تلقى نادي برشلونة الإسباني صفعة جديدة مساء أمس الأربعاء في دوري أبطال أوروبا. عندما تلقى هزيمة أخرى ثقيلة من بايرن ميونيخ الألماني خارج أرضه في ملعب أليانز أرينا ودون حضور جماهيري. حيث خسر بثلاثية نظيفة في الجولة الختامية من دور المجموعات بالمسابقة العريقة ليودعها من هذه المرحلة. بعدما أنهاها ثالثًا ليتحول للمشاركة في الدوري الأوروبي لأول مرة منذ 20 عامًا.
البارسا مع تشافي مدربه الجديد ونجمه السابق، ذهب لألمانيا على أمل العودة بنقاط التأهل لدور الستة عشر من المسابقة الأعرق أوروبيًا. لكنه فشل في سعيه بشكل ذريع ليخرج من الباب الصغير ويذهب للتنافس في البطولة الأقل “الدوري الأوروبي”.
وذلك بعدما توقف رصيده عند 7 نقاط، في حين صعد البايرن لثمن النهائي في الصدارة بالعلامة الكاملة بواقع 18 نقطة. ثم بنفيكا البرتغالي ثانيًا بدلاً من برشلونة في مفاجأة كبيرة. بعدما رفع نقاطه للرقم 8 إثر الانتصار على دينامو كييف الأوكراني.
معجزة في زمن انتهاء المعجزات
احتاج برشلونة لمعجزة كي يهزم بايرن ميونيخ في عقر داره ويتأهل لدور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا هذا الموسم. ربما لم يكن يحتاج لمعجزة لو كان فريقًا آخر بعناصر أخرى ترتدي ألوان البارسا. ففكرة الفوز على العملاق البافاري في عقر داره ليست مستحيلة، خاصةً إن كانت مباراة حياة أو موت.
المدرب تشافي هيرنانديز أدرك الجانب النظري من الأمر قبل خوض اللقاء. وأطلق تصريحًا شجاعًا أراد به رفع معدل الثقة في نفوس اللاعبين. وإدخال فكرة الفوز في عقولهم خاصةً أن البايرن يخوض اللقاء تحصيل حاصل بعد ضمان التأهل والصدارة. حينما قال أننا سنفوز على بايرن في ملعبه ونحجز مقعد الصعود.
لكن الرياح سارت عكس ما تشتهي سفن تشافي ولم يفلح عمله النفسي مع اللاعبين. ولا يمكن إلقاء اللوم عليه في الخروج من دوري الأبطال، ومن يتحمل هذا الأمر اللاعبين والإدارة. فهؤلاء لا يستحقون من الأساس ارتداء قمصان البارسا، والإدارة فشلت في التدعيم المناسب وتركت نجومًا لامعة ترحل دون تعويض على رأسهم ليونيل ميسي ما سبب هلاك الفريق.
وبعيدًا عن تحديد أسماء من الفريق لا تصلح، فهناك من انتهى عمره الافتراضي في الملعب وقدم كل ما لديه وشبع. وهناك من بات لا يقدر على مجاراة هذا الرتم والنسق في كرة القدم الحديثة لكبر سنه وتراجع مستواه. فالفريق بات هشًا دفاعيًا وهجوميًا ومنهار نفسيًا وظهر ذلك جليًا مع الهدف الأول.
فبدل من نفض الغبار وتجميع القوى والسعي لتسجيل هدفين في أكثر من 45 دقيقة. وهو شيء وارد الحدوث في عالم كرة القدم حتى لو كان منافسك بايرن ميونيخ. انهار الفريق أكثر ولم تكن له ردة فعل واضحة وتلقى الثاني والثالث وضاع في مهب الريح تمامًا.
حاجز نفسي رهيب أمام البافاري
الماضي الأليم للبارسا ضد البايرن كان سببًا واضحًا في انهيار لاعبي البلوجرانا بعد هدف توماس مولر الأول، والفريق أصبح بحاجة لمعجزة أخرى توقظ اللاعبين من سباتهم بدون الدخول في أي نواح فنية.
انتهى زمن المعجزات في برشلونة وأصبح الفريق مجبرًا على خوض منافسات المسابقة الأقل شأنًا في القارة العجوز لأول مرة منذ سنوات عديدة، وللصدفة البحتة يحدث ذلك في أول موسم بدون ليونيل ميسي رجل المعجزات الأول في عالم المستديرة الساحرة.
المشكلة الآن في برشلونة لم تعد منصب المدرب بل اللاعبين، الفريق بحاجة لثورة تغيير دماء شاملة، والآن أدركنا أن كومان وسابقيه لم يكونوا مذنبين أيضًا، المذنب هو من جعل هؤلاء اللاعبين يستمروا في الكامب نو حتى الوقت الراهن.
ضربة مادية وأرقام كارثية
توديع برشلونة لمنافسات دوري أبطال أوروبا يعد ضربة اقتصادية لم تكن منتظرة من جانب إدارة البلوجرانا، التي كانت تبحث عن تحسين وضعها الاقتصادي إلى حد كبير باستخدام عوائد “تشامبيونزليج”، ولكن الآن بعد توديع البطولة يعني أن النادي سيتعرض لتداعيات هائلة في الوقت الذي يعاني فيه النادي إلى الحد الأقصى ماديًا.
برشلونة فقد مبدئيًا ووفقًا لأرقام الموسم الماضي 9.5 مليون يورو نظير التأهل إلى الدور الثاني، وكل فوز في الأدوار المتقدمة يعني أموالًا أكثر، وحسب أرقام الموسم الماضي أيضًا فإن برشلونة حصل على 2.7 مليون يورو نظير كل فوز، و900 ألف يورو مقابل كل تعادل، صحيح أن تلك المبالغ تبدو ضئيلة، لكن بالنظر إلى الوضع الاقتصادي الصعب في البارسا فإن كل يورو كان سيصبح ذا فائدة.
أرقام كارثية: شهدت تلك المباراة وبعد هذه الخسارة المؤلمة والتوديع الحزين لدوري الأبطال في أرقام كارثية للنادي، أهمها أن هذه هي المرة الأولى التي يتم إقصاء برشلونة فيها من دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا منذ 2000-2001، بعدما أتى ثالثًا حينها خلف ميلان وليدز يونايتد، وأخرجهم ليفربول من الدوري الأوروبي بعدها.
فيما يعد هذا هو أقل معدل أهداف أحرزه برشلونة في تاريخ مشاركاته الأوروبية (هدفان) بينما سكنت شباكه 9 أهداف، في ثاني أسوأ رقم بتاريخ النادي أيضًا بعد موسم 1997-1998 (14 هدفًا).
وأصبح توماس مولر هو ثامن لاعب يصل إلى 50 هدفًا في دوري أبطال أوروبا، ليتساوى هكذا مع تييري هنري، وكان هدفه بالأمس هو الثامن في شباك برشلونة خلال 7 مباريات بالتخصص بات أكثر من سجل في مرمى العملاق الكتالوني.
فيما بات سيرجيو بوسكيتس هو رابع أكثر لاعبي برشلونة تمثيلًا للفريق في التاريخ بوصوله لـ650 مباراة بالقميص الكتالوني، وتعد هذه هي المرة الأولى التي يلعب فيها برشلونة في الدوري الأوروبي، حيث كان آخر ظهور كان أمام سيلتيك الاسكتلندي بموسم 2003-2004 تحت المسمى القديم “كأس الاتحاد الأوروبي”.