تستعد الطوائف المسيحية التي تحتفل بالتقويم الغربي للاحتفال بعيد الميلاد المجيد المعروف باسم الكريسماس ليلة الجمعة المقبلة. بينما تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الإنجيلية بقداس الميلاد يوم السادس من يناير المقبل.

من بين الطوائف التي تحتفل بالتقويم الغربي. الكنيسة الأسقفية الإنجليكانية والتي تنتظر ميلاد المسيح بطقس يسمى “الأدفنت” أي زمن الاستعداد لمجيء المسيح. حيث يبدأ فصل الأدفنت في التقويم الكنسي أربعة آحاد قبل عيد الميلاد في الفترة من نهاية نوفمبر أو أول ديسمبر. وينتهي ليلة عيد الميلاد المجيد ولذلك توقيته يختلف من عام إلى آخر. وفقا لما يشرحه القس عماد باسيليوس رئيس مجلس قساوسة الكنيسة الأسقفية.

يوضح باسيليوس أن الكنيسة في هذا التوقيت تصبح بين زمنين فهي تحتفل بذكرى مجيئ المسيح وميلاده وتنتظر بشغف ولهفة وتطلع مجيئه الثاني. لذلك فإن هذه الفترة تحفل بتأملات في مواضيع السماء والقضاء والخلاص الإلهي وتعبر عنها الكنيسة بالترنيمة التالية:

تعال يا عمانوئيل تعال واهدنا السبيل

فالأرض نامت بانتظار مجيء رب الانتصار

ولنبتهج عمانوئيل آت ويفدي كل جيل

تقاليد الكنيسة الأسقفية في زمن الأدفنت

وعن تقاليد الكنيسة الأسقفية في زمن الأدفنت، يقول: “في هذه الفترة نشعل خمسة شموع أيام الآحاد توضع فيما يسمى إكليل الأدفنت. حيث يتمركز التأمل في رمزية النور الذي أتى به المسيح للعالم ومقابله الظلمة وهي متقابلات تتجسد في الشمع. مشيرا إلى أن إكليل الأدفنت أصبح تقليدا مشهورا في الكنيسة الأنجليكانية منذ القرن التاسع عشر. ويجمع إكليل الأدفنت لونين هما الأخضر رمز الحياة والرجاء وسط موات الشتاء والنور رمز النماء والدفء وسط ظلمة فصل الشتاء وطول ليله”.

ويضيف: “يحتوي إكليل الأدفنت على أربعة شموع ثلاثة بنفسجي وواحدة وردي في شكل دائرى حول شمعة بيضاء. ويتم إضاءة شمعة جديدة من كل تلك الشموع يوم الأحد أثناء الصلاة. ويتم إضاءة الشمعة الوردية في الأسبوع الثالث والبيضاء والذهبية في قداس عيد الميلاد الذي تحتفل به الكنيسة الجمعة المقبل أي ليلة الـ25 من ديسمبر”.

أما الكنيسة الأرمينية الكاثوليكية فتحتفل بترانيم عيد الميلاد المجيد. إلا أن أكثر ما يميز هذا العيد. هو اجتماع الأسرة الأرمينية على مائدة إفطار العيد التي تتضمن ديكا روميا كطبق رئيسي تسبقه مقبلات من السجق والبسطرمة والبورك الأرمني. مثلما يوضح المطران كريكور كوسا مطران الأرمن الكاثوليك.

ويستكمل: “بعد هذا العشاء يأتي دور الشوربة الأرمينية الحلوة التي تطبخ بالحليب والمكسرات. وتؤكل في عيد الميلاد رمز إلى النقاوة والطهارة. وتؤكل في ليلة رأس السنة لِتكونَ السنة بيضاء كالثلج دون هموم أو صعوبات أو أحزان”.

يشير مطران الأرمن: “كذلك نصنع كعكة عيد الميلاد والتي يوضع عليها الشموع رمز إلى السيد المسيح نور العالم. وأيضاً بابا نويل الذي يعطي الهدايا للأطفال. بينما تمنح الأسر هداياها لإخوة الرب من رقيقي الحال لأن السعادة الكبرى هي في العطاء لا في الأخذ .”

اختلاف الاحتفال بعيد الميلاد بين الكنائس الغربية والشرقية

يحتفل الأقباط بعيد الميلاد يوم “29 كيهك” حسب التقويم القبطي، وكان هذا اليوم يوافق 25 ديسمبر من كل عام حسب التقويم الروماني، الذي سمي بعد ذلك بالميلادي.

يشرح المطران كريكور: “تحدد عيد ميلاد المسيح فى 25 ديسمبر بحيث يكون ميلاد المسيح في أطول ليلة وأقصر نهار (فلكياً). وبعدها يبدأ النهار في الزيادة والليل في النقصان، لكن في عام 1582م. أيام البابا جريجوري بابا روما لاحظ العلماء أن يوم 25 ديسمبر (عيد الميلاد) ليس في موضعه، أي أنه لا يقع في أطول ليلة وأقصر نهار. بل وجدوا الفرق عشرة أيام، أي يجب تقديم 25 ديسمبر بمقدار عشرة أيام حتى يقع في أطول ليل وأقصر نهار”.

ويؤكد مطران الأرمن: “عرف العلماء أن سبب ذلك هو الخطأ في حساب طول السنة (السنة = دورة كاملة للأرض حول الشمس). إذ كانت السنة في التقويم اليولياني تحسب على أنها 365 يومًا و6 ساعات. ولكن العلماء لاحظوا أن الأرض تكمل دورتها حول الشمس مرة كل 365 يومًا و5 ساعات و48 دقيقة و46 ثانية. أي أقل من طول السنة السابق حسابها بفارق 11 دقيقة و14 ثانية، ومجموع هذا الفرق منذ مجمع نيقية عام 325م حتى عام 1582 كان حوالي عشرة أيام”.

ويتابع: فأمر البابا جريجوري بحذف عشرة أيام من التقويم الميلادى (اليولياني) حتى يقع 25 ديسمبر في موقعه كما كان أيام مجمع نيقية. وسمى هذا التعديل بالتقويم الجريجوري.

تم العمل بهذا التعديل في التاريخ في كل أنحاء أوروبا ولم يجري العمل به في مصر إلا زمن الاحتلال الإنجليزي ثم عادت الكنيسة المصرية لاستخدام التقويم القبطي. الذي يعتبر 7 يناير هو عيد الميلاد ولم تعمل بالتقويم الجريجوري. ومن ثم هناك بعض الكنائس الغربية في مصر تحتفل بالعيد يوم 25 ديسمبر ولكن 7 يناير هو المدرج رسميًا على أجندة الدولة.