تنتظر جماهير الكرة العربية كلاسيكو شمال إفريقي بكأس العرب، عندما يلتقي المنتخب المصري نظيره التونسي في الخامسة مساءً بتوقيت القاهرة. ويشهد استاد 974 في الدوحة المواجهة المثيرة، في حين يواجه منتخب قطر نظيره الجزائر بالتاسعة مساء اليوم في الدور نفسه. وينتقل المنتصران إلى النهائي يوم السبت المقبل.
وتكتسب المواجهة المصرية التونسية الإثارة والحماس الكروي، لما شهدته في المواجهات السابقة من أحداث وندية شديدة. كما أن أغلب النجوم التونسية تلعب في الدوري المصري؛ مما يجعل المواجهة شبه كتاب مفتوح للفريقين، ما يزيدها تعقيدًا وإثارة.
مشوار مصر بالبطولة وحظوظه أمام تونس
يدخل المنتخب المصري المباراة بعد لقاء دراماتيكي في أحداثه مع المنتخب الأردني السبت الماضي بالدور ربع النهائي. حيث لجأ الحكم للأشواط الإضافية بعدما انتهى الوقت الأصلي بالتعادل 1-1. وحسم الفراعنة اللقاء بتسجيلهم هدفين إضافيين لتصل مصر نصف النهائي على حساب “النشامى”.
وما بدا واضحًا خلال البطولة هو تحوّل أداء الفراعنة في المباريات لحظات الخطر. فالمنتخب المصري أطبق في اللحظات الأخيرة لانتزاع الفوز في مستهل مبارياته مع منتخب لبنان، وخطف النقاط الثلاث بضربة جزاء. وكشف عن أداء عالٍ في مباراة التأهل من دور المجموعات أمام السودان، حين فاز بخماسية نظيفة. كما قارع بندية المنتخب الجزائري ليتصدر مجموعته بعد التعادل معه 1-1.
وفي مباراة ربع النهائي، ورغم التراجع في مستوى اللياقة البدنية، أطبق المنتخب المصري على منافسه الأردني في الشوطين الإضافيين. بعدما شعر مدربه البرتغالي كارلوس كيروش أن نظيره العراقي عدنان حمد يقود اللقاء باتجاه ضربات الترجيح. فأمسك الفراعنة بقرار إدارة المباراة وكان لهم ما أرادوا.
ويحسب لكيروش حسن استخدامه تبديلات اللاعبين، لا سيما في المباراة الأخيرة التي أشرك خلالها محمد شريف وأحمد رفعت. فصنع الأول هدفين وسجل الثاني هدفًا.
ويأمل المنتخب المصري أن يتوج باللقب الثاني له في تاريخ البطولة، بعدما أحرز الفراعنة لقب النسخة السادسة عام 1992 بسوريا. ويعول الفراعنة على نجم الوسط عمرو السولية إلى جانب كل من الحارس محمد الشناوي الذي تسود الشكوك حول مشاركته بسبب الإصابة. وكذلك زملائه أحمد حجازي، وحمدي فتحي، وأيمن أشرف، الذين يعانون الإصابة أيضًا لكن أغلبهم سيكون جاهزًا للمباراة باستثناء أيمن أشرف.
وسيكون للمدرب البرتغالي الأثر البالغ في الإمساك بتفاصيل تلك المباراة تحديدًا، نظرًا لخبرته الواسعة في ظل الغيابات المحتملة للفراعنة. كذلك وسط مخاوف كانت متواجدة من إقصاء 4 من أبرز لاعبيه عن المباراة النهائية بفعل تلقيهم البطاقات الصفراء. واللاعبون هم: محمد شريف، ومصطفى فتحي، وعمرو السولية، وأحمد فتوح. لكن لائحة البطولة قررت مسح تلك البطاقات في النهائي برعاية الفيفا ليزول ذلك الخطر.
طريق نسور قرطاج بعد بطولة شاقة
في المقابل، يشهد معسكر المنتخب التونسي ارتياحًا بجاهزية جميع لاعبيه، على رأسهم هداف البطولة حتى الآن سيف الدين الجزيري. الذي يملك في رصيده أربعة أهداف من أصل 8 سجلها نسور قرطاج.
وسيكون الجزيري على موعد مع لقاء زملائه في فريق الزمالك المصري، حين يلتقيهم اليوم حاملًا آمال بلاده للوصول إلى النهائي لإحراز اللقب الثاني، والغائب منذ عام 1963.
ومنذ بداية كأس العرب، كان الجزيري واضحًا حين قال: “أريد إنهاء البطولة على رأس الهدافين، لأنني سجّلت ثنائية بأول لقاء. وأطمح للأفضل في المباريات المقبلة”. ويعلم الجزيري أن المباراة لن تكون سهلة، لكنه كان قد أعرب سابقًا عن أمله في مواجهة جارته الجزائر في النهائي.
وما يرفع آمال التفاؤل عند المعسكر التونسي هو انضمام اللاعب المحترف في صفوف فريق روبين كازان، منتصر الطالبي، الذي وصل من روسيا للانضمام إلى صفوف المنتخب في قطر. الأمر الذي كان محل ترحيب واسع في الصحافة التونسية الرياضية أمس الثلاثاء.
وقال الطالبي لقناة قرطاج التونسية إنه مستعد لخوض اللقاء أمام مصر، بعد أن خاض الحصة التدريبية الأولى له مع نسور قرطاج. وأكد أنه وزملاءه سيقدمون كل ما لديهم أمام الفراعنة.
وتعرض المنتخب التونسي لهزيمة خلال مشواره في البطولة، خلال دور المجموعات أمام سوريا بهدف دون رد. لكنه فاز بالنتيجة نفسها أمام الإمارات وسحق المنتخب الموريتاني بخماسية. قبل أن يقدم أفضل عروضه بدور ربع النهائي أمام سلطنة عمان ويفوز بنتيجة 2-1. وقال المدرب التونسي منذر الكبير عقب الفوز على عمان إن منتخب بلاده استفاد كثيرًا من الهزيمة أمام سوريا.
ثنائيات كثيرة ومفارقات طريفة
تشهد مباراة مصر وتونس ثلاث ثنائيات محتملة بين زملاء الفريق الواحد. سيتنافسون على حصد بطاقة المباراة النهائية للبطولة العائدة بعد غياب تسع سنوات، في مفارقة طريفة ببطولة العرب، نستعرضها في الآتي:
نجوم الأهلي
معلول وتوفيق: تعافى ظهير أيسر تونس علي معلول من إصابة أبعدته عن معظم مواجهات البطولة. ليواجه زميله في الأهلي المصري الظهير الأيمن أكرم توفيق. حيث يتوقع أن تكون المواجهة لافتة بين لاعبي القلعة الحمراء على الجبهة اليسرى.
معلول (31 عامًا) انضم إلى النادي القاهري في 2016 وأحرز معه لقب الدوري المحلي أربع مرات ودوري أبطال إفريقيا مرتين. ليصبح من ركائز الجبهة اليسرى ومن بين الأفضل قارياً بهذا المركز. وكانت مواجهته الأولى أمام مصر عام 2014، في ذهاب تصفيات كأس أمم إفريقيا وخرج فائزاً بهدف.
أما توفيق (24 عاماً) فيحاول أن يكون البديل الأفضل للمخضرم أحمد فتحي الذي هيمن على الظهير الأيمن لدى الفراعنة لسنوات. وفضلاً عن مواجهة توفيق، يتعين على معلول مواجهة زملائه الآخرين في الأهلي. على غرار الحارس محمد الشناوي وحمدي فتحي وعمرو السولية ومحمد مجدي “أفشة” ومحمد شريف.
مواجهة زملكاوية
المثلوثي وفتوح: عاد الظهير الأيمن حمزة المثلوثي إلى تدريبات نسور قرطاج بعد غيابه لإصابته بفيروس كورونا بداية البطولة. وفي حال مشاركته أساسيًا قد يتواجه الظهير الأيسر أحمد فتوح زميله في نادي الزمالك. كما يتبارز المثلوثي مع لاعبي الزمالك الآخرين مثل مصطفى فتحي وأحمد سيد زيزو.
وحمل المثلوثي (29 عامًا) ألوان البنزرتي والصفاقسي في تونس قبل أن يشد الرحال نحو الدوري المصري في 2020. فيما يأمل فتوح (23 عامًا) في إقناع المدرب البرتغالي كارلوس كيروش للحصول على موقع ثابت في التشكيلة قبل محطتين هامتين في كأس إفريقيا ثم مونديال 2022 بحال تأهل الفراعنة.
الجزيري والونش: في مواجهة نادرة بين أصدقاء القلعة البيضاء. يستعد مهاجم تونس سيف الدين الجزيري متصدر ترتيب هدافي البطولة (4)، لمقارعة زميله في الزمالك محمود حمدي الونش. بعد بداية متقلبة مع الأفريقي وعدة إعارات، وجد الجزيري (28 عامًا) نفسه في صفوف الزمالك ثم ضمن تشكيلة مدرب تونس منذر الكبيّر. وفرض نفسه بين نجوم كأس العرب الحالية بتصدره ترتيب الهدافين (4) بينها هدف جميل بالكعب.
وهذه المرة يتعين عليه مواجهة زميله في الزمالك محمود حمدي الونش (26 عامًا). بعد أن فرض الأخير نفسه في قلب دفاع المنتخب المصري بصلابته وذكائه. علمًا بأن شباك منتخب مصر لم تهتز سوى مرتين في أربع مباريات. فيما نجح الونش بالتسجيل خلال الفوز الكبير على السودان بخماسية في الدور الأول.
كما تشهد المواجهة مبارزة من العيار الثقيل في خط الوسط بين التونسي فرجاني ساسي لاعب الزمالك السابق لثلاثة مواسم والدحيل القطري الحالي مع قائد مصر عمرو السولية. فيما يعرف لاعب وسط تونس فخر الدين بن يوسف لاعبي الدوري المصري جيدًا لاحترافه مع نادي بيراميدز راهنًا وقبلها الإسماعيلي.
تاريخ مواجهات متقارب وفأل حسن للفراعنة
تاريخ المواجهات بين منتخبي مصر وتونس حافل ومليء بالأحداث. حيث التقي المنتخبان في 40 مناسبة، نجح المنتخب المصري في تحقيق الفوز على تونس في 13 مباراة منذ المواجهة الأولى عام 1960. وحتى الفوز الأخير بنوفمبر 2018 بتصفيات أمم أفريقيا والذي جاء بعد 16 عامًا من آخر فوز للفراعنة على نسور قرطاج.
المنتخب التونسي نجح في التفوق على مصر في 16 مباراة تاريخيًا، منها 6 مباريات ودية تجريبية. بالإضافة إلى 10 انتصارات فقط رسمية، وسيطر التعادل على 11 مواجهة.
أما على المستوى الرسمي فيتفوق نسور قرطاج بفارق ضئيل عن الفراعنة. حيث فازت مصر على تونس 8 مرات في بطولات رسمية سواء في كأس الأمم الأفريقية أو تصفياتها، أو التصفيات الأوليمبية، أو تصفيات كأس العالم، أو البطولة العربية القديمة بفارق مباراتين فقط عن تونس.
وحملت آخر مواجهة بين منتخب مصر ونظيره التونسي ذكرى جيدة للفراعنة. حين فازوا على نسور قرطاج بنتيجة 3-1 في 16 نوفمبر 2018 في إطار تصفيات كأس أفريقيا 2019.