ينتظر جميع عشاق الساحرة المستديرة، مساء اليوم الإثنين، بفارغ الصبر، حفل جوائز الكرة الذهبية للكشف عن أفضل لاعب في العالم لعام 2021. والتي تنظمها مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية بشكل سنوي في عاصمة النور باريس. وذلك منذ إطلاق أول نسخة عام 1956 لأفضل لاعب بالعالم قبل أن يتم استحداث بعض الجوائز الأخرى في السنوات الأخيرة.
وكان العام الماضي هو الوحيد الذي لم يشهد إقامة حفل الكرة الذهبية، حيث قررت المجلة الفرنسية إلغائه بسبب تداعيات فيروس كورونا. بالإضافة لعامل عدم التكافؤ بين جميع المتنافسين نظرًا لإلغاء بعض الدوريات الأوروبية بالعام نفسه. وسيقام الحفل الليلة بمسرح شاتليه الشهير بباريس.
30 مرشحًا بينهما ثنائي عربي
كشفت مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية، يوم 8 أكتوبر الماضي، عن أسماء 30 لاعبًا. مرشحين للحصول على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم 2021، وضمت النجم المصري محمد صلاح هداف ليفربول. والجزائري رياض محرز نجم مانشستر سيتي، إلى جانب سلسلة من أبرز نجوم كرة القدم حول العالم. أبرزهم البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي والفرنسي كيليان مبابي والبرازيلي نيمار دا سيلفا.
كما ضمت القائمة الفرنسيين نجولو كانتي وكريم بنزيما والنرويجي إيرلينج هالاند والإيطاليين ليوناردو بونوتشي وجورجيو كيليني وجيانلويجي دوناروما وجورجينيو ونيكولو باريلا، والإنجليزيين ماسون مونت وهاري كين ورحيم سترلينج وفيل فودين، والبولندي روبرت ليفاندوفسكي.
البرتغالي برونو فيرنانديز من بين المرشحين أيضا بجانب مواطنه روبين دياز، بالإضافة إلى الإسبانيين بيدري وسيزار أزبيليكويتا وجيرارد مورينو والكرواتي لوكا مودريتش، والبلجيكيين كيفين دي بروين وروميلو لوكاكو والأرجنتيني لاوتارو مارتينيز والدنماركي سيمون كايير، والأوروجواياني لويس سواريز.
كيف يتم اختيار الفائز بالكرة الذهبية؟
يتم تجميع القائمة الأولية المكونة من 30 اسمًا من قبل 10 من أعضاء فريق التحرير في مجلة “فرانس فوتبول”، قبل تشكيل لجنة تحكيم من 173 صحفيًا من أعضاء الاتحاد الدولي للصحفيين من مجموعة متنوعة من الدول للتصويت للاعبين.
ويختار كل صحفي 5 لاعبين، يحصل الأول منهم على 6 نقاط، والثاني على 4 نقاط، والثالث على 3 نقاط، والرابع على نقطتين، والخامس على نقطة واحدة، ليتم حساب إجمالي النقاط لكل لاعب وإضافتها، ويفوز اللاعب صاحب أعلى عدد من النقاط على الجائزة.
وفي حالة تساوي لاعبين أو أكثر في الصدارة، يتم تحديد الفائز عن طريق عدد مرات اختياره في المركز الأول، وإذا ظل التعادل قائما، يتم النظر لعدد مرات اختياره في المركز الثاني، ثم الثالث، وإذا استمر التعادل يتم تنظيم اقتراع جديد لتحديد الفائز، وفي حالة استمر التعادل أيضا يقوم مدير تحرير “فرانس فوتبول”، بصفته رئيس لجنة التحكيم، باتخاذ القرار النهائي.
قيمة الجائزة ماديًا
تعتبر جائزة الكرة الذهبية “بالون دور” هي أكثر الجوائز قيمة في عالم كرة القدم العالمية على الصعيد المعنوي وليس المادي، رغم أنه لا تتاح الكثير من المعلومات عن المقابل المادي للجائزة الفرنسية، لكن على الأرجح فإن المجلة لا تقدم أي أموال للاعب الذي يفوز بالجائزة، لكن قيمة الكرة الذهبية نفسها تبلغ نحو 3500 دولار أمريكي.
وأعدت صحيفة “آس” الإسبانية تقريرًا خلال وقت سابق، وقالت إن ارتفاع الكرة الذهبية يبلغ 31 سنتيمترًا وعرضها 23، ويقدر وزنها بـ7.2 كجم، وتزين بطبقتين من النحاس الأصفر وتحتوي من الداخل على مادة تشبه الشمع، وبعيداً عن ذلك فإن التتويج بالكرة الذهبية يزيد من القيمة السوقية للاعب الحاصل عليها.
كشفت صحيفة “لوباريزيان” الفرنسية في تقرير سابق أن نيمار دا سيلفا نجم باريس سان جيرمان، اشترط في عقده على جني 3 ملايين يورو عن كل مرة يحصل فيها على الكرة الذهبية، وجاء هذا المبلغ كون اللاعب المتوج بالكرة الذهبية يرفع من القيمة الإعلانية والسوقية لناديه في كافة المحافل التي يشارك فيها.
أما صحيفة “دير شبيجيل” الألمانية كشفت كذلك في وقت سابق أن كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد وقتها، وقع عقدًا بقيمة 162 مليون يورو مع شركة “نايكي” للملابس الرياضية، نص على حصوله على 4 ملايين يورو عن كل مرة يتوج فيها بجائزة الأفضل في العالم وتحديداً إحدى جائزتي الكرة الذهبية أو “ذا بيست”.
ونفس الأمر ينطبق على برونو فيرنانديز لاعب مانشستر يونايتد، الذي ينص عقده مع الشياطين الحمر على حصول ناديه السابق سبورتنج لشبونة على 5 ملايين يورو حال فوزه بالكرة الذهبية، وحين فاز الكرواتي لوكا مودريتش في عام 2019 بالجائزة منحته إدارة نادي ريال مدريد 1.2 مليون دولار أمريكي تكريمًا له.
وحصل ليونيل ميسي على نفس المبلغ من إدارة برشلونة عن كل مرة فاز خلالها بالجائزة من 2013 إلى 2021، أي في 2015 و2019، وكذا رونالدو أثناء تواجده في ريال مدريد، كيليان مبابي طالب إدارة نادي باريس سان جيرمان بالحصول على أعلى راتب في النادي حال فاز بالكرة الذهبية.
من يتوج بالبالون دور هذا العام؟
قد يكون الهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي الأوفر حظًا للفوز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في 2021. نظرًا للأرقام التي حققها مع فريقه بايرن ميونيخ الألماني، لكن وجود الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو. ضمن لائحة الثلاثين يجعلهما مرشحين “أبديين” للفوز بهذا اللقب الذي يُعلَن عن هوية الفائز به اليوم الإثنين.
وأدرجت مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية اسم لاعب وسط إيطاليا وتشيلسي الإنجليزي جورجينيو ضمن لائحة المرشحين الثلاثين. بعدما ساهم في قيادة فريقه اللندني للقب دوري أبطال أوروبا ومنتخب بلاده الى لقب كأس أوروبا الصيف المنصرم. إلا أن افتقاده للهالة التي يتمتع بها هدافون مثل ليفاندوفسكي، ميسي ورونالدو أو حتى المرشح الكبير الآخر الفرعون الصغير محمد صلاح، يضعف حظوظه إلا في حالة المفاجأة.
وفي ظل غياب ميسي المنتقل إلى سان جيرمان ورونالدو الذي عاد الى فريقه السابق مان يونايتد. عن منصة التتويج العام الماضي مع فريقيهما السابقين برشلونة ويوفنتوس تواليًا، باستثناء إحرازهما مسابقة الكأس المحلية. فيما فاز البرغوث بكأس كوبا أمريكا لأول مرة في تاريخه هذا العام معززًا حظوظه. فيما يظل باب التنافس على الجائزة المرموقة مفتوحًا أكثر من أي وقت مضى.
تألق صلاح بشكل لافت هذا العام مع الريدز، حيث نافس بشدة على لقب هداف البريميرليج بالموسم المنقضي وخسره بهدف واحد. بعد هاري كين مهاجم توتنهام، لكنه لم يحقق أي بطولات، فيما دعمه مستواه الخارق منذ بداية الموسم الحالي. ويتصدر هدافي الدوري الممتاز الآن حتى نهاية الجولة الـ13 برصيد 11 هدفًا بالتمام والكمال وأحرز أهدافًا خارقة من مهارات خاصة هدفه في مان سيتي ثم واتفورد.
بينما رياض محرز ساهم في قيادة فريقه إلى لقب الدوري الممتاز ونهائي دوري الأبطال. لكنه لا يحصل على مقعد أساسي في تشكيلة بيب جوارديولا بشكل دائم ويحصل على دقائق أقل مقارنة بباقي النجوم السابقين. ولكنه يعد منافسًا جيدًا هذا العام على الأقل على الـ10 نجوم الأوائل في البالون دور.
إلغاء جائزة العام الماضي
وأدى إلغاء الجائزة العام الماضي إلى حرمان ليفاندوفسكي من هذا الشرف، بعد الموسم الرائع الذي قدمه مع بايرن ميونيخ. ليكتفي بنيل لقب الاتحاد الدولي “فيفا” لأفضل لاعب، لكنه سيحظى بفرصة جيدة مرة أخرى لاسيما. بعدما بات أول لاعب في تاريخ الدوري الألماني يسجل 41 هدفًا خلال الموسم. محطمًا الرقم القياسي المسجل باسم “المدفعجي” الراحل جيرد مولر (40 هدفًا موسم 1971-1972).
ورأى زميل ليفاندوفسكي في بايرن توماس مولر أن اللقب “يجب أن يكون الإثنين من نصيب “ليفا”. لاسيما عندما ترى الطريقة التي يلعب بها في الوقت الحالي، في إشارة منه الى تألق البولندي البالغ 33 عامًا. هذا الموسم أيضًا بتسجيله 25 هدفًا في 20 مباراة خاضها مع النادي البافاري في جميع المسابقات.
لكن وجود ميسي كمنافس يشكل دائمًا تهديدًا لأي لاعب كان، لاسيما بعدما ودع برشلونة الموسم الماضي. بتسجيله 30 هدفًا في الدوري وبعدما فك النحس الذي لازمه مع المنتخب الأرجنتيني بقيادة الأخير. إلى لقب كوبا أميركا على حساب الغريم البرازيلي.
ويواجه ليفاندوفسكي وميسي منافسة من رونالدو الطامح باستعادة الجائزة التي أحرزها للمرة الخامسة والأخيرة عام 2017. لكن الفشل الذي حصده مع فريقه السابق يوفنتوس الموسم الماضي إن كان على الصعيد القاري أو المحلي. يضعف من حظوظه في اللحاق بغريمه ميسي.
وبعد موسم رائع مع ريال مدريد فرض زميل رونالدو السابق، الفرنسي المتوهج كريم بنزيما نفسه مرشحًا فوق العادة لنيل الجائزة. أقله بالنسبة لمدربه السابق زين الدين زيدان ومواطنه الهداف السابق تييري هنري أو حتى نجم كرة المضرب الإسباني رافايل نادال.
لكن النجم الفرنسي عوقب هذا الأسبوع بالسجن لمدة عام مع وقف التنفيذ. على خلفية القضية الأخلاقية الخاصة بزميله السابق في المنتخب ماتيو فالبوينا، كما غرم بمبلغ 75 ألف يورو. ما يضعف حظوظه “أخلاقيًا” لنيل الجائزة، وإن كان الدعم الكبير من إدارة ريال مدريد وكل الرعاة والشركات العالمية. التي تقف خلفه قد تدفعه بقوة نحو الجائزة، مثلما حدث عام 2018 مع الكرواتي لوكا مودريتش. رغم وجود نجوم لامعة مثل الدون والبرغوث والفرعون حينها.