تسبب خطأ كارثي في مراسم قرعة دور ثمن النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا في إعادتها مرة ثانية بعدها بساعتين في مدينة نيون السويسرية. مساء أمس الإثنين، وبعد إعلان المواجهات بالفعل لدور الـ16 حيث شهدت المراسم الأولى خطأ تقنيًا. أدى لاحتجاج فريقي أتليتكو مدريد ومانشستر يونايتد وطالبا بإعادتها وقد كان في النهاية.

وقال الاتحاد الأوروبي عن ذلك في بيان رسمي، إنه بعد حدوث مشكلة فنية. في برنامج مزود خدمة خارجي يرشد المسؤولين إلى الفرق المؤهلة للعب بعضها البعض. حدث خطأ مادي في قرعة دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا، نتيجة لذلك أعلن عن إلغاء القرعة، وستعاد بالكامل بعدها بساعتين وقد كان.

مفارقة لطيفة لناديي الشكوى

بحسب التقارير الصحفية فإن ناديي أتلتيكو مدريد ومانشستر يونايتد تقدما باحتجاج رسمي على الخطأ الواقع أثناء القرعة. وهو وجود كرة فريق مان يونايتد في الوعاء ذاته الخاص بفياريال الإسباني. وهما اللذان شاركا معا في المجموعة، ووافق الاتحاد الأوروبي على إعادة القرعة بسبب هذا الخطأ. وبعد أن أعلن المواجهات بالفعل لتعاد من جديد وتشهد مواجهات أخرى جديدة تمامًا لم تكن بالحسبان عقب النتيجة الأولية للقرعة الأساسية.

حيث كانت القرعة الأولى قد أوقعت أتليتكو مدريد مع بايرن ميونيخ الألماني في مواجهة ثقيلة للغاية على ممثل العاصمة الإسبانية. أما مانشستر يونايتد فاصطدم بفريق باريس سان جيرمان الفرنسي وهي مواجهة من العيار الثقيل كذلك. ولكن بعد إعادة القرعة كان القدر رحيمًا بهم و أوقعهم في صدام مع بعضهما البعض بشكل نهائي هذه المرة. لتكون من المفارقات اللطيفة في يوم القرعة الغريب.

ضحايا كثر للقرعة الجديدة بعد إعادتها

بعد أن أعيدت القرعة أسفرت نتائجها عن صدامات نارية لم تكن القرعة الأولى قد وضعتها. فخلفت عن ذلك ضحايا كثر من الأندية كانت لديها مواجهات سهلة ثم اصطدمت بواقع مرير بعد الإعادة بمباريات ساخنة وثقيلة للغاية. ولعل أبرزها ناديي ريال مدريد وباريس سان جيرمان، وتحديدًا الملكي الذي كان من المفترض أن يواجه في القرعة الأولى بنفيكا. أما باريس سان جيرمان فكان سيواجه مانشستر يونايتد الذي يعاني هذا الموسم على عكس الريال متصدر ترتيب الدوري الإسباني.

وهي المواجهة التي ستشهد مفاجآت عديدة لعملاق الليجا، أولها عودة القائد التاريخي للريال سيرخيو راموس. لمواجهة فريقه السابق مرة أخرى في البرنابيو وذلك بعد رحيله الصيف الماضي لنادي العاصمة الفرنسية. كما سيعود ليونيل ميسي جلاد الميرينجي لمواجهة خصمه المحبب مع برشلونة سابقًا ولقاء الكلاسيكو الشهير، لكن هذه المرة بألوان البي إس جي.

الخاسرين الثانيين هما ليفربول وإنتر ميلان، حيث حظي الريدز في القرعة الأولى بالمواجهة الأسهل بدور الـ16. فكان يفترض أن يواجه سالزبورج النمساوي، لكنه وقع في مواجهة صعبة أمام إنتر ميلان بطل إيطاليا.

ويعد إنتر من الخاسرين أيضًا، فعلى الرغم من الحالة الفنية الجيدة التي يمر بها أياكس خصمه السابق في القرعة الأولى. لكنه ليس بصعوبة ليفربول الذي يعد من أفضل الفرق في أوروبا في الوقت الراهن.

الخاسر الكبير كذلك هو نادي سبورتينج لشبونة البرتغالي، حيث أوقعته القرعة الثانية في مواجهة صعبة أمام مانشستر سيتي. بطل إنجلترا ووصيف نسخة العام الماضي، وذلك بعدما كان سيواجه يوفنتوس الذي يمر بواحد من أسوأ مواسمه في السنوات الأخيرة.

أندية استفادت من إعادة القرعة بشكل كبير

مع وجود ضحايا كان لابد من وجود رابحون، وبالفعل استفاد نادي بنفيكا البرتغالي كثيرًا من الابتعاد عن ريال مدريد خصمه في القرعة الأولى. ومواجهة أياكس في الجديدة، كما استفاد الفريق الهولندي بالابتعاد عن إنتر الإيطالي خصمه السابق. وتعد تلك المواجهة متزنة بين الفريقين مع ميل الكفة بعض الشيء تجاه الفريق الهولندي، بعد العروض القوية التي قدمها في مرحلة المجموعات.

كما يعد بايرن ميونيخ من أبرز الفرق المرشحة للتتويج باللقب، لكن لا يعني ذلك رغبة العملاق البافاري. في خوض مواجهات ثقيلة مبكرًا كما كان الوضع عليه في القرعة الأولى أمام أتلتيكو مدريد.

ويخوض بايرن المواجهة التي يمكن وصفها بالأسهل هذا الدور أمام ريد بول سالزبورج النمساوي. الذي لا يمكن تصنيفه بين الرابحين أو الخاسرين، خاصة أن قرعته الأولى كانت أمام ليفربول. وبالتالي المواجهتين في غاية الصعوبة.

صاحبا الشكوى أتلتيكو ومانشستر في مأمن بعض الشيء، حيث كان الروخي بلانكوس على موعد مع لقاء ثقيل أمام بايرن ميونيخ. وبالتالي يعد من الرابحين بتفادي المواجهة الأولى أمام البافاري. وعلى الرغم من عراقة مانشستر يونايتد إلا أن تذبذب نتائجه هذا الموسم وفي السنوات الأخيرة بشكل عام. تجعل منه خصم أفضل للأتلتي من مواجهة العملاق البافاري.

كما يعد اليونايتد رابحًا أيضًا بالابتعاد عن باريس سان جيرمان، خصمه في القرعة الأولى. فالفريق الباريسي يملك كتيبة هجومية مدمرة من نيمار وليونيل ميسي وكيليان مبابي، أما أتلتيكو فلا يمر بأفضل أحواله هو الآخر هذا الموسم. وبالتالي ستكون المواجهة متقاربة بين الفريقين.

بنفس المنطق يمكن اعتبار مانشستر سيتي من الرابحين، فعلى الرغم من أن القرعة الأولى لم تكن معقدة بتلك الدرجة بمواجهة فياريال، إلا أن الفريق الإسباني توج بالدوري الأوروبي الموسم الماضي، وأحرج تشيلسي في السوبر الأوروبي، ويملك من الخبرات الأوروبية الذي قد ترهق رجال المدرب بيب جوارديولا، عكس سبورتنج لشبونة الذي يبدو خصمًا في المتناول لبطل إنجلترا.

أخيرًا نادي فياريال الإسباني الذي يعتبر أبرز الرابحين بالابتعاد عن مواجهة مانشستر سيتي، ورغبته الشديدة في التتويج بلقب دوري الأبطال، وعلى الرغم من قوة وتاريخ يوفنتوس خصم الغواصات الصفراء في القرعة الجديدة، إلا أن ضعف نتائج السيدة العجوز هذا الموسم يحفز الفريق الإسباني على تحقيق المفاجأة.