انتهت الجولة السابعة من الدوري المصري الممتاز بنتائج متوقعة في بعض المباريات وأخرى مفاجئة. وهي الجولة الأخيرة قبل فترة التوقف لانشغال المنتخب الوطني بالاستعداد لبطولة كأس الأمم الأفريقية. تلك التي ستتم إقامتها في الكاميرون يوم 9 يناير المقبل. حيث سيدخل الفراعنة معسكرا تحضيريا للبطولة الكبيرة التي يحمل منتخب مصر الرقم القياسي في عدد الفوز بألقابها بـ7 مرات تاريخية.
وشهدت الجولة الأخيرة من الدوري الممتاز قبل انطلاقة بطولة الأمم مفاجأة كبيرة. تمثلت في تعادل الأهلي -متصدر الترتيب منذ انطلاق النسخة الحالية بـ6 انتصارات متتالية أمام فيوتشر الصاعد حديثًا للمسابقة هذا الموسم بنتيجة هدف لكل فريق.
وشهدت الجولة إخفاق بيراميدز أمام ضيفه إنبي بتعادل محبط من خطأ فادح لحارسه شريف إكرامي. حيث كان ينافس الفريق على الصدارة مع المارد الأحمر. فيما جاءت الجولة سعيدة بكل ما تحمله الكلمة من معنى لحامل اللقب، الزمالك. والذي قدم عرضًا رائعًا أمام ضيفه غزل المحلة وفاز بثلاث نقاط مهمة وبأهداف غزيرة برباعية نظيفة. ليكون الزمالك الفائز الأبرز من هذه الجولة. حيث رفع رصيده إلى 19 نقطة بالمركز الثاني -نفس رصيد الأهلي المتصدر- لكن لدى الأهلي مباراة مؤجلة. فيما تراجع بيراميدز للمركز الثالث بـ17 نقطة ليشتعل التنافس على صدارة المسابقة بقوة.
فما أسباب تعثر الأهلي بعد 6 انتصارات متتالية بالعلامة الكاملة؟. وما النتائج المترتبة على هذا التعادل المحبط؟. وماذا وراء الفوز الكبير للفارس الأبيض على زعيم الفلاحين وأدائه التصاعدي مؤخرا.
الأهلي تائه في الدوري عقب “سوبر أفريقيا”
بعد عودته المتأخرة في مباراة كأس السوبر الأفريقي أمام الرجاء المغربي مساء الأربعاء الماضي. وتحقيقه هدف التعادل القاتل ثم الفوز بركلات الترجيح. لم يخرج النادي الأهلي من أجواء الفرحة الكبيرة تلك بالبطولة القارية الثمينة. حيث لم يقدم أداءً جيدًا مساء أمس الأحد أمام فيوتشر في ملعب السلام بالقاهرة. واستطاع الفريق الصاعد حديثًا إحراجه والخروج بنقطة ثمينة للغاية من تعادل محبط للمارد الأحمر.
هذا التعادل وراءه أسباب عدة. أهمها بلا شك هو “التأليف” المعتاد لمدربه الجنوب أفريقي -بيتسو موسيماني- في التشكيل الذي بدأ به المباراة. حيث شهد لاعبين لا تشارك منذ فترة كبيرة مثل لويس ميكيسوني الذي ظهر بعيدًا عن مستواه وتم إخراجه بين الشوطين. وكذلك إقحام لاعبين في غير مراكزهم مثل الدفع بحمدي فتحي كمساك بالدفاع وأفشة لاعب وسط على الدائرة. ما صنع تشتيتا كبيرا للاعبين ولم يقم أي منهم بدوره.
ورغم أن الأهلي تقدّم بهدف في بداية المباراة بعد مجهود فردي رائع لأحمد عبد القادر الذي أعطى هدية لمحمد شريف ليودعها شباك فيوتشر. فإن الأحمر ظهر تائهًا بعيدًا كل البعد عن مستواه المعروف. ولم يكتف موسيماني بكل هذا “التأليف”. بل أضاف ضررا أكبر بتغييراته. خاصة عندما دفع برامي ربيعة بدلاً من ميكيسوني. وحوّل طريقة اللعب مرة ثالثة في المباراة إلى 4-2-3-1 بعدما بدأ بها ثم غيّرها إلى 3-4-3 وكذلك جرّب 4-1-4-1.
“ربيعة” البعيد كل البعد عن المشاركة وحساسية المباريات -وكذلك تواضع مستواه- أسهم بشكل مباشر في هدف التعادل لفيوتشر. حيث راوغه أحمد عاطف -مهاجم فيوتشر- مرتين وأرسل تمريرة سحرية للقادم من الخلف كريم نيدفيد الذي أودعها شباك الشناوي. ثم تراجع فيوتشر وارتكن للدفاع بكل لاعبيه حتى خرج بما أراد بنقطة التعادل الثمينة.
أخطاء موسيماني مستمرة في الدوري
لم يصلح موسيماني بباقي التغييرات ما ارتكبه من أخطاء في تشكيل بداية اللقاء. حيث أخرج أحمد عبد القادر النشيط مبكرًا وأدخل طاهر محمد. فيما أبقى أفشة البعيد عن مستواه تمامًا حتى آخر دقائق المباراة قبل أن يغيره بحسين الشحات. وكذلك أدخل عمّار حمدي متأخرًا بدلاً من ديانج، ولم يستطع تقديم الإضافة. ليخسر الأهلي نقطتين ثمينتين في صراع الصدارة كانتا ستبعده عن ملاحقيه بفارق مريح.
أخطاء موسيماني المتكررة تسببت في هذا التعادل بشكل مباشر وواضح. فيما لم يسعفه حظه الجيد في سابق المباريات التي انتهت لصالحه بالدقائق الأخيرة.
الزمالك مع كارتيرون في تصاعد
الفارس الأبيض يعيش أوقاتًا سعيدة مؤخرا. إذ يبدو أن فترة التوقف الدولي بسبب كأس العرب أفادت الفريق كثيرًا. حيث ارتاح لاعبوه بشكل أكبر بدنيًا باستثناء اللاعبين الدوليين. حيث أقام المدرب الفرنسي باتريس كارتيرون شبه معسكر صغير أعد فيه الفريق جيدًا لعودة الدوري. ومع رجوع الدوليين للفريق تعزز قوامه كثيرًا واستطاع الفوز في مباراتين بأداء رائع. أولاً على “المقاولون” بهدفين لهدف. ثم الفوز العريض على المحلة مساء أمس الأول برباعية نظيفة. ليدق الزمالك جرس إنذار لمنافسه على الصدارة بأنه لن يفرط بسهولة في لقبه هذا الموسم. بل سينافس بشدة وبكل عزمه وقوته للاحتفاظ بلقبه الثمين. علمًا بأن المدرب الفرنسي لديه خبرة واسعة في الدوري المصري وأفريقيا عامة ونال بطولات وألقابا عديدة. فضلا عن استقراره هذه المرة مع الزمالك بشكل أكبر وأكثر راحة عن فترته الأولى.
كما يبدو أن المدرب الفرنسي بات متنوعًا ومرنًا أكثر من الجانب التكتيكي هذا الموسم. خاصة بعد فترة التوقف الدولي. حيث بدأ في تنوع خططي للزمالك أسهم بشكل كبير في حل بعض الأزمات الفنية للفريق والتغلب عليها مثل أزمة صانع الألعاب. في غياب شيكابالا وأوباما. إذ لم يتأثر الفارس الأبيض بذلك كثيرًا. حيث اعتمد على مصطفى فتحي في هذا المركز ونجح بشكل كبير.
وأدخل كارتيرون لاعبين جددا على التشكيل. فضلا عن اعتماده وجوها كثيرة بسياسة تدوير رائعة بين نجوم الفريق. ليكون قادرًا على إكمال الموسم بقوة بدنية جيدة مع جاهزية أغلب لاعبي قائمة الزمالك هذا الموسم.
وبذلك رفع الفارس الأبيض رصيده إلى 19 نقطة وصيفًا لجدول ترتيب الدوري بنقاط الأهلي نفسها بفارق المواجهات المباشرة مع العلم بأن الأحمر لديه مباراة أقل.
ويبدو أن الصراع سيكون محتدمًا هذا الموسم على اللقب بين الأهلي والزمالك -حامل اللقب- كما هو معتاد خلال السنوات الماضية. وربما يكون معهما بيراميدز بقوة في النسخة الحالية للدوري مع مدربه الجيد إيهاب جلال. وذلك بعد موسم قضاه بيراميدز مع مدرب متواضع “أروابارينا” أسهم في بعده عن المنافسة طوال فترات الموسم.