الحالة الليبية واحدة من أكثر الملفات تعقيدًا. ليس فقط لمستوى التأزم الذي جعل الوصول إلى مرحلة الاستقرار عصيًّا على الوسطاء الإقليميين والدوليين. ولكن للتركيبة المجتمعية الممزقة، والانقسام الذي طال كل مؤسسات الدولة، فضلا عن ولاءات متعددة. بالإضافة إلى تضارب مصالح القوى المؤثرة والمتأثرة بالواقع الليبي.

بخلاف سنوات الحرب التي أعقبت انتفاضة 2011، فإن المرحلة الانتقالية الأخيرة التي عاشتها ليبيا خلال العام الجاري، على أمل الوصول إلى استقرار وقيادة سياسية دائمة، شهدت أحداثًا وارتباكًا على كافة المستويات. فيما لم يفقد الليبيون والمتابعون الدوليون الأمل في عقد انتخابات قبل نهاية العام. لكن طريق الوصول إلى تلك الانتخابات مُلغّم بعراقيل، تهدد بتحويل المشهد كله إلى النقيض، من التفاعل السياسي إلى الاشتباك العسكري. وفي سبيل تدارك هذا السيناريو طُرحت حلول ومقاربات، لكنها لا تزال تفقد مكانتها لدى الأطراف المتنازعة.

للاطلاع على ملف «اللحظة الفارقة.. قراءة في المشهد الليبي قبل الانتخابات»

بنظرة متأنيَّة على الشهور الانتقالية منذ تولي حكومة الوحدة الوطنية السلطة في مارس الماضي، يمكن ملاحظة تحولات على المستوى الداخلي. وأيضًا على مستوى الإقليمي والدولي، فثمة تغيرات في موقف دول خليجية، وانشغال دول أخرى بشكل أوسع بالملف الليبي. دول خفّفت موطئ أقدامها وأخرى زادت خطاها إلى الملعب المشتعل. بينما كان الحضور المصري فارقًا وحاسمًا في منع حرب إقليمية واسعة في الأراضي الليبية. ومن ثمّ تصدر مشهد الإعمار والتنمية، متفوقة على دول غربية وإقليمية أخرى ذات تأثير مماثل في المشهد الليبي.

«اللحظة الفارقة.. قراءة في المشهد الليبي قبل الانتخابات» ملف من مركز التنمية والدعم والإعلام «دام» يُقدِّم رؤىً لتفاصيل الحالة الليبية بتداعياتها، يعرض المواقف المتباينة ويُفتِّش عن تأثيراتها. يعرض المشكلات من زاويا مختلفة، ويطرح أمام القارئ مجموعة من السيناريوهات. ثم نربط السياقات المحلية بالتفاعلات الدولية والإقليمية، وفي كل زاوية نضع تقديرات للموقف.

من مارس إلى نوفمبر.. عقبات وتحديات

يتناول الملف الفترة الانتقالية من مارس الماضي وحتى نوفمبر الجاري، بانتظار الانتخابات المقررة في ديسمبر المقبل. فبينما يبدأ التناول من اللحظة الأخيرة والفارقة بشأن تسارع وتيرة الأحداث بشأن الانتخابات، يمكن للقارئ مطالعة لحظة البداية في نهاية الملف. حيث تسليط الضوء على مسارات ما بعد اتفاق جنيف، والجدل حول عقبتي الدستور وتوحيد الجيش.

في ثنايا الملف، قراءة تحليلية عن التداخلات الإقليمية والدولية في الأزمة الليبية، باعتبار أن ثمة انفتاحًا خليجيًا على غرب ليبيا. إذ يجد القارئ رؤى وإجابات عن سؤال: لماذا تغيَّرت المواقف؟، فضلاً عن انشغال إسرائيلي بالمشهد الليبي. كما يتضمن حديثًا عن مقترحات لحل الخلاف بين الليبية من بينها إمكانية العودة للملكية.

وفي الوقت الذي كان الليبيون يقصدون شارع «كيه ستريت»، طلبًا لدعم من جماعات الضغط الأمريكية، كانت محاولات إعادة إحياء عائلة القذافي تسير بخطى متسارعة، وهنا يقدم الملف قراءة في السياق السياسي والاجتماعي لهذه العودة. ثم يتناول حجم التأثير المصري على الملف الليبي، وكيف استطاعت مصر منع حرب إقليمية مدمرة في جارتها، ونتائج هذا الموقف من الناحية الاقتصادية وخطط إعادة الإعمار والتنمية.

للاطلاع على ملف «اللحظة الفارقة.. قراءة في المشهد الليبي قبل الانتخابات» اضغط هنا