مع كل قرار جديد بمنع أحد مطربي المهرجانات أو إيقافه عن الغناء، يكثر الجدل عن أفكار نقيب الموسيقيين هاني شاكر، وإصراره اللافت على ملاحقة “مطربي الفلاشات” كما نعتهم من قبل، وما مدى قدرته على تحجيم أنشطة مطربي المهرجانات، في ظل امتلاكهم منصات بديلة تجعل من المنع لا قيمة له، فضلا عن الحفلات الخاصة داخل أو خارج البلاد.

 “حبر على ورق”

فور صدور قرار منع مطربي المهرجانات الصادر في فبراير 2020 بدأ عدد من المطربين في تحديه من خلال استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، والاعتماد على ما تدر قنواتهم النشطة على يوتيوب من دخل.

حمو بيكا مثلا تتراوح أرباح قناته ما بين 39.2 ألف جنيه إلى 615 ألفا، وسنويا ما بين 461.2 ألف جنيه 7.4 مليون. ويبلغ إجمالي عدد مشاهدات قناته 651 مليونا منذ إطلاقها في سبتمبر 2018.

حمو بيكا

صحيح أن مطربي المهرجان تكبدوا خسائر بآلاف الجنيهات جراء قرار النقابة بمنع الحفلات، واضطر بعضهم إلى دفع شروط جزائية عن التعاقدات المبرمة معهم قبل قرار المنع، فيما قدرت الخسارة المقربة التي تقع على مغني الصف الأول منهم بـ 120 ألف جنيه شهريًّا نظير إحياء من 4 إلى 5 حفلات أو أفراح في أماكن عامة.

إلا أن أثر المنع لا يلاحق أولئك الصاعدين، حيث تتساهل بعض الجهات في استضافتهم، دون أن تحرر محضرا ضدهم، فيما عمل بعضهم بشكل عادي، وتمكنوا من إقامة الحفلات بشكل غير رسمي في النوادي وبعض الفنادق، وكذلك المنازل الخاصة مالم يتم الإبلاغ عن ذلك.

عمر كمال واحد من الأصوات التي لاحقتها النقابة مرات منذ انتشار أغنية “بنت الجيران” استطاع أن يحقق خلال هذه الفترة أرباح شهرية تتراوح بين 72.2 ألف جنيه و1.16 مليون، وسنويا ما بين 873.9 ألف جنيه إلى 13.9 مليون، ما يعكس أن دخول أغلبيتهم لم تتأثر بملاحقة النقيب وتهديداته المستمرة لهم.

أسباب المنع 

لا تعتمد عضوية نقابة المهن الموسيقية على صلاحية الصوت منفرداً، ولكن وفقاً لما أعلنه هاني شاكر فهناك عدد من الشروط التي يجب أن يمتلكها الشخص الراغب في العضوية أو الحصول على تصريح يأتي في مقدمتها الالتزام بالعرف الأخلاقي.

واعتبر نقيب الموسيقيين في بيانه التفصيلي الخاص بمنع مطربي المهرجانات أن اختيار الكلمات المغناة واحد من أسباب المنع أو السماح فلا يجب أن تحرض على عادة سيئة أو تدفع المستمع نحو الرزيلة.

المنصات البديلة أمام المهرجانات.. وسلطة “المهن الموسيقية” المحدودة

خلال هذه المعركة، أعلن هاني شاكر أنه سيخاطب إدارة اليوتيوب بشكل رسمي كي تضع في اعتبارها موقف النقابة قبل إجازة المحتوى عبر قنواتها، مثيرا هنا  عدد من التساؤلات ترتبط بسيطة النقابة المحدودة في التعامل مع الفضاء الإلكتروني.

إلا أن “اليوتيوب” لا تعمل وفق تلك الآليات ويتطلب إيقاف المحتوى المنشور بها عمل ” REPORT” من مجموعة أشخاص على المحتوى لتعلم إدارته أن المحتوى مسئ ومن ثم تغلق الحساب، أو التبليغ عن اساءة المحتوى لمن يراه ليتم اتخاذ الاجراء المناسب سواء بغلق الحساب أو حذف المنشور.

ويعتبر تدخل اليوتيوب في المحتوى الصوتي صعبا للغاية فهو يحتاج لوقت طويل كى يتم التأكد من إساءته للغير بينما يعد التحكم في المحتوى المرأي أسرع وأسهل في التحري عنه بسبب اللغة من جهة واختلاف المعايير من دولة لأخرى بتنوع طرق التعبير عن الإساءة وكذلك حجم قبولها.

 أما موقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك” فله سياسات خاصة يتم قياس المحتوى وفقاً لها، ومن ثم يتم تقييد حق الشخص في نشر المحتوى، أما عن التدخل القانونى فلا يتم إلا في حالة تأكد الإدارة من وجود فعل يهدد السلامة العامة أو يحتوي على إيذاء جسدي، وبالتبعية نفس الشروط تطبق على موقع “إنستجرام” التابع لنفس الشركة.

 وإجمالا لم تمنع القرارات الأخيرة التي أطلقتها نقابة المهن الموسيقية مطربي المهرجانات من التواجد على الشاشات وإطلاق أغاني عبر منصات بديلة، كما أن السيطرة على الحفلات المقامة تتطلب وجود بلاغات رسمية من قبل النقابة وعلمها بالأمر مع تحديد الوقت والمكان ليتم التنسيق بين الداخلية وجهاز المصنفات من أجل اتخاذ الإجراء القانوني المناسب حيال المخالفة.

خطوات منع المطرب عن الغناء

حينما تقرر “المهن الموسيقية” منع مطربي المهرجانات عن العمل قام نقيب الموسيقيين الفنان هاني شاكر بمخاطبة المنشآت السياحية والملاهي الليلية وكذلك البواخر والكافيهات بمنع التعامل مع الوارد أسماؤهم في قراره.

كما طالب تلك الجهات بعدم التعامل معهم للحيلولة دون التعرض للمسائلة خاصة أنهم غير مصرح لهم بمزاولة المهنة ولو بشكل مؤقت وتم إيقافهم لأسباب تتعارض مع قيامهم بهذا الأمر.

وأرجع هاني شاكر قراره إلى الحالة التي بات يتعرض لا الفن والثقافة بشكل عام من تدنى بفعل أغاني المهرجانات، واصفا موسيقاهم في بيانه الرسمي بأنها إيقاعات أقرب إلى “الزار”، فضلا عن طبيعة الكلمات التي تحتوي على إيحاءات من أنها أن ترسخ لعادات يمكن وصفها بغير أخلاقية.

وفي حال مخالفة القرار يتم تحرير محضر بالواقعة فتقوم وزارة الداخلية بالتنسيق مع المصنفات التي لها سلطة الضبطية القضائية ويتم مصادرة معدات المطرب وإلقاء القبض عليه وإثبات الواقعة ومن ثم تستكمل المهن الموسيقية إجراءاتها التأديبية.