دخل رجل الأعمال نجيب ساويرس على خط أزمة نقابة الموسيقيين مع مطربي المهرجانات الشعبية، على خلفية قرار آخير من النقيب هاني شاكر بمنع 19 مطربا، من بينهم أسماء مشهورة، من العمل، وسحب تصاريحهم السنوية للغناء.

قرار منع الـ19 مطربا الذي أرجعته النقابة لعدم حصولهم على تراخيص العمل المطلوبة للغناء، أو احتيازهم للاختبارات الفنية، دفع عددا من الفنانين والشخصيات العامة للتضامن مع الممنوعين، كان من بينهم رجل الأعمال نجيب ساويرس الذي علق قائلا: “أول مرة أشوف نقيب للمغنين فخور جدا بمنع الغناء.. الجمهور اللي يقرر يسمع مين وميسمعش مين، مش النقيب!.

نقيب المغنين !

استخدام ساويرس لفظ نقيب المغنين بدلا من الموسيقيين، أدخله في صدام مباشر مع هاني شاكر، إذ جاء التعليق سريعا من النقابة: “توضيح من نقابة المهن الموسيقية تعليقا على الأخ نجيب ساويرس، أولا اسمها نقابة المهن الموسيقية وليست نقابة المغنيين كما تعلم أو لا تعلم لذا وجب التوضيح”.

وعقبت النقابة على المنع بأن هؤلاء ليسوا أعضاء بالنقابة، ومن يريد أن ينتمي لها يتقدم بأوراقه وفق للقانون لاجتياز الاختبارات.  وذكر بيان النقابة بأنها منشأة بقانون 35 لسنة 1978 والعضوية لها شروط وعليها واجبات اخصها الالتزام بالسلوك الذي لا يتنافي مع القيم والأخلاق.

وأكدت النقابة أن دورها تنظيم ماهو حادث علي الساحة الغنائية وليس منعه شريطة أن يكون عضوا أو مصرح له والقانون. موجهة كلامها لنجيب مرة أخرى: “حضرتك تسمعهم بشكل خاص وهذا حقك لكن لا تفرضه علي العامة بغير الإجراءات واللوائح المنظمة لمهنة الغناء.وأخيرا، الأخ نجيب أموال النقابة هي أموال عامة وإهدارها إهدار للمال العام، وحضرتك تستطيع أن تتبناهم جميعا ونراهم في مهرجان الجونة القادم”. وهو ما علق عليه نجيب بأنه على استعداد لاستضافتهم للغناء في الجونة، كونه مال خاص.

ساويرس يمثل من؟

مناوشات شاكر وساويرس منح ملف التضييق على المهرجان بعدا نخبويا يتخطى به حيزه الحالي، فهو ليس مغنيا يدافع عن أبناء مهنته، بل رجل أعمال عضو في مجتمع أثرياء الوطن العربي، ودخوله هذه المعركة يعكس انتصار هذه الشريحة، ولو نسبيا، لفن المهرجان على حساب التضييق الرسمي من قبل نقيب الموسيقيين، باعتبارها تدخل في نطاق التضييق على الإبداع.

نجيب غير معروف عنه أنه من محبي نوع معين من الفن، لكنه انتصر من قبل لمحمد رمضان في حروبه مع الفنانين، وتحداهم بدعوته إلى إحياء حفلات غنائية بـ “after party” بالدورة الأخيرة من مهرجان الجونة السينمائي.

ساويرس تبنى موقفا مشابها بدعمه فيلم “ريش” الذي تعرض لحملة انتقادات عنيفة أثناء عرضه في مهرجان الجونة، بدعوى الإساءة لسمعة مصر، إذ دعم الملياردير المصري الفيلم ضد الأصوات شبه الرسمية المطالبة بوقف عرضه، بدعوى أنه فيلم موجه ضد الدولة.

إجمالا، فصل الـ19 مطربا ليس إلا فصل جديد في الحرب المفتوحة التي يخوضها النقيب هاني شاكر  ضد هذا النوع من الغناء خلال العامين الماضيين، إذ أوقف العديد من المطربين بدعوى إنقاذ سمعة الفن المصري، والحفاظ على الإرث الفني للموسيقيين المصريين.

الحرب على فن المهرجان

ويرى شاكر فيما يقدمه مطربو المهرجانات ترويجًا للإسفاف والانهيار الأخلاقي. وأنه المسؤول عن الزود عن الذوق العام ومشاعر الجمهور العربي والمصري.

النقابة لا تقبل تجاوز الخطوط الحمراء

في هذا السياق، يقول علاء عامر، المستشار القانوني لنقابة المهن الموسيقية، إن النقابة قررت أن تقف بالمرصاد لكل من يحاول أن يتجاوز الخطوط الحمراء المتعارف عليها في المجتمع المصري. ولن يتم التجاوز عن أخطاء الشباب لمجرد أنهم شباب. فهناك قواعد عامة أخلاقية يجب الالتزام بها.

«اعتاد مؤديو الراب أن يحصلوا على تصريح اليوم الواحد حتى يتمكنوا من الظهور في الحفلات الغنائية، لكن لم يخضعوا لاختبارات بشكل أو بآخر».

ويرى المستشار القانوني لنقابة المهن الموسيقية، في حديثه لـ«مصر360»، أن ما يحدث تعد أخلاقي وديني في المقام الأول. وحسب وصفه هناك «غزو أخلاقي وديني» بشكل ممنهج. وذلك يلزمه أن يلتزم الجميع بقواعد لا يجب الخروج عنها بأي حال.

النقابة تفتح أبوابها للجميع، وليس هناك تحيز ضد فن معين، ولكن لا يمكن السكوت عن أية محاولات تمس القواعد الأخلاقية والمجتمعية، كما يقول عامر.

لا يظهر من المعركة المستمرة بين شاكر والمهرجان أي أفق لحلول قريبة، في ظل التمسك بالشعارات ذاتها، لكنها من المؤكد لن تقضي على ظاهرة المهرجان، بعد تجاوزها مساحتها الجغرافية التي نشأت فيها، واتساع دائرة معجبيها غلى الحد الذي يجعل رجال أعمال وشخصيات عامة تراها معركة “حرية تعبير”.

 

اقرأ أيضا:

الغناء بأمر هاني شاكر

النيوليبرالية تضعف النقيب في معارك المهرجانات

لماذا لا يتأثر مطربو المهرجانات بالمنع؟