تصاعدت حدة الجدل المرتبط بفرص إقامة كأس الأمم الأفريقية، بين الحديث عن تأجيلها لأجل غير مسمى. وهو ما يعني إلغائها، بسبب الأزمات المحيطة بالبطولة، وبين تأكيدات بإقامتها في موعدها. وذلك خلال الفترة من 9 يناير المقبل وحتى 6 فبراير 2022 بالكاميرون.

الاتحاد الأفريقي لكرة القدم يصرعلى إقامة البطولة في موعدها المحدد. لكن رغم ذلك ثمة الكثير من الأمور التي تنذر بصعوبة الوفاء بذلك. لاسيما مع تسريبات عن تأجيلها للصيف المقبل أو إلغائها مع الظروف الصحية الحالية لكورونا في العالم، لاسيما بالقارة السمراء.

ورغم كل ذلك، فإن هناك عوامل عديدة تستبعد اللجوء للإلغاء، وتدعم إقامة البطولة القارية في موعدها مطلع العام المقبل بالكاميرون. وهو ما نعرضه في النقاط التالية تفصيلاً:

خسائر اقتصادية فادحة

العامل الأول والأبرز في إقامة البطولة هو الجانب الاقتصادي، باعتبار الخسائر المحتملة لعدم إقامة “الكان” في موعدها. والتي ستكون بالجملة سواء على صعيد الاتفاقيات التي أبرمها الكاف مع الرعاة. أو حتى على صعيد التعويضات المالية المفترض أن تطلبها الكاميرون.

وفي حال إلغاء تلك النسخة من المتوقع أن تطالب الكاميرون بتعويضات مالية بعدما صرفت مبالغ كبيرة على التجهيزات الخاصة بالبطولة. سواء في تحسين الملاعب التي تستضيف المباريات أو فنادق الإقامة وملاعب التدريب.

ويسعى الكاف لإقامة البطولة رغم الظروف الصعبة الحالية، لتفادي تلك الخسائر الضخمة. فيما يعد قرار تأجيلها إلى الصيف المقبل، أشبه بإلغاء البطولة، خاصة أن هناك صعوبات تواجه إقامة المسابقة في الصيف. مع الغموض الذي يحيط بجائحة كورونا ومعدلات الإصابة، وانتهاء الدوريات الأوروبية في ذلك التوقيت. وسعي الأندية لمنح لاعبيها راحة قبل الموسم الجديد الذي سيشهد إقامة بطولة كأس العالم بقطر.

الكاميرون أنفقت ملياري دولار على التجهيزات للبطولة
الكاميرون أنفقت ملياري دولار على التجهيزات للبطولة

ضربة موجعة لرئيس الكاف الجديد

بلا شك سيمثل فشل إقامة بطولة الأمم الأفريقية ضربة موجعة للجنوب أفريقي باتريس موتسيبي رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم. الذي تولى المهمة خلفًا لأحمد أحمد مؤخرًا، وسط تطلعات بالنهوض بالكرة الأفريقية، وتغيير الكثير من الأمور للأفضل في الفترة المقبلة.

لكن عدم إقامة أمم أفريقيا بمثابة سقطة للرئيس الجديد للكاف، مما يؤثر على أسهم موتسيبي داخل الجمعية العمومية للاتحاد القاري. وهو ما سيعمل على تفاديه من خلال إقامة البطولة رغم الظروف المحيطة بها للحفاظ على مكانته كرئيس للكاف بالوقت الحالي.

إيتو يربك حسابات رئيس الفيفا

جاء فوز النجم الكبير صامويل إيتو برئاسة اتحاد الكرة الكاميروني، ليقلب الموازين رأسًا على عقب بشأن بطولة كأس الأمم الأفريقية. في ظل مخاوف السويسري جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي للعبة “فيفا” من الصدام مع أندية أوروبا. التي تتحفظ على ترك لاعبيها للمشاركة في البطولة لوجود ارتباطات كثيرة لديها خلال تلك الفترة، بجانب المخاوف الخاصة بفيروس كورونا.

إيتو بدأ مهمته بدعوة إنفانتينو لزيارة الكاميرون والاجتماع معه، من أجل مناقشة كافة الترتيبات الخاصة بكأس الأمم الأفريقية. وتوضيح الصورة بشكل كامل ومفصل، وإنهاء الأمور المتبقية حتى تخرج البطولة في أفضل صورة ممكنة وبالشكل الذي يليق بالقارة السمراء.

كما يحظى إيتو في ملف إقامة أمم أفريقيا بدعم كبير من المسؤولين بدولة الكاميرون. خاصة بعدما تحملت مبالغ مالية كبيرة في التجهيزات للبطولة، وصلت إلى ملياري دولار تقريبًا، من أجل تجهيز الملاعب وفنادق الإقامة وملاعب التدريب وغيرها من التحضيرات والتجهيزات.

وتدعم الحكومة الكاميرونية، النجم الكبير ورئيس اتحاد الكرة الجديد، في سعيه للتصدي لأي محاولات أو ضغوط لتأجيل أمم أفريقيا. أو حتى نقلها من الكاميرون، وبالفعل تعهد إيتو بتوفير كل ما يساعد على إقامة البطولة في موعدها المحدد.

إنفانتينو
إنفانتينو

إنفانتينو يخشى ثورة إيتو الأفريقية

من المعروف أن إيتو لا يرتبط بعلاقة جيدة مع إنفانتينو الذي لم يدعمه في انتخابات الاتحاد الكاميروني. وبالتالي يمثل شوكة في حلق رئيس الفيفا ومخططاته للكرة الأفريقية.

وتزايدت حدة المخاوف من قدرة إيتو على خلق معارضة أفريقية لإنفانتينو وتدخلاته في شؤون الكرة بالقارة السمراء. خاصة أنه كان نجمًا كبيرًا في كرة القدم ويملك قاعدة كبيرة من المؤيدين داخل الاتحادات الأهلية المختلفة في أفريقيا.

وبالتالي، فإن رئيس الفيفا مطالب بالتوصل إلى صيغة تفاهم مع إيتو والأندية الأوروبية أيضًا بشأن كأس الأمم الأفريقية. لتفادي قيادته جبهة المعارضة له في القارة السمراء، وكلها أسباب تدعم إقامة الكان في موعده واستبعاد إلغائه أو تأجيله تمامًا.