أعلنت حملة الدفاع عن الباحث بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، باتريك جورج زكي. عن حصوله على جائزة “ماريا جراتسيا كوتولي”، والتي تمنحها صحيفة كوريري ديلا سيرا الإيطالية، وذلك للأعمال الصحفية في مناطق الأزمات.

وأقيم حفل تسليم الجائزة، أمس الجمعة. وتسلمها نيابة عن باتريك صديق دراسته وأستاذته في الجامعة.

وقالت الحملة، في بيان: “نحن فخورون بباتريك ومستمرون في المطالبة بالإفراج الفوري عنه”.

جائزة كوتولي

تُمنح جائزة كوتولي العالمية للصحافة، التي تعتبر واحدة من أهم عشر جوائز في إيطاليا. عن ثلاث فئات. هي الصحافة الأجنبية، الصحافة الإيطالية. وجائزة الصحفي الناشئ من صقلية.

وتهدف الجائزة، التي أُسست عام 2005، تحت رعاية الرئيس الإيطالي. إلى تكريم ذكرى الصحفية الإيطالية في الجريدة، التي قتلت في انفجار في أفغانستان عام 2001، على الطريق بين كابول وجلال آباد.

جائزة كوتولي ذهبت إلى باتريك على مقاله المنشور عام 2019 في موقع “درج” تحت عنوان “تهجير وقتل وتضييق: حصيلة أسبوع في يوميات أقباط مصر”، حكى فيه “أسبوعًا في حياته كمسيحي مصري يتلقى أخبارًا تخصّ أوضاع المسيحيين المصريين كشأن خاص وعام في آن واحد”، حسب بيان المبادرة المصرية للحقوق الشخصية التي عمل فيها جورج باحثًا في قضايا النوع الاجتماعي وحقوق الإنسان قبل سفره إلى إيطاليا.

تضامن إيطالي

كانت قوات الأمن قد ألقت القبض على باتريك جورج. الباحث في النوع الاجتماعي وحقوق الإنسان بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، في 7 فبراير 2020. فور وصوله إلى مصر قادمًا من دراسة الماجستير في إيطاليا، ومنذ ذلك الحين وهو رهن الحبس الاحتياطي على ذمة اتهامه بنشر أخبار كاذبة.

وعقب احتجاز باتريك، أعلنت أكثر من 50 مدينة إيطالية مختلفة منحه الجنسية الشرفية. مع المطالبة بالإفراج الفوري عنه في حملة سميت “100 مدينة مع باتريك”. أطلقتها مجموعة ناشطين للدفاع عن حقوق الإنسان في إيطاليا.

عقب ذلك، صوّت مجلس الشيوخ الإيطالي بالموافقة على اقتراح مقدم من اثنين من أعضائه لمنحه الجنسية الإيطالية بشكل استثنائي.

وجاء القرار بعد توقيع أكثر من 200 ألف مواطن إيطالي على عريضة أُطلقت في فبراير الماضي، بمناسبة مرور عام على احتجاز باتريك، تطالب بمنحه الجنسية الإيطالية ودعمه حتى يحصل على حريته.

تأييد شعبي

في مناسبة عيد التحرير الإيطالي، أُطلق على أحد شوارع روما اسم “باتريك زكي”. وأضافت جامعة بارما عدادًا في مقرها، بقوم بحساب أيام الاعتقال باتريك.

كما قامت مدينة كاليجون بتنظيم وقفة تضامنية تذكيرا بمرور عام على اعتقاله. وقامت بلدية مدينة كالتشي بتكريمه بميداليتها الرسمية لتأكيد دعمها.

كما علقت بلدية باليرمو صورة إبداعية لباتريك على جدرانها في مبادرة لزيادة الوعي بقضايا العديد من نشطاء حقوق الإنسان.

وقام البرنامج الإيطالي الشهير “بروباجندا لايڤ” بتخصيص صف كامل من أماكن حضور الجماهير ليملأه بمجسمات لباتريك. وشارك فلافيو إنسينا، الممثل الإيطالي ومقدم البرامج التلفزيونية ما يحدث لباتريك مع معجبيه ومع العالم.

وخلال افتتاح مهرجان سانريمو، أحد أهم المهرجانات الموسيقية في التاريخ الإيطالي. تم ذكر قضية باتريك زكي، واختتم بيانه بعبارة “ابق قويًا يا باتريك”.

المحاكمة

شهدت أولى جلسات محاكمة باتريك، قرار المستشار محمود عطا رئيس محكمة قسم ثاني المنصورة أمن دولة طوارئ، بالتأجيل إلى جلسة 28 سبتمبر الجاري، وذلك استجابة لطلب محامية المتهم هدى نصر الله، والتي طلبت الاطلاع على أوراق القضية.

وواجهت المحكمة جورج بعدة اتهامات، من بينها نشر أخبار وبيانات كاذبة بشأن اضطهاد الأقباط في مصر، وتهجيرهم إلى الصعيد. وذلك على خلفية مقال منشور عام 2019 في موقع “درج” تحت عنوان “تهجير وقتل وتضييق: حصيلة أسبوع في يوميات أقباط مصر”.

وحكى باتريك في المقال، الذي حاز بسببه الجائزة.  عن أسبوع في حياته كمسيحي مصري يتلقى أخبارًا تخصّ أوضاع المسيحيين المصريين كشأن خاص وعام في آن واحد.

تضامن حقوقي

وفي أعقاب قرار التأجيل، أصدرت عدة منظمات حقوقية. بيانًا تستنكر فيه إحالة باتريك للمحاكمة أمام محكمة استثنائية لا يجوز الطعن على أحكامها، بموجب المادتين 80 (د) و102 مكرر من قانون العقوبات. وهي محكمة استثنائية لا يجوز الطعن على أحكامها.

وقالوا إن السبب الوحيد لحرمانه من حريته منذ القبض عليه في فبراير 2020 هو “ممارسته المشروعة لحرية التعبير عن رأيه دفاعًا عن حقوقه وحقوق كل المصريين، وخاصة الأقباط منهم، في المساواة والمواطنة الكاملة”.

ولفت البيان إلى ما وصفته المنظمات بـ”المفارقة الفجة في صدور قرار محاكمة باتريك الاستثنائية في اليوم التالي مباشرة لإطلاق استراتيجية الدولة لحقوق الإنسان، في احتفالية تحدث فيها رئيس الجمهورية بإسهاب عن حرية الدين والمعتقد وحرية الرأي والتعبير والحق في المساواة”.

ووقعت على البيان كل من المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، مؤسسة حرية الفكر والتعبير، المفوضية المصرية للحقوق والحريات، كوميتي فور جستس، مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، مركز النديم لمناهضة العنف والتعذيب، مبادرة الحرية، الجبهة المصرية لحقوق الإنسان، معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط.