لا يزال ملف سد النهضة يراوح مكانه في انتظار استعادة المفاوضات مرة أخرى، في ظل تجديد الولايات المتحدة دعمها لمصر. بينما تكافح حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لاستعادة الأمن داخليًا والحد من التوترات التي تهدد تماسك بلاده.
على مدار الأسبوع المنقضي، تراوحت الأنباء المتعلقة بقضية السد، بين التأكيد على أهمية عودة المفاوضات من أجل التوصل لاتفاق عادل. والحديث عن دور للكنيسة، خاصة مع الامتداد الديني في إثيوبيا، وما يمكن أن تشكله من عملية ضد في الملف.
أمريكا تجدد دعمها لمصر: لابد من اتفاق ملزم بشأن سد النهضة
قال المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي، جيفري فيلتمان، إن واشنطن انزعجت من حرب تيجراي وتوسعها. وطالب الحكومة الإثيوبية العمل مع الأطراف الأخرى لمناقشة الاختلافات في الرأي حول الطاولة وليس في ساحات القتال.
وأشار “فيلتمان”، في مقابلة مع قناة الحرة الأمريكية، إلى “كارثية” الوضع الإنساني في شمال البلاد. مع عدم كفاية إيصال المواد الغذائية، وهو ما رأه يتطلب “وقف الحرب للتأكد من وصول المساعدات، وإيقاف الفظائع ضد المدنيين”
وحول ملف سد النهضة، قال: إن المفاوضات تعطلت لأن التركيز كان منصبًا على المعارك التي تتم في تيجراي. كما أشار إلى أن إنهاء الحرب سيساعد على إعادة إحياء المفاوضات بين الأطراف الثلاثة، مصر والسودان وإثيوبيا. قبل أن يكون هناك ملء جديد للسد في الصيف.
وقال في هذا الصدد: “يجب التوصل لاتفاق ملزم قبل حدوث ذلك”. وعن الموقف الأمريكي في حال حدثت أضرار مائية لدولتي المصب، السودان ومصر. قال إن واشنطن تتفهم المخاوف المصرية والسودانية من السد ومطالب التنمية الإثيوبية. وهي أمور “يمكن التوصل لحلول بشأنها لكن من الصعب ذلك عندما تكون هناك حرب في شمال إثيوبيا”.
وقالت منظمة السلام العالمية، إن إثيوبيا في حال انقسامها تحتاج إلى قيادة قوية ودستور جديد. يوضح حدود الحكومة ويضمن مساواة بين الثقافات المختلفة في إثيوبيا.
وتابعت: على رئيس الوزراء الإثيوبي أن يضع خطة لوقف الصراع الجاري في تيجراي. ويجب أن تتم صياغة دستور جديد لإثيوبيا موحدة يحترم ويصادق عليه 80 مجموعة عرقية تشكل الأمة. مع توخي الحذر في الوقت نفسه من انتقال السلطة وتوضيح حدود الحكومة. كما التأكيد على أن دور الحكومة حماية حقوق الناس حيث يجب أن ينتهي إرث القيادة القمعية.
رئيس الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية: إثيوبيا تواصلت معي بشأن سد النهضة
قال سامي فوزي رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية، إن الكنيسة تتحدث عن التأثير الكبير لسد النهضة على شعبي مصر والسودان، وضرورة التوزيع العادل للمياه. لكنها في الوقت نفسه لها دور في رعاية شعب الكنيسة في إثيوبيا. كما لفت إلى أن مصر اتبعت مختلف الطرق السلمية في قضية سد النهضة الإثيوبي ولا يستطيع أحد أن يلومها.
وأشار فوزي خلال لقائه برنامج “نظرة”، المذاع على قناة “صدى البلد”، إلى أن إثيوبيا تواصلت معه لفهم معنى التوزيع العادل لمياه نهر النيل. وقال إنهم تفهموا الأمر بعدما شرح لهم المعنى المقصود. كما أشار إلى أن هناك 28 كنيسة أسقفية في مصر، و40 ألف شخصًا من شعب الكنيسة وفقا لآخر إحصائية.
مصر تتسلح بتحلية مياه البحر لعلاج الفقر المائي
وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى الحكومة بضرورة تكامل استراتيجية تحلية مياة البحر. مع سياسة الدولة للإدارة الرشيدة للمياه، ومشروعات تحلية مياه البحرالأحمر، باستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة.
وشدد على ضرورة الاستفادة القصوى من المياه الناتجة عن محطات التحلية والمعالجة المتنوعة. بالإضافة إلى توطين تكنولوجيا تحلية المياه فى مصر، سعياً لامتلاك القدرة فى هذا المجال من خلال تحلية مياه البحر. مع مزيد من الدراسات والتجارب، وصولاً لأفضل النتائج فى هذا المجال، ضمن جهود بناء القدرة الوطنية للدولة.
لذلك جرى إقامة أكبرمحطات للتحلية داخل المحافظات الحدودية، والمدن الساحلية، بديلاً عن نقل مياه نهر النيل لهذه المحافظات. والتى كانت يترتب عليها مشاكل كثيرة، سواء من خلال سيارات مياه أو تنفيذ شبكات جديدة.
وقال الدكتور محمد عبد العاطى، وزيرالموارد المائية والرى، إن حجم استثمارات تحلية متر مياه تصل لـ15 ألف جنيه إضافة للتشغيل.
وأوضح أن الاستخدام الاقتصادى الأمثل لمياه البحر المحلاة من خلال إدخالها فى الاستهلاك المنزلى والسياحى. وقال إن الوزارة تعمل منذ 3 سنوات وفق استراتيجية تستهدف تحسين نوعية المياه من خلال محطات معالجة الصرف الصحى.
أمريكا قلقة من بيع تركيا مسيرات مسلحة لإثيوبيا
اتصالاً بالتوترات الأمنية المؤثرة على ملف سد النهضة، أعربت الولايات المتحدة، الأربعاء، عن قلقها بشأن بيع تركيا مسيرات مسلحة لإثيوبيا. وقالت إنها أثارت “مخاوف إنسانية” بشأن تلك الصفقات حسبما ذكرت وكالة “رويترز” للأنباء.
وقال مسؤول غربي كبير إن لدى واشنطن “مخاوف إنسانية بالغة” بشأن هذه المبيعات. التي قد تتعارض مع القيود الأميركية على صادرات الأسلحة إلى أديس أبابا.
كانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، عزت التغير الكبير في حظوظ رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد في الحرب ضد مقاتلي تيجراي، إلى أسطول من المسيرات المسلحة التي حصل عليها من “أطراف تريد بقاءه في الحكم ومن بينها تركيا”.
وحصلت الحكومة الإثيوبية على تلك المسيرات رغم أن الولايات المتحدة وحكومات إفريقية كانت تسعى لوقف إطلاق النار في البلد الإفريقي. وذلك طبقاً لما قالته مصادر دبلوماسية للصحيفة.
وأفادت هيئة الإذاعة الإثيوبية بأن القوات الحكومية استعادت السيطرة على عدة بلدات بإقليم أمهرة من “جبهة تحرير تيجراي”. وسط تقارير عن ارتكاب انتهاكات. فيما أعلنت السلطات الإثيوبية، أن الجيش يواصل عملياته العسكرية لإخراج قوات “جبهة تحرير شعب تيجراي” من إقليمي أمهرة وعفر.
ووقع آبي أحمد في أغسطس اتفاقية عسكرية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لبيع مسيرات بيرقدار للحكومة الإثيوبية. والتي لعبت دوراً حاسماً في النصر الذي حققته أذربيجان على أرمينيا في الصراع حول إقليم ناجورنو قره باغ.
وتصنع تلك المسيرات بواسطة شركة يملكها صهر الرئيس التركي. وتجذب المسيرات التركية بحسب الصحيفة دولاً إفريقية عدة، فهي طائرات مجربة في القتال ورخيصة الثمن نسبياً. كما أن تركيا لا تفرض شروطاً على استخدامها.