بعد أسابيع تتجه أنظار العالم إلى مدينة الأقصر، حيث تُقام احتفالية كبرى، يُفتتح بها طريق المواكب، والمعروف بـ “طريق الكباش” بعد تطويره. في إطار خطة تطوير وتشغيل المناطق السياحية، وتطوير خدمات الزوار بهذه المناطق بالتعاون مع القطاع الخاص والمستثمرين. بهدف جذب السياحة والاستثمارات خلال الفترة المُقبلة.
ليست الأقصر وحدها التي تشهد أعمال التطوير ورفع الكفاءة. هناك أيضًا المناطق المحيطة بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، والمتحف المصري الكبير. إضافة إلى محافظات الصعيد التي تضم مناطق غنية بالآثار. أو تلك المدرجة على قائمة التراث العالمي.
إلا أن احتفالية “طريق الكباش”، التي لم يتم تحديد موعدها النهائي. سبقتها العديد من أعمال التطوير ورفع الكفاءة بمدينة الأقصر، ليس للمنشآت السياحية فقط، وإنما للمدينة ككل.
طريق الكباش
يربط طريق الكباش، الذي يبلغ إجمالي أطواله 2700 مترًا. بين معبدي الكرنك والأقصر مرورًا بمعبد موت. ويتكون من رصيف من الحجر الرملي، الذي تتراص على جانبيه تماثيل لأحد الرموز المقدسة للإله آمون. وهي على هيئة أبو الهول برأس كبش.
تم تشييد هذا الجزء من الطريق في المسافة بين الصرح العاشر بالكرنك حتى بوابة معبد موت خلال عصر الأسرة الثامنة عشرة. ثم قام الملك نختنبو الأول -من ملوك الأسرة الثلاثين- بتشييد الجزء المتبقي من الطريق، الذي تتراص على جانبيه تماثيل على هيئة أبو الهول برأس آدمية.
وتتخلل قواعد التماثيل أحواض زهور دائرية مزودة بقنوات صغيرة، استخدمت في توصيل مياه الري للأحواض. أضيف للطريف بعض الملحقات في عصور مختلفة. مثل استراحات للزوارق، ومقياس للنيل، ومعاصر للنبيذ المستخدم في الاحتفالات الكبرى التي كانت تقام على الطريق. وحمامات وأحواض اغتسال، ومنطقة تصنيع فخار، ومخازن لحفظ أواني النبيذ.
اكتشاف طريق الكباش
بدأت أعمال الحفائر بالطريق في نهاية الأربعينيات من القرن الماضي. على يد الأثري زكريا غنيم، ثم الدكتور محمد عبد القادر، الذي اكتشف بداية الطريق عند معبد الأقصر في الخمسينيات.
خلال حقبة الستينيات، كشف الأثري الدكتور محمود عبد الرازق عن أجزاء من الطريق عند معبد الأقصر. وبعد فترة توقف، قام الدكتور محمد الصغير بالكشف عن أجزاء مختلفة من الطريق في منتصفه وعند بدايته بجوار معبد الكرنك خلال الثمانينيات والتسعينيات حتى بداية الألفية الثالثة.
تم الكشف عن باقي أجزاء الطريق خلال الفترة من 2006 حتى 2011 على يد الدكتور منصور بريك. إلى أن توقف العمل بعد ثورة يناير لنقص الاعتمادات المالية. حتى عادت الدولة المصرية للعمل به مرة أخرى.
وقبل أسابيع، كشف الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في تصريحات صحفية، عن العثور على رؤوس كباش جديدة.
تطوير الأقصر
يشمل تطوير منطقة طريق الكباش ومعابد الأقصر والكرنك أعمال الترميم والتطوير التي تقوم بها وزارة السياحة والآثار. إضافة إلى نظام إضاءة جديد يتماشى مع النسق الحضاري للموقع. بهدف إبراز المنطقة الاثرية ورونقها.
وتشمل عمليات التطوير إقامة معرض للصور النادرة من القرن التاسع عشر في أماكن محددة على طريق المواكب. والتي تروي تاريخ معابد الكرنك والأقصر والطريق الذي يربط بين المعابد، وأهم الاكتشافات الاثرية وصور ومناظر للأعياد والاحتفالات التي كانت تقام في العصور القديمة.
في الوقت نفسه، تعمل محافظة الأقصر على تجهيز خليفة الحدث الكبير. حيث تقوم برفع كفاءة الطرق والأرصفة وإنارتها، وكذا أعمال الزراعات والأشجار والنخيل، وأحواض الزرع الموجودة بطول طريق الكورنيش والميادين.
كما يتم استكمال طلاء الأسوار وأعمدة الإضاءة وواجهات البازارات السياحية الواقعة على الطريق. وتجميل اللوحات الإرشادية بالشوارع. كذلك قامت المحافظة بطلاء واجهات نحو 1500 منزل من أصل 2000 بالمناطق المستهدفة داخل مدينة الأقصر.
المنظمون
أمّا عن الحفل، الذي لم يتم تحديد موعده بشكل رسمي حتى الآن. فمن المتوقع أن يكون أكثر إبهارًا من موكب المومياوات الملكية. والذي انطلق في أبريل الماضي من المتحف المصري بالتحرير إلى متحف الحضارة بالفسطاط.
وأفاد مصدر من العاملين بالاحتفالية لـ “مصر 360”. أن الشركة المسؤولة عن الحفل هي نفسها الشركة المنفذة لموكب المومياوات الملكية “سعدي- جوهر”. والتي لاقت إشادة واسعة بعد موكب المومياوات.
أما الشركة القائمة بالتنفيذ فعليًا هي شركة “كي فيلم”. على أن يتولى الإخراج التلفزيوني للحفل المخرج أحمد المرسي.
موكب الكباش
وحول الشكل الذي سوف تخرج به الاحتفالية. من المتوقع أن يتحرك موكب بهيج على طول طريق الكباش مسافة 2700 متر. وسيضم الموكب عددًا من الشباب والفتيات -يزيد عددهم عن 700 – مرتدين الزي الفرعوني، والذين يقوم بتدريبهم حاليًا المخرج أحمد الأقطش.
وسيسير الموكب، الذي يضم في غالبيته شباب وفتيات من أبناء محافظة الأقصر. على أنغام “أنشودة إيزيس”، التي يقود الأوركسترا لها المايسترو نادر العباسي. مع إضاءة مبهرة متحركة ترافق الحشد حتى المنصة الرئيسية للحفل في معابد الكرنك.
يقول المصدر، وهو أحد القائمين على تدريب المشاركين: الاحتفالية سوف تُحاكي احتفالية “الأوبت” القديمة. والتي كان يُطلق عليها “حب – نفر – إن – إبت”، وتعنى “الأوبت الجميل”. وهو أحد الاحتفالات الخاصة بمدينة طيبة القديمة. وتمثل 3 مراكب كانت تتحرك من معبد الكرنك وحتى معبد الأقصر.
البطل الرئيس لهذا الاحتفال هو الإله آمون. ويرمز الاحتفال إلى استعادة ذكرى الزواج المقدس بين الإله “آمون” والإلهة “آمونيت” وهي صورته الأنثوية. وكان يتم الاحتفال “بعيد الأوبت”، بعد انتهاء موسم الحصاد بين شهري سبتمبر ونوفمبر.
لمسة عصرية
ولفت المصدر إلى أن الفتيات والشباب المشاركين في الموكب سوف يرتدون زيًا فرعونيًا مع لمسة عصرية فيما ترتدي الفتيات تاجًا فرعونيًا. بمشاركة عدد من كبار الفنانين، وفنانين من فرق وزارة الثقافة.
تشهد الاحتفالية أيضًا لمسة عصرية أخرى. وهي البالون الطائر، الذي سوف يتم عرض فيلم قصير عنه خلال الاحتفالية.
وكان اجتماعا عُقد قبل أسابيع بحضور عدد من أصحاب شركات البالون الطائر داخل محافظة الأقصر. بمشاركة ممثلون لوزير الطيران المدني والشركة المصرية للمطارات وكذلك شركة الملاحة الجوية، إضافة إلى ممثلي هيئة الأرصاد الجوية ووزارة السياحة والآثار المصرية.
وضمن مفاجآت الحفل أقيم مسرح كبير على البحيرة المقدسة داخل معابد الكرنك لتنفيذ العروض الاستعراضية التي تتدرب عليها حاليًا فرق الوزارة وشباب الأقصر. حيث يستخدم منظمو الحفل لنش نهري هو أول مركب ينزل هذه المياه منذ 4000 عام.