منافسة شبه غائبة لكن مع بقاء الأجواء هادئة في انتخابات الحزب المصري الديمقراطي على مقاعد أمانات المحافظات. هذه الانتخابات التي انطلقت قبل قرابة شهر ويتبقى منها 7 محافظات، يتوقع انتهاء انتخاباتها خلال الأيام الأولى من العام الجديد. وقد أجري الاقتراع في أمانات الحزب بالقاهرة والغربية وقنا وجنوب المنيا وبني سويف وكفر الشيخ والإسماعيلية وسوهاج. فيما تتبقى فعالياته بأمانات أسوان والأقصر والفيوم والمنوفية والجيزة والدقهلية وأسيوط.

المنافسة على رئاسة “المصري الديمقراطي”؟

بحسب مصادر في الحزب المصري الديمقراطي، فإن قائمة رئيس الحزب فريد زهران حسمت الانتخابات التي جرت في 60% من أمانات المحافظات. فيما حسمت قائمة منافسه المحتمل على مقعد الرئيس الدكتور حنا جريس محافظة الغربية فقط. وكلاهما ينتظر إعلان نتائج القاهرة التي حقق فيها “جريس” تقدمًا نسبيًا.

موعد عقد المؤتمر العام للحزب وإعادة انتخاب رئيس الحزب ونوابه لم تحدده بعد لجنة الانتخابات. وكذا أعضاء الهيئة العليا والمكتب السياسي طبقًا للائحة الداخلية. لكن مصادر بالحزب أشارت إلى إجرائها مطلع فبراير المقبل كحد أقصى.

ولم يترشح على مقعد رئيس الحزب إلى الآن سوى حنا جريس ومرشح آخر هو علي حسين. مع تأكيدات من قيادات حالية بالحزب بأن “زهران” يرغب في الاستمرار لدورة جديدة. ولذا فإنه بدأ بالفعل الاستعداد للمؤتمر العام المقبل. وكان ذلك وسط عزوف شخصيات بارزة بالحزب عن اتخاذ هكذا خطوة. وهو أمر يرجعه البعض “لإحباط بعضهم من المناخ السياسي” وإيمان آخرين بالحظوظ العالية لـ”زهران” في الفوز.

يتولى “زهران” رئاسة الحزب المصري الديمقراطي منذ 2016. وذلك بعد حسمه الانتخابات على منصب رئيس الحزب ضد الفقيه الدستوري محمد نور فرحات. ويرجّح انتخاب “زهران” مجددًا -بحسب القيادات الحالية بالحزب- عدم وجود معسكرين سياسيين محسوبين على الكتلة الليبرالية أو الاشتراكية في الحزب. مثلما حدث في الانتخابات الماضية التي شهدت منافسة ساخنة تم حسمها في الأمتار الأخيرة بفارق أصوات ضئيل لصالح “زهران” ونائبه باسم كامل، على حساب نور فرحات وزياد بهاء الدين.

بين الاكتساح والحظوظ المتساوية

المعسكر الحالي المنافس بقيادة حنا جريس يتمسك بحظوظه في صنع معركة انتخابية حقيقية. وهو يبني تفاؤله على رغبة أعضاء كثر في التغيير، وإنهاء حالة الانقسام التي سيطرت على الحزب في السنوات التي قضاها “زهران” على رأس الحزب.

يقول حنا جريس -الذي شغل منصب نائب رئيس الحزب في أوقات سابقة- في تصريحات خاصة لـ”مصر 360″، إنه يمثل “تيار التغيير” في هذه الانتخابات. وهو الخطاب الذي يتبناه في حملته الانتخابية. فيما يلفت إلى أنه يستشعر بأن عجلة التغيير دارت في الحزب المصري الديمقراطي.

“جريس” رفض النظر إلى الانتخابات الجارية حاليًا في أمانات المحافظات، بأنها تعكس انطباعات عن حظوظ أي مرشح. وقد نفى في الوقت ذاته اكتساح قائمة المرشحين المحسوبين على “زهران” لأمانات الجولة الأولى. وأكد أن ما يتردد عن ذلك داخل الحزب هدفه تصدير صورة بالسيطرة وإحباط المنافسين.

قال “جريس” إن فرصه وحظوظه لا تقل عن “زهران”. بينما لفت إلى أنه بدأ التفكير في الترشح لانتخابات المؤتمر العام في يوليو 2020. وذلك بعد اشتعال الاستقطاب بين أنصار “زهران” ومعارضيه لكنه فشل في الحد من الانقسامات.

“مظلة تغيير” في “المصري الديمقراطي”

يشير “جريس” إلى أن الحزب في هذه المرحلة كان يحتاج إلى قيادة من جيل الوسط. لكن وجد عزوفا منهم عن المشاركة لعدم رغبتهم في تحمل مسؤولية قيادة الحزب حاليا. لذا يعتبر نفسه “مظلة تغيير” أو “مدفوعا للترشح من جيل الوسط”.

وتابع: “هدفي الأول لم شمل الحزب من جديد بعد فترة انقسامات واستقطاب تسببت في انسحاب كوادر كالدكتور محمد أبو الغار ونور فرحات وزياد بهاء الدين. وإعادة بناء الحزب من جديد وتطوير قدراته بهدف عودته لمكانته”.

وتطرق “جريس” للحديث بغضب عن المسار السياسي الذي سلكه الحزب مؤخرا. وذلك بالتحالف مع “أحزاب الموالاة”، الإصلاح والتنمية والعدل. مشيرا إلى أن التحالف مع “مستقبل وطن” رغم أنه حافظ للحزب على وجوده البرلماني فإنه من الأسباب الرئيسية التي صنعت “كتلة غاضبة” من طريقة الإدارة الحالية لـ”زهران”.