استضافت مكتبة القاهرة الكبرى، مساء أمس الثلاثاء. ندوة لمناقشة المجموعة القصصية “حكايات عن بُعد”، الصادرة عن دار دريم بن للنشر والتوزيع منتصف العام الجاري. والتي تضم 26 قصة كتبها 13 كاتبة وكاتبا من مصر، وفلسطين، والعراق، وسوريا، ولبنان.

ناقش المجموعة كلا من الكاتبة والناقدة الدكتورة لنا عبد الرحمن. وهي لبنانية تقيم في القاهرة. والناقد المسرحي الدكتور محمد الروبي، رئيس تحرير جريدة مسرحنا. مع حضور جماهيري متوسط، نسبة إلى الإجراءات الصحية الاحترازية.

 

حب الكتابة

قبل الشروع في تلك المجموعة، لم يكن لكُتّابها أدنى رابط يجمعهم باستثناء حب الكتابة نفسها. يصفهم الناشر بأنهم “ثلاثة عشر قلبًا ألتقوا على زووم مرتين أسبوعيًا على مدار ثلاثة أشهر”. طيلة هذه المدة كانوا يتحاورون، ويتعارفون، ويرى كل منهم الآخر بشكل أفضل. امتزجت حكاياتهم وثقافاتهم المتعددة بآراء أضافت معانٍ جديدة لكل فكرة.

على الغلاف الخلفي للكتاب الذي ضم قصص المجموعة، كُتِب: “عنوان اختاره المشاركون في هذه المجموعة القصصية بعد تردد. لدلالته التي قد تحيل إلى تجربة قاسية على الكثيرين، ولكن خيال الكُتّاب يغلب كعادته قوانين الفيزياء”.

وأضاف الناشر: “وقد استقر رأينا على هذا العنوان لأننا خبرنا بأنفسنا كيف يُمكن أن يزيد البُعد اللقاء جمالًا، كما يُقال إنه يُزيد الحب اتقادًا”.

 

خلفيات مُتباينة

يُعرِّف الناشر “دار دريم بن” بأنها “تغرد بعيدا عن سوق النشر، تقدم أعمالها الأدبية في شكل مميز، بشكل بعيد عن تعقيدات هذا العالم”. ربما لهذا جاءت فكرة ورشة الكتابة التي أشرفت عليها الكاتبة منى الشيمي.

تعكس القصص الست والعشرين المنشورة، تباين خلفيات هؤلاء الكُتّاب الذين جمعتهم ورشة كتابة افتراضية. ورغم المناقشات والتدقيق في الاختيار، صدر الكتاب في أقل من عشرة أيام، ليُشارك مؤلفيه في الدورة الاستثنائية من معرض القاهرة الدولي للكتاب، والتي أقيمت في يوليو الماضي.

أول الكُتّاب أحمد المنياوي، الذي ترك 20 عامًا من العمل في المجال الطبي والتدريس الجامعي. قرر أن يبحث عن الحقيقة والعدل في حياة الإنسان. لم تكن بدايته المتأخرة في الكتابة عشوائية. بل كانت الوسيلة المختارة لرغبته الملحة في مشاركة أفكاره، والتي تدور حول البحث المعاصر، والمشوش أحيانا.

في البداية كان يكتب المنياوي في مدونته الالكترونية التي تضمنت مقالات تحليلية وفلسفية. لكنه شعر بأنها “جافة بعض الشيء على القارئ”، وفق تعبير ناشره. فقرر خوض تجربة القصة القصيرة “لصنع وجبات فكرية أسهل في الهضم، رغم تضمنها الأفكار ذاتها المراد التعبير عنها”.

 

جانب من المناقشة

أصوات نسائية

حفلت المجموعة كذلك بالأصوات النسائية، فمن مصر أيضًا تأتي رشا سُنبل، التي نُشر لها ثلاث روايات للناشئة، هم “يوميات طالب ثانوي، نور والوشم العجيب، على جبهتي بثرة”، والأخير هو عمل للأطفال. تغوص رشا في عوالم الكتابة على عكس المنياوي، فهي تنشر مقالات مختلفة على المنصات الإلكترونية، مثل ساسة بوست، وسيدات مصر.

من زاوية أخرى، أسست رشا من أربع سنوات صالون “بيت الراوي” الأدبي لمناقشة الأعمال الروائية، والذي تديره إلى الآن. كما أعدت وأدارت جلسة نقاشية مع منصة “سيدات مصر”، تحت عنوان “من أجل سندريلا أخرى”.

وهناك نهال علوي. التي درست الهندسة المعمارية في كلية الفنون الجميلة، وحصلت على ماجستير في ادارة الأعمال من جامعة ماستريخت. لكنها عشقت الكتابة، فحرصت أن تكون لها مساهمات عدة في ورش الكتابة المختلفة سواء القصة أو السيناريو.

هذه المجموعة تضم أولى قصص نهال المنشورة “وداعًا ليلى”. تحكي عن بطلتها الوحيدة، التي قضت وقتًا على كرسي معدني في المستشفى بانتظار قرار حاسم لحياتها. لذا قضت الوقت المتبقي مع رفيق العمر.

 

العاملون بالثقافة

تضم المجموعة كذلك بعض العاملين في الحقل الثقافي، مثل ميسون محفوظ. وهي مصرية عراقية، عملت في المجال الثقافي، والتي تنوع نشاطها من نشر إلى تعليم إلى إدارة مشروعات ثقافية بين سويسرا ومصر وفلسطين من خلال المؤسسة الثقافية السويسرية بالقاهرة (بروهلفتسيا).

كانت قصص والدة ميسون هي سبيلها إلى الخيال وحب الحكايات فأحبت التمثيل والكتابة، حيث القفز بين الشخصيات وحيواتهم المتباينة، ولكنها لم تمارس أيًا منهما. حتى جاءت لحظة سحرية تفتحت فيها أبواب عالم الكتابة، فخرجت بقصة “جائزة أفضل عرض”، بينما تستعد لكتابة روايتها الأولى كذلك.

وهناك أيضًا السورية خولة أبو سعدة. وهي حاصلة على ماجستير في الصحة النفسية للأطفال والمراهقين من جامعة دمشق، وقدمت أنشطة وتقنيات المسرح التفاعلي مع الأطفال واليافعين في القرى السورية النائية ومدارس وكالة الاغاثة الأونروا، وكذلك الفتيات الأحداث الجانحات.

وعلى مدار خمس سنوات عملت خولة بالإدارة الفنية والتنظيمية لمدرسة الدرب الأحمر للفنون. وصدرت لها قصتين للأطفال بعنوان “الوحش الأخضر” و”وحش الفشار” بالتعاون مع دار أصالة اللبنانية، كما نشر لها عدد من النصوص في موقع العربي الجديد.