يبدو أن محمد أبو تريكة نجم منتخب مصر والأهلي السابق، والمحلل بقنوات “بي إن سبورتس” القطرية حاليًا. بات معتادًا على إثارة الجدل دائمًا والتحدث في قضايا خارج إطاره الكروي والتحليلي الحالي لمباريات كرة القدم الأوروبية. فخرج تارة للتحدث عن العنصرية ضد العرب والأفارقة من الإنجليزي والمدربين الأجانب هناك مثل بيب جوارديولا ومعاملته مع الجزائري رياض محرز.
وتارة ينسحب من الاستوديو على الهواء بسبب أزمة طبية لمشجع بأحد المباريات. وأخيرًا انتقاده لدعم المثليين ودعوة نجوم العرب بالبريميرليج للتصدي لتلك الحملات هناك ليجد هجومًا شرسًا من الغرب وصدمة من إدارة قناته ودعم أغلب الجماهير.
أزمة مفتعلة وهجوم بلا داعي
قام أبو تريكة بتوجيه انتقادات لاذعة لرابطة الدوري الإنجليزي الممتاز، بسبب دعم المثليين في الجولتين 13 و14 من المسابقة. وارتداء قادة الفرق شارة تحمل ألوان قوس قزح، وهو ما تسبب في أزمة لا تزال دائرة إلى الآن.
وقال أبو تريكة أثناء وجوده في الاستوديو التحليلي لمباريات الدوري الإنجليزي الأحد الماضي، إن “المثلية الجنسية لا تتوافق مع الإسلام والطبيعة البشرية أيضا”. وأضاف: “المثلية ليست حقًا من حقوق الإنسان، ولكنها في الواقع ضد الإنسانية”. مطالبا اللاعبين المسلمين في الدوري الإنجليزي بمناهضة مظاهر دعم المثلية الجنسية. عن طريق الامتناع عن المشاركة في الجولتين المذكورتين سلفًا.
أمير القلوب كما تلقبه جماهير الأهلي، تحدث عما وصفه بالتأثير السلبي لدعم المثليين على الأطفال والمراهقين العرب. مشيرا إلى أن ابنته سألته عن ألوان قوس قزح أثناء مشاهدتهما لمباراة ليدز يونايتد وبرايتون، وأنه لم يتمكن من الإجابة عليها.
كما وجّه طلبًا من إدارة “بي إن” بأن تكتفي بإذاعة مباريات الجولتين المذكورتين بدون استوديو تحليلي. لتقليل للقطات التي تظهر فيها عناصر دعم المثليين.
هجوم الصحافة الأجنبية على تريكة
تناولت وسائل إعلام غربية ما قاله محلل “بي إن” بشكل سلبي، كما أدانته جماعات حقوقية في إنجلترا. وأبرزها “كيك أوف” لمكافحة التمييز.
وقالت حملة “Fare” المناهضة للتمييز في كرة القدم في بيان رسمي: “من المخيب للآمال أن نرى الأسطورة المصرية محمد أبو تريكة. يتجاهل حملة قوس قزح في البريميرليج ويستخدم المواقف الدينية للقيام بذلك، لقد حصل على مساحة لإنكار حقوق ووجود مجتمع دون اعتراض من بي إن سبورتس”.
وقال المتحدث باسم الدوري الإنجليزي الممتاز في تصريحات نقلها موقع “ذا أثلتيك” الإنجليزي: “نحن بصدق نختلف مع هذا الرأي (ما قاله أبو تريكة). يلتزم الدوري الإنجليزي وأنديته بدعم مجتمع المثلية الجنسية، وإيضاح أن كرة القدم للجميع”.
خوف وتأييد من الجماهير المحبة له
حظي أبو تريكة بدعم عدد من الجماهير العربية، التي اعتبرت أن ما قاله نجم الأهلي السابق يعبر عنهم ويمثل رفضهم لمظاهر دعم المثلية الجنسية. لكن ذلك لم يمنع بعض الجماهير من الاستفسار عن سر التوقيت الذي تحدث فيه النجم الكبير. واستبعدوا فكرة أن تكون تصريحاته بدون هدف سياسي.
ودلل على ذلك بتزامن دعوة أبوتريكة مع التصريحات التي أدلى بها مصدر مقرب من ديفيد بيكهام نجم الكرة الإنجليزية السابق. قال فيها إنه تم تعيينه سفيرًا لمونديال 2022 مقابل 200 مليون دولار وذلك بعدما تلقى تأكيدات من قطر بالسماح بوجود المثليين على أراضيها وعدم التضييق عليهم.
واعتبرت تلك الجماهير أن تصريحات تريكة تأتي لتهدئة الشارع العربي بشكل عام والقطري بشكل خاص. ودللوا على ذلك بأن شبكة “بي إن” التي يعمل بها منذ سنوات طويلة تبث مباريات دعم المثليين في الدوري الإنجليزي. بشكل اعتيادي دون تعليق من النجم المصري السابق.
وتفترض وسائل إعلام غربية أن إقامة كأس العالم في قطر ستكون أمرًا مثيرًا للاهتمام. خاصة في ظل التساؤلات بخصوص الحريات وحقوق المثليين وغيرها من الأمور المشابهة.
صدمة من قنوات بي إن سبورت لتريكة
حتى الآن لم تصدر “بي إن سبورتس” أي بيانات رسمية بخصوص ما صدر من أبو تريكة. والجدل المصاحب لتصريحاته عن دعم المثليين، لكن حسب ما ذكره “ذا أثلتيك” فإن اللقطات التي تحدث فيها النجم الكروي عن معارضة المثلية الجنسية. تجري مراجعتها داخليًا بواسطة القناة التي أكدت أنها “بعيدة كل البعد عن التصريحات التي أدلى بها”.
وقال المتحدث باسم “بي إن” في تصريحات نشرها الموقع المذكور: “بصفتنا مجموعة إعلامية عالمية. فإننا نمثل وندعم الأشخاص والمصالح من كل خلفية ولغة وتراث ثقافي 43 دولة متنوعة بشكل كبير، مثلما نظهر كل يوم”.
من جانبها، أفادت صحيفة “جارديان” الإنجليزية بأن “بي إن سبورتس” وبخت أبو تريكة وعنفته على التصريحات التي أدلى بها. لكن في الوقت ذاته لن يصل الأمر للاستغناء عن خدماته.
يذكر أن “أمير القلوب” يواجه اتهامات بدعمه لجماعة الإخوان المحظورة وتمويل عناصرها. حيث أيدت نيابة النقض المصرية، في وقت سابق من شهر مارس الماضي الحكم الصادر بوضعه على قوائم الإرهاب حتى عام 2023. ما يعني تجميد أمواله وممتلكاته وفقدانه شرط حسن السمعة والسيرة، وإدراج اسمه في قوائم المنع من السفر وترقب الوصول.