(2021)

مع نهاية كل عام تنشط الصحف ووسائل الإعلام (والكائن الإنساني العاقل بشكل عام) في تأمل العام الموشك على الرحيل وترقب العام الجديد، تحب الصحف عنوان “حصاد العام”، ويحب الناس كلمة “الحصاد”، وباعتباري واحد من الكائنات العاقلة، فقد اعتدت على وقفة مراجعة وتأمل في نهايات الأعوام، وأتذكر جيدًا أن هذه “العلة” بدأت في ليلة عيد ميلادي الخامس والعشرين.

كانت لحظة فارقة أصابتني فيها صدمة اكتمال ربع قرن من العمر دون أن أحقق مجدًا أو إنجازًا يشبع الذات الشابة ويرضي طموحها الحالم، وأعتقد أن أرشيف مقالاتي يتضمن العديد من المقالات عن لحظة “التحول الزمني” أو ما يمكن تسميته “مفصل السنوات”، وأقصد اللحظة التي تلتقي فيها النهاية مع البداية.. التي يلتقي فيها رحيل عام قديم بقدوم عام جديد.. اللحظة التي يحضر فيها الندم على ما فات إلى جوار التمني بما هو آت. والمؤكد أنني لست وحدي الذي وقفت هذا الموقف في ذكرى ميلاده، أو في رأس السنة، وهما عندي يوم واحد، مما جعل مراجعتي لذاتي قرينة لمراجعتي بأحداث العالم كله من حولي..

من المهم أن أشير إلى توقفي عن الاحتفال بعيد ميلادي أو برأس السنة منذ مطلع التسعينيات عقب مأزق اجتياح الجيش العراقي للكويت وما نتج عنه من كوابيس واقعية للمنطقة كلها، والمهتم سيجد في أرشيف الإنترنت مقالات تحت عنوان “موت الطقوس” تشير إلى تبديل و”تطويل” الاحتفال القديم بالمفصل الزمني، بحيث لم يعد “يومًا”، بل تحول إلى “فترة” للمراجعة والاعتكاف يسميها الأصدقاء القريبون “مود نهاية العام”، لأن أسئلة التحقق والإخفاق تكاثرت وتزاحمت بقوة لمحاولة فرز القديم والتأهب للجديد، على أمل معرفة سر الهزائم والإخفاقات والنكسات التي تتوالى على حياتنا بلا رحمة وبلا مقدرة على صدها..

ومع قيام ثورة يناير سال الزمن، فلم تعد المراجعة تنحصر عند “بوابة العام”، وإنما انزاحت لتشمل العام كله وتسري في أوصال الأيام المتشابهة، لكنني لم أتخلص بعد من وقفة المراجعة والسؤال عن “حصاد” عام كامل من العمر. وبالتالي إذا فكرت في تطبيق الحالة على عام 2021 فلابد من الإجابة عن أسئلة من نوع:

أهم الأحداث؟.. أهم الشخصيات؟.. أهم الانجازات؟.. أكبر الأخطاء؟… إلخ

أيًا كانت الإجابة (إجابتي أو إجابة كل واحد فيكم) فإنها لن تحتاج إلى عام لنرويها، سيكون لدينا “انطباع” أو “انتقاء” أو “خلاصة”. قد يتفق رأيي مع رأي بعضكم ويختلف مع آخرين، لكننا جميعًا سنفكر ونعبر بنفس الطريقة: طريقة “التكثيف” و”الخلاصة”، والخلاصة بالنسبة لي أن حصاد عام 2021 هو الهراء.. المزيد من الهراء لدولة فقدت عقلها، في عالم فقد عقله، لكن كل مأساة مهما كانت سخافتها، فإنها بكل يقين تصلح كبداية جديدة..

وهذا هو الموضوع الذي أرغب في مناقشته معكم بطريقة غير معتادة في المقالات السياسية..

(2019)

أثناء إقامتي في استانبول زارني وفد من التليفزيون التركي للاتفاق على تصوير فيلم تسجيلي عن رحلتي من الوطن إلى المنفى.. الأسباب والأهداف، وكنت قد عرفت أثناء ترتيب الموعد أن رئيس قسم الوثائقيات الذي يقود الوفد عضو في الحزب الحاكم، لذلك حرصت أثناء النقاش على توضيح موقفي المعارض للرئيس أردوجان (بشخصه وسياساته)، وذلك حتى لا يتطرقوا إلى أي أسئلة أجيب عليها بصراحة توقعهم في الحرج، بعد اللقاء بأيام سافرت خارج استانبول، وتأخر إنتاج الفيلم عدة أسابيع حتى فوجئت باتصال يطلبون مني تحديد قائمة بالأماكن التي أفضل التصوير فيها، واخترت مجموعة من الأماكن الحاضرة في ذاكرتي وتفكيري والمناسبة للموضوع، ومنها: قبر عبد الله النديم، السوق المصري، منطقة جهانجير، وقف عزيز نسين، قصر الخديو على البوسفور، وأي أماكن تستجد حسب الحوار الذي سيتم قبل تصوير المشاهد الخارجية..

تم التصوير في الأماكن كلها ما عدا “وقف عزيز نسين”، وكانت الحجة المعلنة “عدم استخراج تصريح تصوير في الموعد”، لكنني عرفت (بطريقة شخصية) أن مسؤول الوثائقيات (وهو رجل محترم إنسانيًا ومهنيًا) طلب استبعاد بيت نسين، لتجنب أي اعتراض أو غضب من جانب قيادات الحزب الحاكم، الذين لا يحبون تاريخ نسين كمعارض يساري سجنته السلطة لفترات طويلة!

عندما بدأت في كتابة هذا المقال، اكتشفت أنني نسيت تفاصيل اللقاء وأسئلة الحوار، وبذلت مجهودًا كبيرًا لأتذكر المعلومات القليلة التي كتبتها الآن، لقد نسيت كل شيء تقريبًا، واحتفظت فقط بانطباعين رئيسيين:

الانطباع الأول، هو رفض التليفزيون الرسمي للتصوير في بيت الكاتب التركي العظيم لمجرد أنه “معارض شيوعي”!

والانطباع الأهم الذي سكن ذاكرتي وشغل تفكيري وجعلني أتذكر هذه القصة كلها، هو نحت في المرمر يصور “ضفدع حزين” تنساب من فمه المياه في “فسقية حائط” بقصر الخديو المنفي عباس حلمي الثاني. هذا “الضفدع الحزين” سيكون محور التأملات والمراجعات التي أحاول مناقشتها معكم في هذه السلسلة من المقالات..

قبل أن أغلق هذه الفقرة أؤكد على فكرة “الاستخلاص”، فالذاكرة تعصر طنًا من القش لتحتفظ بدرهم من الحلاوة، حسب تعبير عباس محمود العقاد في تمييزه بين الشعر والرواية، فالرواية هي عود القصب كله، بينما الشعر هو العصير فقط. لكن مثال العقاد لا يكفي لتقديم فهم أعمق لفكرة “الخلاصة” كما أرغب في شرحها وبيان تأثيرها في حياتنا وفي الحضارة الإنسانية بشكل عام..

والآن فلنحاول أن نقطع الرحلة الطويلة معًا خطوة بخطوة، والرحلة تقتضي أن نتعامل مع الطريق (المقالات) بانتباه، وأمان، ومتعة، وتركيز بعيد على الهدف، وأقول “بعيد” لأننا لن نصل إلى الهدف بقفزة واحدة، لكن عبر خطوات واستراحات ودردشات لا تلتزم بموضوع واحد، وهذا جزء من تحضيرات الرحلة الناحجة ورفقة الطريق الجيدة..

هيا بنا نبدأ السير على الطريق، خطوة.. خطوة..

(1)

كتب الروائي الألماني باتريك زوسكيند رواية معقدة ومشوقة عن طفل سِفاح ولد بلا رائحة لجسده، وتربى في ملجأ للأيتام بعد إعدام أمه، واكتشف منذ طفولته أنه يتمتع بحاسة شم قوية أدت فيما بعد إلى ارتكابه 26 جريمة قتل، لم تكن أي واحدة فيها بغرض السرقة أو الجنس أو أي غرض مادي آخر، كانت بدوافع فكرية وعلمية تستهدف استخلاص عطر خاص من أجساد العذراوات يسحر به الناس ويسيطر عليهم، ربما لمعالجة إحساسه بالدمامة والنقص وتجاهل الناس له، وربما لإشباع إحساسه بالتفوق ورغبته في أن يصير حاكمًا ومتحكمًا (ديكتاتورًا أو معبودًا أو شيئًا آخر لا يعرفه)

في تقديمه لبطل الرواية كتب زوسكيند: هذه قصة رجل عبقري وشنيع عاش في فرنسا خلال القرن الثامن عشر. وهو قرن عاصف تعددت فيه مثل هذه الشخصيات البشعة.. (يمكن تطبيق الوصف على كل عصور وفترات الانحطاط والتقلبات)

هذا الرجل اسمه: جان باتيست جرنوي (jean Baptiste Grenuille) ويبدو أن اسمه اليوم قد راح في النسيان، على عكس حقراء آخرين أكثر شهرة من أمثال: “دي ساد” و”فوشيه” و”سان جوست” و”بونابرت”.. (وهنا أيضًا وفي كل سلسة المقالات يمكن تطبيق الوصف على كل الشخصيات وخاصة الضفادع)

إنهم (وأمثالهم) كفّار بالأخلاق والإنسانية، لكن الفرق أن جرائم جرنوي كانت محصورة في مساحة أضيق، لا تؤهلها للصمود أمام النسيان، ولا تسمح لها بالبقاء طويلاً في التاريخ، فهي (كالعطر) تؤثر في وقتها وتلفت الأنظار بقوة في بدايتها، ثم تضيع مع الوقت في ملكوت الروائح الزائلة..

الضفدع الحزين في هذه الرواية هو القاتل والقتيل معًا، هو جرينوي نفسه، وأعتقد أن زوسكيند شحن الاسم برمزيات مركبة تضيف أبعادًا فلسفية ودينية فضفاضة لروايته، بحيث لا ينحصر جرينوي في شخصه كفرد، ولكن كاستخلاص ومعنى ورائحة تدل على شيء كان موجودًا ولم يتبق منه إلا هذا “الاستخلاص”، فـ”جان باتيست” تعني “يوحنا المعمدان” وبالنسبة للمسلمين “النبي يحيى”، ورمزية حياة وموت هذا النبي تتحمل دلالات وتفسيرات أكبر بكثير من مجرد اختزال حياته في مشهد غواية سالومي الشهير، والذي أدى إلى قطع رأس النبي كثمن للغواية، أما كلمة “جرينوي” فتعني بالفرنسية “الضفدع” والاسم يعبر عن رمزية عميقة تمزج بين الأرض والماء، بين الوضاعة الشعور الباطني بالتفوق، بين الخنوع وقوة الإرادة، بين الانكماش والقفز المفاجيء.. إلى آخر المتناقضات التي تتضمنها أساطير الضفدع في الثقافات البشرية المتنوعة..

(2)

لا تخلو ثقافات العالم المختلفة من حكاية عن الضفدع، فهو محتقر ومستهجن إلى حد “القرف” و”الشيطنة” حيث تجسد فيه الشيطان لإغواء حواء بقصة التفاحة، وهو مبارك ومصدر شفاء وصاحب قدرات عجيبة لدرجة تصويره كإله، فهو الإلهة “حيكيت” ربة الخصوبة عند المصريين القدماء، وهو قرين الجنس والحب القريب من أفروديت وفينوس، وفي ميثيولوجيا الإجدود في أون يتم تصوير الآلهة الثمانية التي خلقت العالم في صورة ضفدع، وفي العصر الحديث تجسد الضفدع في شخصية الرئيس الأمريكي ترامب، فقد انتشرت سطوة الضفدع بين أنصار اليمين المتطرف حتى أسس له المعجبون مملكة خاصة أطلقوا عليها اسم “كيكيستان”، وكلمة “كيكي” مستوحاة من اسم الإله المصري “حيكيت” الذي يظهر في صورة ضفدع أو امرأة برأس ضفدع، والمثير للتأمل أن الهوس بالضفدع عاد في عصرنا الحالي من خلال رسوم الكارتون الساخرة وثقافة “الميمز” التي بدأها رسام أمريكي يدعى “مات فوري”، لكن سرعان ما تحول الاهتمام الساخر إلى مجتمع افتراضي مخيف اتخذ من الضفدع رمزًا وأيديولوجيا وصارت لهم رايات ونشيد وطني، وقد تبنت هذا الاتجاه جماعات يمينية من أنصار دونالد ترامب وحركات العنصريين البيض، وجماعات النازيين الجدد الذين حملوا أفكار الكاتبة النازية الشهيرة “سافيتري ديفي” بهدف إحياء “الهتلرية” وتأسيس تنظيمات سرية تنتصر للحيوانات والنباتات وبقية عناصر الطبيعة “ضد ظلم وجشع ووحشية البشر”، وهذه المشاعر الناقمة على البشر هي أصل الفكرة التي ظلت تختمر في رأس جرينوي (بطل رواية العطر) حتى تحولت إلى “دوافع قتل”، مما جعل بعض النقاد ينظرون إلى جرينوي كرمز لهتلر، ولكل الوحوش البشرية التي سجل زوسكيند أسماء بعضها في مستهل روايته (ساد وفوشيه وجوست ونابليون) كأمثلة لضفادع استغلت أجواء الثورة الفرنسية لممارسة العنف والقتل.

(3)

الضفدع ليس بالضرورة قاتل، لكنه كما أسلفت: قاتل وقتيل، حاكم ومحكوم، سام كالعلجوم المصري وصيدلية دواء كمعظم الأنواع، حتى أن العلماء تمكنوا من استخلاص مضاد حيوي من جلد الضفادع أقوى من البنسلين مائة مرة، بالإضافة إلى مركبات جاهزة لعلاج السكري وأمراض القلب والبثور وعشرات الأمراض، ويتم استخلاص هذه المركبات السحرية القادرة على الشفاء من جلد الضفدع!!

هذه الدراما العجيبة تعيدني إلى صورة “الضفدع الحزين” التي سكنت ذاكرتي منذ رأيتها في قصر الخديو عباس حلمي الثاني على الشاطيء الأسيوي للبوسفور، القصر بسيط في تصميمه ويخلو من تعقيدات العمارة القوطية وزخارفها الغزيرة وتماثيلها الكثيرة، لكنه قصر رائع الجمال، وجماله مستمد من بساطة أسلوب الفن الجديد (الآرت نوفو) الذي اشتهرت به إيطاليا في آواخر عصر النهضة..

كنت مشغولاً بفكرة خلع الحاكم أثناء سفره، حيث تم إبلاغ عباس الثاني بعدم العودة إلى بلاده ليعيش ويموت في المنفى. هذا القرار “البريطاني” أجبر الخديو على البقاء في استانبول واستخدام قصره الصيفي المطل على مضيق البوسفور كبيت للمعيشة المقيمة، برغم انشغالي السياسي بمصير الحاكم المخلوع وإحساسه بالخذلان لعدم دعم العثمانيين والفرنسسين له، إلا أنني انشغلت أكثر بحالة الشجن الغامض التي انتابتني عندما رأيت في قاعة الاستقبال (على يسار المدخل الرئيسي) فسقية جدارية منحوتة في الرخام، على هيئة ضفدع تنساب من فمه المياه في حوض صغير، شعرت بأن الضفدع واجم وحزين، وفكرت وقتها في مقال بعنوان “أسرار الضفدع الحزين” أستعيد من خلاله قصة عباس حلمي الثاني بكل ما فيها من دراما وتحولات، وكل ما فيها من تناقض في التقدير السياسي لمواقفه الوطنية، فهناك من يراه صاحب مواقف سياسية عظيمة تسعى لاستقلال مصر وتحريرها من التبعية المذلة لبريطانيا وغطرسة مندوبها السامي، وهناك من يراه مهادنًا متناقضًا راح ضحية حسابات خاطئة كان يرغب من خلالها في اكتساب ثقة الخليفة العثماني والفرنسيين للحصول على موقف قوي يضغط به على الانجليز، لا لرؤية وطنية واضحة، وإنما بسبب خلافات قديمة بينه وبين اللورد كرومر، لكن مناورته فشلت وجعلته يقبل الابتزاز البريطاني صاغرًا حتى تم التخلص منه لعدم وجود ثقة تكفي لتقديم مساعدات تريد بريطانيا الحصول عليها من مصر أثناء الحرب العالمية الأولى..

لا شك أن تجربة عباس الثاني في الحكم تحتاج إلى “استخلاص نقي” ينقذنا من تضارب التقدير لقراراته ومواقفه من الإنجليز ومع الحركة الوطنية في الداخل، خاصة علاقته بمصطفى كامل والشيخ علي يوسف وآخرين، وهذا ما نعود إليه فيما بعد لأنني أرغب في فك لغز “الضفدع الحزين” وعلاقته بدراما الحاكم المخلوع..

(يتبع)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تعريفات من القرن 18 (تصلح لكل القرون):

* ماركيز دى ساد، هو واحد من أفراد الطبقة الأرستقراطية في فرنسا يدعى دوناتيا ألفونس فرانسوا دى ساد، وكان من أصحاب الفكر الثوري له أفكار وروايات فلسفية متحررة (الأدق متحللة) من الأخلاق، تعتمد على الإباحية بلا قيد وممارسة العنف بتلذذ مريض يصل إلى الاغتصاب والإيذاء، ودافع دي ساد عن ممارسات الفجور والاعتداء باعتبارها وسيلة عقلانية مفيدة لتفريغ الكبت ومكنونات النفس البشرية.

* جوزيف فوشيه، رجل دولة فرنسي عمل كوزير للشرطة لصالح بونابرت منذ كان واحد من الجنرالات الثلاثة الذين يحكمون فرنسا بعد الثورة، وبعد أن صار إمبراطورًا شموليًا، واشتهر فوشيه بالقمع الوحشي للمعارضين، الذي وصل ذروته الدموية في قمع احتجاجات ليون عام 1793.

*سان جوست، هو لويس أنطوان سان جوست الملقب بملاك الموت، تزعم نادي اليعاقبة أثناء فترة الإرهاب في الثورة الفرنسية، كان من أشد المحرضين على قمع المعارضة بالعنف، جمع بين العمل التشريعي والوظيفة العسكرية، وكان يعتبر أي معارض متآمر وخائن يجب إعدامه فورًا، وانتهى مصيره إلى الإعدام السريع على المقصلة بنفس أسلوبه، وبموته انتهت مرحلة الارهاب في يوليو 1794.

* نابليون بونابرت، ضفدع مثير للجدل يحمل بداخله النور والنار معًا.