتشار الوباء. ما أدى إلى توقف الخدمة لفترة قبل أن تعود مرة أخرى.
وأضاف: قبل وباء كورونا كانت إدارة السجن تسمح بتوزيع بعض الوجبات مرة شهريًا. ولكننا توقفنا عن ذلك واستبدلناها بترك مبلغ مالي للسجين في كانتين السجن لشراء ما يلزمه من احتياجات.
وتابع: هذه الخدمة غيرت الكثير من النفوس. ونواصل خدمتهم بعد قضاء مدتهم من خلال توفير عمل شريف لهم والخدمة كلها تقوم على التبرعات من الأقباط والكنائس.
السجناء الأجانب
وبينما تولي الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية خدمة السجون عناية خاصة. لكنها تعمل على خدمة سجناء غالبيتهم من الأجانب وفقا لما تؤكده سناء جميل مسئول خدمة السجون في الكنيسة.
تشير سناء إلى أن خدمة السجون بدأت منذ أكثر من 20 سنة. حيث تقدم الخدمة للرجال والسيدات الأجانب بسبب غياب من يعولهم في مصر. فتعمل الخدمة كحلقة وصل بين السجناء وبين أهاليهم في الخارج. مضيفة: نرسل خطابات لأهاليهم أحيانا أو نتولى الاتصال بهم تليفونيا.
سناء أكدت أن الخدمة حاليا تعمل على مساعدة ما يقرب من 200 سجين معظمهم من الأجانب مع عدد قليل من المصريين. تعمل على تقديم الاحتياجات الجسدية لهم مثل الملابس والمواد الغذائية. بينما يتولى القس يشوع بخيت العميد المساعد لكاتدرائية جميع القديسين الأسقفية تقديم عظة شهرية لتنمية الجوانب الروحية. أما في الأعياد والمناسبات فإن رئيس الأساقفة يترأس صلوات القداس بنفسه.
وفي الكنيسة الكاثوليكية. فإن الخدمة تحمل اسم يسوع السجين مثلما أكد الأنبا كيرلس وليم مطران أسيوط في تصريحات خاصة. حيث أشار إلى أنه دأب على زيارة سجن أسيوط العمومي في الأعياد. مثل عيدي الميلاد والقيامة بينما يقوم مسئولو الخدمة سواء كهنة أو قساوسة بالزيارة الشهرية وسط تعاون كبير من وزارة الداخلية التي تمنح تصاريح الزيارة وتوفر قاعة لصلوات القداس.
هؤلاء قدموا الخدمة الكنسية خلف الأسوار
من بين أبرز الأسماء التي قدمت الخدمة الكنسية خلف الأسوار. القمص الراحل صليب متى ساويرس. الذى شغل حتى وفاته عام 2019 منصب عضو المجلس الملي العام للكنيسة القبطية. إلا إنه قبل تلك السنوات قد عمل خادمًا للسجون حين استدعاه البابا كيرلس السادس للخدمة الكنسية عام 1969. بعد أن كان يعمل مفتشا بوزارة الزراعة. وفي العام 1973 كان القمص الراحل على موعد مع السجن الذى دخله واعظا يحاول أن يهدي النفوس. ويقومها بعيدا عن طريق الشيطان. حيث ظل يعمل بتلك الخدمة لمدة 40 سنة من حياته.
وفي فبراير الماضي. أوقف الموت خدمة القمص جرجس كاهن كنيسة مارجرجس بالخصوص التابعة لإيبراشية شبين القناطر ومسئول خدمة السجون في القاهرة. حيث قضى في خدمته الكهنوتية ما يقرب من 40 سنة تردد خلالها على أسوار السجن يعلم ويصلي ويرشد.
فيما تكرر الحديث عن خدمة السجون العامين الماضيين. حين شغلت قضية مقتل الأنبا إبيفانيوس الشارع القبطي. وصدر حكمان بالإعدام والمؤبد على الراهب السابق إشعياء المقاري وزميله فلتاؤس المقاري. وفي تلك الفترة كان الأنبا باخوميوس أسقف البحيرة يكلف كاهنًا لزيارة إشعياء في مقر محبسه بسجن وادي النطرون بينما شهد كاهن آخر لحظات تنفيذ حكم الإعدام.