أعلنت 21 نقابة عمالية مستقلة “مدونة السلوك النقابي” بدعم ورعاية دار الخدمات النقابية والعمالية والمؤتمر الدائم للمرأة العاملة. بهدف اتباع سياسات نقابية وقواعد عمل متسقة مع مبادئ المساواة والديمقراطية. ومناهضة كافة أشكال التمييز بسبب الجنس أو الدين أو العرق أو العقيدة أو الحالة الاجتماعية.

يأتي إطلاق المدونة قبل أيام من اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة الموافق 25 نوفمبر، لرفع الوعي بشأن حجم المشكلات التي تتعرض لها المرأة حول العالم مثل الاغتصاب والعنف المنزلي وغيره من أشكال العنف المتعددة.

وأكدت النقابات المشاركة في إطلاق المدونة على التزامها بتفعيلها والاحتكام إلى موادها. باعتبارها جزءٌ لا يتجزأ من دستورها منذ لحظة اطلاقها أمس الأحد.

وتضم المدونة في مبادئها العامة حق المصريين والمصريات جميعا -دون تمييز- في فرص عمل متساوية. وحق العمال والعاملات في الأمان الوظيفي، والأجر الذي يكفي احتياجاتهم، وعلاقات العمل العادلة. والتمتع بالحريات والخدمات دون تمييز وممارسة العمل النقابي دون قيود من أي نوع.

وأكدت المدونة على احترام الآخر، وقبول الاختلاف والتنوع وتعددية الآراء، ورفض العنف بكافة أشكاله. والامتناع عن أي عمل أو نشاط يتنافى مع مبادئ الديمقراطية، وعن أي فعل أو خطاب من شأنه تبرير أو تجميل الممارسات غير الديمقراطية. والالتزام بمعايير الشفافية والمساءلة في العمل النقابي.

المدونة.. ورفع الوعي المجتمعي بقضايا العاملات

وتدافع المدونة عن حقوق النساء العاملات، وتبني قضاياهن النوعية، والعمل على تمكينهن من التعبير عن مشاكلهن، ومطالبهن، ومقاومة ما يمكن أن يتعرضن له من أشكال التمييز أو العنف. مشددة على رفع الوعي المجتمعي بقضايا النساء العاملات وكسب الحلفاء والمناصرين لها.

وأكدت هناء عبد الحكيم رئيس النقابة المستقلة للعاملين بالزراعة في المنيا، على أهمية تغيير العادات في الصعيد. حيث مازال الرجال لا يتقبلون أن تترأسهم سيدة ويمارسون كل أشكال العنف ضدها، مشيرة إلى تجربتها الشخصية بالنقابة. حيث تواجه دائما قرارتها بحدة من قبل الذكور رغم كونها منتخبة من قبل ذكور.

فيما رأت النقابية ولاء عز الدين أن النساء أنفسهم في حاجة إلى توعية بحقوقهن. لأنه مازال هناك عدم وعي لدى العاملات بأهمية وجودها داخل النقابات وحقها في الترشح على مواقع قيادية وبطبيعة العمل النقابي نفسه.

وأشارت الدكتورة أمل عبد الحميد منسق المؤتمر الدائم للمرأة العاملة بدار الخدمات النقابية، إلى عدم مراعاة النوع الاجتماعي بالنقابات، مشيرة إلى أهمية الاعتراف بخصوصية قضايا المرأة العاملة. وتقديم الخدمات التي تستجيب لحاجات ومشكلات النساء العاملات في أماكن عملهن.

المدونة وقضايا العنف والتحرش

وحرصت المدونة على الالتزام باتخاذ موقف واضح بشأن قضايا العنف والتحرش التي تثار في المجتمع. والإعلان عنه دون مواربة. والسعي للتعاون والتنسيق مع منظمات المجتمع المدني وجميع الهيئات والمؤسسات الديمقراطيـة التي تتبنى الـدفاع عن قضايا النساء العاملات وتتفق مع مبادئنا النقابية.

وتقول عبد الحميد إن المدونة انطلقت من قناعتنا الراسخة بأن الحركة النقابية العالمية والمصرية- رغم كل ما صادفها من عقبات. وما اعتراها أحياناً من تراجعات- كانت تنحاز دوماً إلى قيم الديمقراطية والمساواة.

وأضافت “النقابة لا تكون نقابة حقاً ما لم تتسع لجميع العمال والعاملات، تنظم عملهم، وتوحد جهودهم دفاعاً عن حقوقهم ومصالحهم دون التفرقة بينهم. ولأن الحقوق والحريات النقابية التي نناضل من أجلها لا تكتمل بغير تضافرها مع مبادئ المساواة ونبذ كافة صور التمييز”.

وركز كمال عباس المنسق العام لدار الخدمات النقابية والعمالية على حقوق النقابيات في المساواة الكاملة وتلقي كل الدعم في عملهن. مع أهمية تغيير الثقافة المجتمعية السائدة التي ترفض وجود نساء في مواقع قيادية.

واعتبر عباس أن الحركة النقابية المصرية المستقلة التي تنامت في السنوات الأخيرة استطاعت تحقيق بعض المكتسبات، وسارت في اتجاه بلورة توجهاتها ومفاهيمها الديمقراطية. وتطلعت إلى تطوير بنيانها وهيئاتها وممارساتها على أسس من الديمقراطية التشاركية الحقيقية والمدونة تنطلق استكمالا للدور الذي لعبته النقابات المستقلة.

تعزيز المساواة بين الجنسين

وأقرت المدونة ضرورة الالتزام ببناء نقابة ديمقراطية يشارك جميع أعضائها وعضواتها بصورة متساوية في صياغة قراراتها وسياساتها. ووضع لوائحها. ويختارون ممثليهم بحرية دون تدخل أو قيود من أي نوع. مع الالتزام بمعايير الشفافية والمحاسبة وتطوير آليات فعالة للرقابة الذاتية الداخلية. وتطوير البنية التنظيمية للنقابة لتعزيز المساواة بين الجنسين، وتكفل مشاركة النساء النقابيات في اتخاذ القرار.

كما تلتزم بتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة للنساء النقابيات اللاتي يتعرضن لأي صورة من صور العنف أو الإساءة إلى السمعة بسبب ممارستهن للعمل النقابي.

وتطرقت المدونة لمبدأ التمثيـل النسبي (الكوتا) في مختلف الهيئات النقابية. وتنمية مهارات النقابيات وتمكينهن ودعمهن لتحسين أدائهـن النقابي. وتشجيع النساء النقابيات على المشاركة من خلال مراعاة الوقت والمكان المناسب لظروفهن الأسرية.

وأشارت رشا الجبالي رئيس النقابة المستقلة للعاملين بالضرائب العقارية بالإسكندرية، إلى آليات تنفيذ المدونة لضمان إحداث تغيير حقيقي في المجتمع، من أجل بيئة عمل صالحة للمرأة وخالية من العنف.

وأعلنت المنظمات الموقعة على هذه المدونة التزامها بتشكيل لجنة تنسيق ومتابعة يوكل إليها إعداد خطة عمل ونظام يمكنها من القيام بالمهام التالية: (توزيع هذه المدونة وتطوير وتوحيد العمل المشترك بين المنظمات النقابية على أساس مبادئ مدونة السلوك، تنظيم اجتماعات دورية لتبادل المعارف والخبرات والتجارب بين المنظمات النقابية وتطوير المساعدة الممكنة لتطوير عمل النقابات والالتزام بمبادئ المدونة، تنظيم لقاءات وورش عمل دورية بين ممثلي النقابات لمتابعة وتقييم أنشطة وخطط النقابات ومدى التزامها بمبادئ المدونة وكتابة تقارير متابعة بها).