لم يعد على كوكبنا مكان في منأى عن الآثار المدمرة لتغير المناخ. لكن البشرية تضع هذه الأزمة في مرتبة متأخرة خلف مصالح اقتصادية وسياسية. في حين تندفع الكرة الأرضية بسرعة هائلة نحو مرحلة ستكون خلالها مكانًا لا يصلح للحياة.

أثبتت القمم الدولية المعنية بالمناخ خلال السنوات الماضية أنها مجرد منتديات كلامية تغيب عنها إرادة حقيقة لمعالجة القضية، استنادًا إلى تهرب بعض الأطراف من مسؤوليتهم. فيما تواصل الدول الصناعية صمَّ آذانها عن تحذير العلماء بأنّ العالم بات على شفا جرفٍ سيبتلع الجميع، دون انتقاء ما بين دول غنية وفقيرة.

للاطلاع على ملف ««أجراس الخطر.. حقائق وتوصيات قبل قمة شرم الشيخ للمناخ COP 27»

 

تصل هذه الآثار إلى مصر التي شهد طقسها خلال السنوات الماضية، تغيرات أثّرت بشكل مباشر في الأمن الغذائي، مع تضرر محاصيل زراعية، أو تعرض مناطق واسعة لسيول لم تعهدها من قبل. فيما تقفز التوقعات إلى المستقبل للتنبؤ بأن مدينة الإسكندرية ربما لن تكون موجودة ذات يوم.

العالم بات على شفا جرفٍ سيبتلع الجميع، دون انتقاء ما بين دول غنية وفقيرة
العالم بات على شفا جرفٍ سيبتلع الجميع، دون انتقاء ما بين دول غنية وفقيرة

وبتتبُّع التصرفات الحكومية حول العالم خلال السنوات الأخيرة، نلاحظ شعورًا بالخطر، لازمته إجراءات، بعضها نتاج أفكار سياسية دعائية، والآخر يفتقد الدعم والمتابعة والحضور التكنولوجي. في خضم صراع حول تحمل المسؤولية تجاه قضية تغير المناخ، طرفاه دول الشمال الصناعي المتقدم، ودول الجنوب النامية، أو المفتقرة إلى التنمية.

لماذا ينبغي أن نهتم؟.. هل نحن مستعدون؟

«أجراس الخطر.. حقائق وتوصيات قبل قمة شرم الشيخ للمناخ COP 27» ملف من مركز التنمية والدعم والإعلام «دام» يطرح سؤالين ذات أبعاد مختلفة، ويقدم إجابات وافية. الأول: لماذا ينبغي أن نهتم بأزمة المناخ؟، والثاني: هل نحن مستعدون؟. وفي المنتصف يجد القارئ قراءة تحليلية عن جوانب الأزمة وتأثيراتها مشفوعة بالأرقام والمؤشرات.

يبدأ الملف بالإجابة عن السؤال الأهم: لماذا فشلت قمة المناخ السادسة والعشرون؟، بالنظر إلى أن كل المقدمات كانت تشير إلى أن المؤتمر الذي انعقد في جلاسجو باسكتلندا في الفترة من 31 أكتوبر -12 نوفمبر الجاري، سيفشل، أو بالأحرى فشل قبل أن يبدأ. كما أن دول العالم تخطط لزيادة إنتاج الوقود الأحفوري بحوالي 190% حتى عام 2040. وهي كمية أكبر بكثير مما يتوافق مع هدف الحفاظ على درجة الحرارة في حدود 1.5 درجة مئوية. ويتوقع أن ترتفع الانبعاثات إلى ذروتها بحلول العام 2025.

بعض الحلول التي لجأت إليها الدول والحكومات تتضمن حملات لزراعة الأشجار
بعض الحلول التي لجأت إليها الدول والحكومات تتضمن حملات لزراعة الأشجار

ثم لا يمكن فصل السياسة عن التغيرات المناخية، وهو ما جاء في ثنايا مقال «التحول المناخي والتغير السياسي». الذي ألقى نظرة تحليلية على نتائج أول تقرير استخباراتي أمريكي عن التغير المناخي 2021 الذي خلص إلى ثلاث نتائج جيوسياسية تتعلق بالمستقبل (2040).

وبعد رصد وتحليل عدة ظواهر، يتضح أن مستقبل الأرض بات رهن أرباح الشركات. ففي حين تصدّر الدول الغنية خطابًا داعيًا إلى الاهتمام بالقضية الخضراء، فإنها في الوقت نفسه تلتفت عن الإجراءات المتفق عليها دوليًا لمعالجة الأزمة.

كما أن بعض الحلول التي لجأت إليها الدول والحكومات تتضمن حملات لزراعة الأشجار. لكن هل تنجح تلك الحملات في الحد من تغير المناخ، خاصة مع الزعم بأن تلك فكرة يمكن استخدامها في الدعاية للحصول على الدعم السياسي. وأن هذا الاستخدام يمكن أن يؤدي إلى كثير من المشكلات، الشيطان -كما يقولون- يكمن في التفاصيل.

للاطلاع على ملف ««أجراس الخطر.. حقائق وتوصيات قبل قمة شرم الشيخ للمناخ COP 27» اضغط هنا

مصر ومستقبل الأزمة

وفي مصر أرسلت تلك الظاهرة إنذارات خلال السنوات الماضية. حين وجد الفلاحون أضرارًا بالمحاصيل الزراعية من دون أن يعرفوا ماذا يقصد العالم بالتغير المناخي. لعل أبرز هذه التداعيات في محاصيل الحبوب وأنواع من الخضراوات والفاكهة، كما حدث لموسم المانجو الأخير.

أما الأكثر خطورة ما نبّه له تقرير “اللجنة الدولية للمناخ” بشأن احتمالات غرق المناطق الساحلية ودلتا النيل نتيجة تأثير التغيرات المناخية. إذ يشير إلى أن 734 كيلو مترًا معرضة للغرق في دلتا النيل بمصر عام 2050. ومن الممكن أن تصل إلى  2660 كيلو مترًا عام 2100).

مصر تضررت من التغيرات المناخية
مصر تضررت من التغيرات المناخية

وبعدما فشلت القمة السادسة والستين قبل أسابيع في تحقيق نتائج بارزة، يطلق هذا الملف أجراس الخطر، استعدادًا للقمة السابعة والعشرين التي تستضيفها مصر العام القادم، لذلك فهو «وجبة مصارحة» كاملة الدسم، مفادها أننا على أبواب الكارثة، وإن لم نتحرك سريعًا؛ فإن الحياة على كوكبنا قد لا تكون آمنة.

للاطلاع على ملف ««أجراس الخطر.. حقائق وتوصيات قبل قمة شرم الشيخ للمناخ COP 27» اضغط هنا