تضحيات كبرى يقدمها نجوم كرة القدم العالميين من أجل الحفاظ على مستواهم الفني والبدني في أعلى “فورمة” ممكنة خلال مسيرتهم الكروية. ليستمروا مع فرقهم فترات طويلة بالملاعب، دون التعرض لإصابات متتالية وتقديم الأفضل دائما. والاستمرار في تحقيق الأهداف والبطولات والإنجازات الفردية. وهو ما حققه نجم ليفربول محمد صلاح فهو دائم الظهور بفورمة جديدة وعضلات بارزة تلفت أنظار الجميع.
يتعلق الأمر كثيرًا بعقلية اللاعب خارج الملعب وهو ما يحدث الفارق الكبير بين النجوم العرب ونظرائهم في أوروبا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية. من حيث المستوى والنجاح بالإضافة للطموح والأهداف الشخصية واللغة وأمور أخرى كثيرة.
العقلية والتطور المستمر سر النجاح
كل هذه المشاكل وكل هذا التباين في المستوى والجودة والعقلية والتألق، اختفوا مع تألق ابن قرية نجريج ومحافظة الغربية محمد صلاح لاعب المقاولون العرب السابق. الذي خرج في رحلة احتراف مثالية بداية من بازل السويسري عام 2012 وتنقل بين عدة أندية هي الأكبر في العالم. وصولاً لقمة مستواه وإبداعاته وتوهجه في نادي ليفربول بالمواسم الأربعة الأخيرة. حتى أصبح ينافس على جائزة أفضل لاعب في العالم بين الثلاثة الأفضل على كوكب الأرض في كرة القدم وهو حلم لم يكن أحد يتوقعه في خياله من قبل.
ويعود كل ذلك بنسبة أكبر للعقلية والسلوك خارج الميدان مع العمل على التطوير يوميًا وبشكل متصاعد ومفاجئ ومذهل في بعض الأحيان بكرة القدم وتنمية مهاراته وقدراته الفنية والبدنية الخاصة. الأمر الذي جعله هذا الموسم في منطقة ذهبية لوحده بين كافة نجوم العالم. ليس ذلك وحسب بل خطف كل الأضواء أيضًا بالعضلات المفتولة التي يظهرها خلال احتفالاته المختلفة بالأهداف ما زاد من لمعانه كنجم كامل الأوصاف. في كل شيء ومثال وقدوة لكل شباب ولاعبي ونجوم العالم أجمع وليس مصر والقطر العربي فقط.
ولعل الصورة الأبرز للفرعون الصغير تلك التي ظهر عليها بعد احتفاله بالتسجيل في الفوز على كريستال بالاس بنتيجة 3-0. في الجولة الخامسة من منافسات الدوري الإنجليزي، حيث أظهرت امتلاكه لكتلة عضلية ضخمة.
ماذا يأكل صلاح؟
صحيفة “صن” البريطانية ألقت الضوء في تقرير لها على أهم ما يميز صلاح على صعيد النظام الغذائي وأسلوب الحياة. مما جعله من ضمن صفوة لاعبي العالم في الوقت الحالي وساعده على تكوين جسده القوي.
الصحيفة الإنجليزية شددت على أن النظام الغذائي لـ”مو” هو ركن أساسي في تحوله إلى أحد أفضل اللاعبين من الناحية البدنية في السنوات الأخيرة. حيث يلتزم صلاح بنظام غذائي شديد الخصوصية. يجعله يحافظ على جسده بلا دهون أو ترهلات، ويمكنه من الركض لعشرات ومئات الكيلومترات على مدار الموسم الكروي.
ويتناول محمد صلاح في الصباح طعام الإفطار المكون من كوب من اللبن وطبق فاكهة وقطعة فطائر صغيرة. أما وجبة الغداء فتتكون من الخضراوات والعيش والدجاج والزبادي وشوربة العدس. حيث لا يخرج طعامه عادة عن تلك الأصناف، وبين الوجبات، يتناول صلاح عصائر الفواكه الطبيعية بدون إضافة سكر. بينما يتناول في العشاء الشوربة والسلطة والخضراوات.
صلاح تحدث لشبكة “سي إن إن” الأمريكية مؤخرًا عن نظامه الغذائي قائلاً: “التغذية أمر مهم للغاية، هي جزء من لعبة كرة القدم. تساعدني في عملية الاستشفاء وكذلك على النوم بشكل أفضل، وتجعل جسدي أكثر سرعة في الاستجابة”.
وأضاف: “طبيب التغذية الخاص بي يقول إن هذا سببه عدم وجود أي دهون في جسدي. ومن ثم يمكنني تناول ما أريد، وكذلك أنا لا أتناول الكثير من المشروبات وهو أمر جيد”.
ويشير صلاح إلى أنه حين يشعر بأنه لا يزال جائعًا يتناول طبقًا من الفاكهة، بينما يزيد سعراته الحرارية في وجبة الغداء. وهنا يظهر دور العدس والخضروات والخبز والدجاج، ثم ينهي هذا كله بتناول الزبادي.
الكشري عشقه الأول
أما الكشري فهو الطبق المفضل للفرعون الصغير منذ نشأته، وهو طبق مصري أصيل مصنوع من الأرز والمكرونة والعدس وعصير الطماطم المتبلة والحمص والبصل.
ويقول صلاح عن الكشري “عند عودتي لمصر، أتصل بصديق لي من المطار لشراء الكشري كي نتناوله في السيارة. أضع القبعة على رأسي وأسرع للسيارة وأتناول الكشري على الفور”.
نظام بدني صارم
أهم ما يميز صلاح في السنوات الأخيرة هو الشكل البدني الذي بات يظهر عليه. ويرجع ذلك لهوسه بتدريبات الجيم ورفع الأثقال واليوجا والسباحة وتدريبات الإطالة.
ويكشف صلاح في تصريحات نقلتها صحيفة “صن”: “عندما أستيقظ مبكرًا، أذهب للتدريب إما صباحًا أو ظهرًا. ثم أستشفى لساعتين، وهذا بمثابة علاج لأي إصابات، ثم أحصل على جلسة تدليك حتى أتخلص من أي معاناة لجسدي”.
وتابع: “بعدها أذهب للجيم، وهو أمر اختياري للاعبين بعد المران، أقوم بتدريبات الإطالة والتعافي مجددًا. ثم أنهي كل هذا بالذهاب لحمام السباحة في النادي أو مع ابنتي مكة في منزلي، أنهي كل هذا حوالي الساعة السابعة أو الثامنة مساء”.
وعلى الرغم من حرص صلاح على الصيام في شهر رمضان، فإنه لا يفوته القيام بنفس التدريبات خلال الشهر الكريم. ويقول “سوبر مو”: “أستيقظ في الثالثة صباحًا لأقوم ببعض التدريبات البدنية”. في إشارة إلى أنه يفعل ذلك قبل تناول السحور والنداء لأذان الفجر.