أسبوع من النشاط المصري المكثف على الصعيد الدبلوماسي، شهد بروزًا لملف سد النهضة، حيث أمّنت القاهرة موقفًا خليجيًا داعما لقضيتها. وهو ما بدا من  تصريحات وبيانات رسمية صادر عن مجلس التعاون الخليجي والسعودية وغيرهما.

موقف مجلس التعاون الخليجي من قضية سد النهضة

أكد مجلس التعاون لدول الخليج العربية أن الأمن المائي لمصر والسودان “جزء لا يتجزأ من الأمن العربي”. وشدد على ضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم لحل قضية سد النهضة.

وأكد المجلس، في بيان ختامي أصدره مساء الثلاثاء عقب قمته الـ42 في الرياض، “أن الأمن المائي لمصر والسودان جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي”. وشدد على “رفضه أي عمل أو إجراء يمس حقوقهما في مياه النيل”.

جانب من الاجتماع المشترك بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ووزير الخارجية المصري في مقر مجلس التعاون الخليجي بالرياض
جانب من الاجتماع المشترك بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ووزير الخارجية المصري في مقر مجلس التعاون الخليجي بالرياض

وجدد المجلس “دعمه ومساندته لكافة المساعي التي من شأنها أن تسهم في حل ملف السد بما يراعي مصالح كافة الأطراف”. وأشار بيان القمة الخليجية في هذا السياق إلى “أهمية استمرار المفاوضات للوصول إلى اتفاق عادل وملزم”.

وزير الخارجية السعودي: ندعم موقف مصر والسودان بملف سد النهضة

كما أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، دعم المملكة لمصر والسودان في ملف سد النهضة. وأكد أن أمن دولتي المصب المائي جزء لا يتجزأ من الأمن المائي العربي.

وثمن بن فرحان، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المصري، مساء الخميس، موقف مصر الرافض لما تتعرض له المملكة من هجمات إرهابية تجاه المناطق المدنية والبنى التحتية من مليشيا الحوثي. وأوضح أنهما تطرقا إلى الدور الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة.

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان

ولفت إلى أنهما تطرقا إلى أهمية تكثيف الجهود لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي. وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، وتعزيز التعاون المشترك لتعزيز مكافحة الإرهاب.

واستقبل سامح شكري، وزير الخارجية، اليوم الخميس، وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بمقر وزارة الخارجية، تمهيدًا لانعقاد اجتماع لجنة المتابعة والتشاور السياسي بين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية.

إثيوبيا تعلن استعدادها للعودة للتفاوض بشأن السد

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبي، دينا مفتي، الخميس، إن بلاده مستعدة للوصول لحل يربح فيه الجميع، مع مصر والسودان.

وأصاف مفتي، في تصريحات للصحفيين، أن إثيوبيا مستعدة للتفاوض بحسن نية لإيجاد حل ودي للنزاع حول سد النهضة.

المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، دينا مفتي
المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، دينا مفتي

وأضاف: “تود إثيوبيا أن تتفاوض دائمًا بحسن نية. ما زلنا مستعدين للتفاوض من أجل نتيجة رابحة. وأؤكد لكم أن إثيوبيا ليست مهتمة بإيذاء أي شخص بما في ذلك المصريون”.

وتابع: “إثيوبيا ليست مهتمة بإيذاء أحد، وليست معنية بإيذاء دول المصب سواء السودان أو مصر. وكل ما نقوله هو أننا نريد الاستفادة من الثروات الطبيعية التي أعطانا الله وهذا ما نقوم به”.

بسبب سد النهضة.. وزير الري يتحدث عن مخاطر لملايين العاملين بالزراعة

استعرض وزير الموارد المائية والرى محمد عبدالعاطى الوضع المائي في مصر. والمشروعات التي تقوم بها الوزارة في مجال تحسين إدارة المياه والتكيف مع التغيرات المناخية. وذلك بندوة عقدت في كلية الزراعة بجامعة القاهرة تحت عنوان “تطوير نظم الرى وتنمية الموارد المائية”.

واستعرض عبدالعاطى الموقف الراهن لمفاوضات سد النهضة الاثيوبى. وأشار إلى ما أبدته مصر من مرونة كبيرة خلال مراحل التفاوض المختلفة لرغبتها في التوصل لاتفاق عادل وملزم فيما يخص ملء وتشغيل السد. وتعمد الجانب الاثيوبي إصدار بيانات مغلوطة وإدارة السد بشكل منفرد. مما تسبب في حدوث أضرار كبيرة على دولتى المصب. وأكد أن أي نقص في المياه سيؤثر على الملايين من العاملين بقطاع الزراعة. مما سيسبب مشاكل اجتماعية وعدم استقرار أمني في المنطقة ويزيد من الهجرة غير الشرعية.

محطة بحر البقر لتحلية المياه
محطة بحر البقر لتحلية المياه

وفرة مائية بدول المنبع

وقال وزير الري إن دول منابع النيل تتمتع بوفرة مائية كبيرة. إذ تصل كمية الأمطار المتساقطة على منابع النيل إلى (1600- 2000) مليار متر مكعب سنويا من المياه. في حين تقدر حصة مصر من مياه النيل بـ55.5 مليار متر مكعب سنويا، بالإضافة لحوالى 1.3 مليار متر مكعب سنويا من مياه الامطار.

وفى المقابل تزيد كمية الأمطار التي تتساقط على إثيوبيا على 900 مليار متر مكعب سنويا. بالإضافة لمياه جوفية متجددة تقدر بـ30 مليار متر مكعب سنوياً، وهى تقع على أعماق قليلة تصل إلى 30 متر فقط. وأشار إلى أنه لا توجد مشكله مياه في دول منابع النيل، ولكن هناك حاجه لتحسين عملية ادارة المياه بهذه الدول.