امبارح كان اليوم العالمي للرجال، وبصدفة غريبة فهو أيضا اليوم العالمي للمراحيض، وتقول الأمم المتحدة في بيانها “أن دورات المياه -ونظم الصرف الصحي التي تدعمها- تعاني من نقص التمويل أو سوء الإدارة أو الإهمال في أجزاء كثيرة من العالم، وما يصاحب ذلك من عواقب مدمرة على الصحة والاقتصاد والبيئة، خاصة في المجتمعات الأشد فقراً وتهميشاً” طب والرجالة اللي ربنا كارمهم وعندهم تواليتات أصلا ومش بيعرفوا ينشنوا أصلا على التواليتات.. إيه نظامهم يا أمم؟

بعيدا عن أنها مصادفة غريبة أو أن الأمم المتحدة بتلقح بالعلاقة بين الرجالة والتواليتات، فخليني أتكلم بجد شوية، مش جد قوي يعني، حابة بمناسبة هذا اليوم العالمي للرجال فأود أن أتحدث معكم عنهم، الرجالة مش المراحيض، وأخبركم بأكاذيب الرجالة بيروجوها لنفسهم لحد ما بقت معظم الستات تظنها حقيقة علمية أو صفة سائدة بين الرجال، بينما في الحقيقة هي أكذوبة وصياعة رجالي تُبعد عنهم المسؤولية أو وجع الدماغ على حد تفكيرهم هم يعني..

أول أكذوبة: أنا لا أفهم التلميحات:

تشريحيا، مخ الراجل زي مخ الست تماما.. ف إيه اللي ممكن يخلينا نصدق أنه مش بيفهم التلميحات وبيفهم الكلام المباشر؟ أي كائن عاقل لا يعاني من سكتة دماغية هيعرف يعني إيه تلميح ويصنفه ويلقطه كويس، لكن الرجالة عشان تخلص من تحمل مسؤولية موقف هيقولك “ماخدتش بالي، ما كنتش فاهم قصدك” وطبعا هيرمي عليكي الغلط “ما قولتيش اللي أنتي عايزاه ليه بشكل مباشر من الأول؟”.

الغاية يعني: الرجالة بتفهم التلميح وعارفة المقصد ومدركة للمايند جيمز كله، وبتعرف تتعامل كويس جدا، لأنهم مش بيعانوا من خلل في الناقلات العصبية.. ولا وقت ما بتلمحي لهم بيكونوا بيخصبوا اليورانيوم، ده اللي في الغيبوبة بيحسوا بالناس اللي حواليهم لو كلموهم أو غنوا لهم وبيغير في مؤشراتهم الحيوية.. يبقى الراجل مش هيبقى فاهم تلميحك؟ كداب وبيريح دماغه بدليل لو كلمتيه بشكل مباشر وطلبتي منه يغير اللمبة، اللي هو حددتي المشكلة وطلبتي المساعدة بفعل إزالة اللمبة القديمة بالجديدة وشاورتي له على مكانها هيتنصل برضة من المهمة الواضحة والمباشرة، فأكيد لما تلمحي له في مسألة معينة هينبسط بيكي قوي عشان أديتيه حجة يستهبل بها فلا يقدم مساعدة ولا يتصرف تصرف معين، وطبعا مع الوقت روجوا أن دي صفة فيهم، ودي مش صفة ده تكبير دماغ.

ثاني أكذوبة: ما باعرفش أتعامل مع الأطفال:

من قبل حتى ما يجرب، من قبل ما مراته تبقى حامل أصلا وهو بيدور يغني الأسطوانة: “ما باعرفش أتعامل مع الأطفال” طب جربت يا سيدي؟ طب جرب يمكن تطلع بتعرف زي حزلقوم لما كان ده رأيه في تعلم السواقة، لما سأله سراج بيه إذا كان بيعرف يسوق فقاله “مش عارف مش يمكن لو جربت أطلع باعرف أسوق؟” طب جرب تشيل عيل كدة ولا تهدهده ولا تغير له البفتة مش هاقولك البامبرز، شيله لحد ما أمه اللي بقالها 3 أيام مش عارفة تنام ولا تستريح ولا تخش الحمام، لحد ما تنام لها ساعتين، لأ طبعا يجرب ليه مش يمكن لو جرب يطلع بيعرف فيلبس مسؤولية شيل ابنه؟ هو ما يجربش أسلم، ولا يتعلم ويفضل يصدر لنا صورة إن الراجل مش بيعرف يشيل عيل أهه منها يريح نفسه ويساعد بقية الرجالة زملاؤه الأعزاء.. دي طبعا كدبة من كدباتهم، واللي بتخليهم يقضوا وقتهم زي ما هم عاوزين، بيخلص شغله ويرجع يتغدى ويأنتخ أو ينزل لصحابه، يتحكم في وقته زي ما هو عاوز، وتفضل الأم وقتها مش ملكها خالص خالص ولا حتى وقت الحمام، وده عشان فيه جيل أمهات سابقات عودوا الراجل/ ابنهم أنه ده مش دورهم وهم نفس الأمهات بيزعلوا لما يلاقوا بناتهم أزواجهم مش بيساعدوهم.. الله، إيه يا حاجة؟ ما هو نفس المبدأ والتربية وابنك رايح لبيت بنت صاحبتك وابن صاحبتك متجوز بنتك وكلكم مؤسسات النظام ده اللي عمّال ينزل ميته على أدمغة الجيل الجديد والنظام والتربية دي فرحان بها الرجالة ودايرين بهذه الكذوبة على مسامعنا لحد إن فيه ستات فعلا شايفة الرجالة مش بتعرف تتعامل مع رضيع أو مع طفل.

لأ، بيعرف عادي يعني، هو فقط ما جربش أو جرب ولقى الموضوع متعب فقالك أكمل تمثيلية أني مش عارف اتعامل.. أعرف صديقة عندها بنتين في مرحلة روضة الأطفال، فكرت يوما ما أن تاخد يومين أجازة وتسافر برة القاهرة تفصل شوية من البنات والبيت، لكن طبعا زوجها قالها إنه مش هيقدر يتعامل مع البنات في غيابها، كانت تحدثني وهي تبكي، كانت على وشك الانفجار وقررت تفصل لكن زوجها لم يدعمها وصدر لها الجملة الجميلة بتاعة إنه مش هيقدر يتعامل.. وكأنه يتحدى الإعاقة مثلا أو عنده خلل وظيفي في المخ.

ثالث أكذوبة: الستات نكديين:

“طبعا.. أوماااال؟” بصوت أحمد راتب، لما تكون الست بتطلب منك تعمل حاجة أو تروح مشوار بقى لها شهرين وأنت مكبر دماغك ومكسل عشان هي اللي تعمل ده لوحدها وما تقولكش على حاجة تاني.. فتقوم الست تزعل تقوم انت يا فرفوش يا بديع زمانك يا خفيف الظل تقولها أنها نكدية، الله.. طب ما تشوف إيه سبب النكد؟

تاني نقطة: إحنا كستات لما بنقعد سوا بنعمل إيه؟ قول كدة.. بنرقص ونضحك ونتصور ونتريق ونشغل أغاني ونشكي لبعض برضة بس بنرجع نغلوش بسرعة ونكمل ضحك وهزار، هم بقى بتيملوا إيه لما تقعدوا؟ بتقعدوا على قهوة مكشرين أو بتصرخوا على ماتش كورة أو بتشتكوا لبعض عن شغلكم وحياتكم وستاتكم ومكشرين وشكليم يسد النفس.. طب شوفوا كدة أي فيديوهات لتجمعات ستات أو بنات، وبصوا على شكل الرجالة على القهاوي أو في الأفراح.. بصي كدة على جوزك في فرح أخته بيبقى بيعمل إيه..

مين بقى النكدي؟ ومين سبب النكد والزعل؟ فاللي بيعمله الرجالة أنه بيروج للأكذوبة دي عشان الستات تسكت وما تحسسوش بتقصير أو تشتكي لو زعلها في حاجة، لأنها يا عيني بقت مرعوبة من الكلمة دي “انتي نكدية” فتفضل تسكت عشان ما يتقالش عليها كدة وتتوصم بهذه الصفة اللي هو أصلا سببها وممكن بهذا السبب يروح يتجوز عليها، أنا اعرف واحدة صديقة كانت مرحة جدا ومش بتعرف تتخانق وأي حاجة مزعلاها تيجي تقولها لجوزها تقعد تضحك وتقلب الكلام بهزار وتكلمه بشكل لطيف وفي الأخر اتجوز عليها برضة.

فما تخلوش الرجالة تحسسكم أنكم نكديين، إحنا دراماتيكين آه لكن مش نكديين.

رابع أكذوبة: لما أكون ساكت ما تسألنيش ما لك عشان دي لحظات عمق وأنا راجل حكيم وكدة:

كداب.. ولا عايز يفصل ولا حاجة، طب راقبيه كدة وهو في الحالة دي أول ما تيجي له مكالمة من واحد صاحبه، هتلاقي وشه نور كدة وابتسم وانشكح وبقى يتكلم بطلاقة وعمال يحكي وهياخد التليفون ويروح حتة بعيدة عنك وأول ما يخلص المكالمة هتلاقيه وشه رجع بلاستيك زي الأول، الله.. طب ما المكنة شغالة أهه وبتطلع قماش ولا حضرته أصلا مش عاوز يكلمني أنا تحديدا؟ عشان نبقى عارفين بس ونقدر نساعد بع، بلاش الكدب ده عيب.. انتوا رجالة كبار، واجهوا أموركم صح، وحددوا أنتوا عاوزين إيه بصراحة بدون تزييف أو تكشير.. خليك دوغري كدة ما دام بتكره التلميحات أو يا عيني ما بتفهمهاش أصلا كما تدعي، فحاول تكون باشر وتقول إنك مش عايز تتواصل معايا أنا تحديدا مش حكاية إنك محتاج تفصل وتقعد مع نفسك وجو النصب بتاع الرجال من المريخ ده.