إنها الساعات الأخيرة لعام 2021. والذي شهد أحداثًا كروية بامتياز خاصة لنجوم العرب المحترفين بدوريات أوروبا. إذ شهد العام تألق الطيور المهاجرة من وطننا العربي صوب القارة العجوز. وعلى رأسهم يأتي “فخر العرب” نجم مصر محمد صلاح -هداف ليفربول والدوري الإنجليزي- ليعانق المجد والأرقام القياسية في بلاد الضباب.
وبخلاف الفرعون الصغير الذي احتل بأدائه ونجاحاته القارة الأوروبية هناك نجوم عرب آخرون لامسوا سماء التألق هذا العام.
محمد صلاح فخر العرب
إذا تحدثنا عن الأفضل في العرب سيكون الحديث عنه. وإذا حاولت التحدث عن الأفضل في أفريقيا فلن تجد غيره. بل وحتى إذا جاء الحديث عن الأفضل في العالم حاليا فلا أحد يمكنه تهديد عرش محمد صلاح أو فخر العرب. فإذا ركبنا آلة الزمن واتجهنا إلى العام الماضي أو الذي قبله فلن نجد لاعبًا أفضل وأسهل وأبعد عن الخلاف لنضعه كأفضل لاعب عربي مثل “صلاح”.
فما يقدمه “صلاح” هذا الموسم بالفعل هو محط إعجاز وإبداع عن المواسم السابقة له. فبعد الموسم الماضي وإحرازه 22 هدفًا في الدوري الإنجليزي بفارق هدف فصله عن جائزة هداف الدوري. وصناعته خمسة أهداف خلال 37 مباراة وتسجيله 6 أهداف في دوري الأبطال. فإن الفرعون المصري عاد هذا العام ليعاقب الجميع وينفرد بصدارة هدافي الدوري الإنجليزي بـ15 هدفا خلال 18 مباراة فقط.
ليس هذا فقط. بل انفرد أيضًا في ترتيب صانعي الأهداف بـ9 أهداف. وحتى دوري الأبطال لم يسلم من عقاب الفرعون. فـ”صلاح” أحرز 7 أهداف خلال 6 مواجهات في دوري الأبطال ليحل ثالثًا في ترتيب الهدافين. ولا يزال في الموسم بقية ولا تزال كأس الأمم الأفريقية وتصفيات كأس العالم. والمصريون ينتظرون حسم “صلاح” ويعلقون عليه الآمال رغم صعوبة المنافسين على أهدافه الخيالية التي أدهش بها الجميع هذا الموسم.
محرز منافس صلاح
بالتأكيد هو نجم كبير منافس لصلاح دائمًا على لقب الأفضل عربيًا بإنجلترا وأوروبا عامة. فلوْلا “رياض” هذا العام لما حدث الكثير للسيتي. ولولا أدواره الحاسمة لما تأهل فريقه إلى نهائي دوري الأبطال بتسجيله 3 أهداف أمام باريس سان جيرمان ذهابًا وإيابًا. وخلال هذا الموسم استطاع رياض حتى الآن تسجيل 4 أهداف وصناعة هدفين مع الكتيبة الزرقاء بالدوري الإنجليزي. وتسجيل 5 أهداف في 6 مشاركات في دوري الأبطال. ومعها هدفان في كأس الكارباو.
ما يقدمه “محرز” من تأثير سواء خلال هذا الموسم أو الموسم الماضي حتى في ظل وجوده كبديل أحيانا صنع تأثيرًا هائلاً. ما جعل الإسباني جوارديولا يعتمد عليه في حسم العديد من المباريات الصعبة للفريق الإنجليزي داخليًا وخارجيًا.
ربما لم يشارك “محرز” أساسيا خلال جميع مباريات الموسم. إلا أن المباريات التي شارك فيها كان دائمًا موجودًا ببصمة تؤكد أهميته بين العناصر الأساسية للسيتي.
من ناحيةٍ أخرى، فمنتخب الجزائر يعتمد على “محرز” بشكل كبير جدًا. رغم قوة العناصر لديه. لكن مهارة وحسم “رياض” تلعبان دورًا أساسيًا ومؤثرًا في الأداء الهجومي الجزائري. فحتى الآن استطاع “محرز” تسجيل 5 أهداف مع الخُضر في 6 مواجهات خلال تصفيات كأس العالم الحالية. وما زالت الآمال معلّقة من جميع الجزائريين عليه لحمل الفريق إلى مونديال “قطر 2022”.
حكيمي المغرب ومستوى خيالي
بعد فوز أشرف حكيمي بالدوري الإيطالي مع إنتر ميلان وإحرازه 7 أهداف وصناعته 8 في 37 مشاركة هذا الموسم. انتقل إلى باريس سان جيرمان ليكمل رحلة المجد ويشارك هذا الموسم في 18 مباراة سجل فيها 3 أهداف وصنع 3، رغم ما يواجهه من مشكلات دفاعية.
حتى على مستوى المنتخب. فـ”حكيمي” يعد أحد أهم الأعمدة الأساسية حاليا لمنتخب المغرب في تصفيات كأس العالم. فقد استطاع إحراز هدف في التصفيات يخفف عبء الطموحات بالتأهل لكأس العالم. وذلك انتظارا للمرحلة الحاسمة.
ويظل “حكيمي” واحدًا من أكبر الأسماء في مركز الظهير الأيمن في العالم. إن لم يكن واحدًا من أكبرها في الأدوار الهجومية التي يقدمها مع باريس ومنتخب المغرب.
ساحر جزائري آخر بالبريميرليج
سعيد بن رحمة ينثر سحره في الملعب. هو أقل ما يوصف به لاعب وست هام يونايتد، الذي جاء من بعيد ليثبت نفسه في فريق متوسط أمام الفرق الكبرى بالدوري الإنجليزي. وبعد موسم ماضٍ استطاع إحراز هدف فيه وصناعة 6 لفريقه. سجل “سعيد” هذا الموسم 3 أهداف من 11 تسديدة على المرمى في الدوري الإنجليزي. فضلا عن صناعته 3 أهداف للفريق. بالإضافة إلى 3 فرص محققة استطاع صناعتها دون أن يترجمها فريقه إلى أهداف.
بعد تلك البداية أصبح “بن رحمة” أحد مراكز الخطورة التي تؤرق نوم مدربي البريميرليج قبل مواجهة وست هام. وغير هذا استطاع اللاعب في منافسات الدوري الأوروبي إحراز 3 أهداف خلال 6 مشاركات في دور المجموعات. كما تمكن فريقه الصعود كمتصدرٍ للمجموعة بدور مؤثر للاعب. فأصبح خير سفير لبلاده عند الإنجليز ومن أبرز لاعبي الدوري الإنجليزي هذا العام.
ياسين بونو حارس الأمان للمغرب
إذا تحدثنا عن أسود الأطلسي فلا بد من التحدث عن حامي العرين ياسين بونو. فـ”بونو” الآن يعد جزءًا من التغير الجذري الذي حدث بالنادي الأندلسي في خطط المدير الفني لوبيتيجي للموسم الثاني على التوالي. حيث يعد المنافس الوحيد لريال مدريد حتى الآن في الدوري الإسباني.
وبالعودة لدور “ياسين” فلم يعد الأمر مقتصرًا على كونه حارس مرمى يتصدى للتصويبات. فالموسم الماضي كتب التاريخ كأول حارس يحرز هدفًا من لعب مفتوح في تاريخ الدوري الإسباني لكرة القدم. وذلك بعد إحرازه هدف التعادل القاتل في اللحظات الأخيرة أمام “بلد الوليد” قبل خسارة فريقه ليعطي تعادلاً بطعم الفوز لرفقائه.
هذا الموسم شارك “بونو” في 15 مباراة. تصدى فيها لضربة جزاء كما حقق نسبة تصدي 68% عمومًا. وخرج بشباك نظيفة في 8 مباريات ليشارك في المركز الأول الحارس أليكس روميو كأكثر الحراس حفاظًا على نظافة شباكهم. بل استطاع “بونو” صناعة هدف ليكمل واجباته الهجومية أيضا.
يوسف النصيري هداف مغربي بامتياز
إذا كنت من متابعي الليجا الإسبانية فبالتأكيد سيكون اسم يوسف النصيري مألوفًا بالنسبة لك. فالموسم الماضي كان حافلاً بالنسبة لـ”النصيري” بمشاركته في 38 مباراة مع النادي الأندلسي. إذ بدأ كأساسي في 23 منها واستطاع تسجيل 18 هدفًا في الدوري الإسباني.
وفي دوري أبطال أوروبا شارك “النصيري” في 8 مباريات بدأ أساسيًا في 4 منها فقط. إلا أنه سجل 6 أهداف. وبعد ذهاب الفريق إلى “يوروبا ليج” استطاع أيضًا إضافة هدفين إلى سجله التهديفي.
وقد أثرت الإصابة هذا الموسم كثيرًا على مشاركات “النصيري” مع إشبيلية. حيث شارك في 7 مباريات بدأ فيها في التشكيلة الأساسية بخمس مباريات. واستطاع تسجيل 3 أهداف وصناعة هدف بمعدل تهديفي جيد جدًا. وعودة قوية من إصابة وفي انتظار مزيد من الفرص من المدير الفني للعودة لقمة مستواه.