استهل عملاق إسبانيا نادي ريال مدريد العام الجديد 2021 بخسارة محبطة للغاية وغير متوقعة أمام فريق العاصمة الإسبانية الصغير خيتافي. وأهدر 3 نقاط ثمينة في مشواره نحو استعادة لقب الليجا من جاره اللدود أتليتكو مدريد الذي حقق اللقب بالعام الماضي. ولم يكتف الملكي بهذه الخسارة فقط بل قدم واحدة من أسوأ مبارياته هذا الموسم إجمالاً. ليتجرع مرارة الهزيمة الثانية له بالدوري المحلي طوال الموسم بعد خسارة أولى من إسبانيول بهدفين لهدف.

وكانت المباراة على الورق سهلة نسبيًا وفي متناول الميرينجي نظرًا لفوارق الإمكانيات الكبير فنيًا وبدنيًا وقيمة تسويقية في اللاعبين. لكن رجال المدرب كارلو أنشيلوتي لم يكونوا في الموعد وخسروا بعد خطأ ساذج من المدافع البرازيلي الدولي إيدير ميليتاو بهدف نظيف. الذي جاء بالدقيقة التاسعة وحاول الفريق الأبيض الشهير العودة في النتيجة والتعادل بعد ذلك دون فائدة وفشل في اختراق حصون خيتافي طوال المباراة.

وبعد تلك الخسارة المفاجئة والمباغتة لبطل أوروبا التاريخي وأكثر أندية القارة العجوز فوزًا بالبطولات الأوروبية وتحديدًا دوري أبطال أوروبا في 13 مناسبة. نستعرض لكم أبرز العوامل التي أدت إلى هذه الهزيمة في بداية عام جديد ولا أسوأ للوس بلانكوس.

تشكيل خاطئ وأنشيلوتي خارج الخدمة

من الواضح أن المدرب الإيطالي المخضرم أنشيلوتي تأثر كثيرًا بالفترة الأخيرة التي شهدت غيابات عديدة عن الفريق بسبب الإصابة بفيروس كورونا. فكان خارج الخدمة هو الآخر في هذه المباراة وتحديدًا بالتشكيل الخاطئ الذي بدأ به مواجهة خيتافي. حيث كان قرار إبقاء النجم البلجيكي إيدين هازارد على دكة البدلاء غير صحيح تمامًا في لقاء أمس. لأن الفريق ظهر مفتقدًا لصاحب المهارة والقادر على الاختراق في الدفاعات المتكتلة.

فمع غياب فينيسيوس جونيور بسبب الكورونا كان لابد أن يتواجد هازارد على الجبهة اليسرى. وهي ما سببت أزمة الريال الحقيقية طوال الشوط الأول بأنه لم يجد الحلول فرديًا. لأن خيتافي يلعب بخماسي في خط الدفاع وأمامهم 3 لاعبين في محور خط الوسط. وبالتالي كان الفريق بحاجة للاعب القادر على خلخلة هذه المنظومة منذ البداية. بغض النظر عن الهدف الذي تلقاه الفريق في الدقائق الأولى، لأن خيتافي يلعب بهذه الطريقة في معظم المباريات حتى لو لم يتقدم بالنتيجة.

بالإضافة لأن ماركو أسينسيو خطورته تكمن بالقرب من منطقة الجزاء، ودائمًا ما نراه يعاني عندما يلعب الخصم بتحفظ دفاعي كبير. أما رودريجو فرغم امتلاكه بعض المهارات لكنه يفتقد للقدرات البدنية التي تجعله قادرًا على صناعة الفارق وأخذ الأمور على عاتقه. ولهذا كان قرار إبقاء هازارد على دكة البدلاء غير مبرر.

أزمة خططية دائمة للريال

يعاني الريال منذ بداية الموسم ورغم فوزه في بعض المباريات بنتائج عريضة وغلة أهداف كبيرة، من قلة وجود كثافة هجومية في منطقة دفاع الخصوم. فهو يهاجم بثلاثي فقط وأحيانًا كثيرة يخرج كريم بنزيما خارج الصندوق لاستلام الكرات. ومع عدم وجود مودريتش أو كروس صانعي اللعب للإصابة أو لأي سبب أو غيابهما عن مستواهما المعروف. يعاني الريال كثيرًا في الشق الهجومي، مع ضعف الظهراء هجوميًا بشكل واضح في مباراة أمس تحديدًا. ليظهر الفريق الملكي تائهًا وهشًا هجوميًا، وغير قادر على التعديل وإحداث الفارق ومن ثم خرج خاسرًا ودون هز الشباك.

وهو أمر غير مفهوم تكتيكيًا وخططيًا من قبل المدرب أنشيلوتي الذي عليه إيجاد حلول أكبر هجوميًا لفريقه تحديدًا أمام الفرق التي تصنع تكتلات دفاعية وتغلق المساحات تمامًا أمامه. فشاهدنا في الدقائق الأخيرة من مباراة أمس والفريق مطالب بتعديل النتيجة أن منطقة جزاء خيتافي خالية تقريبًا من لاعبي الريال.

 

 

كما كان هناك فوضى تكتيكية في الملعب بين اللاعبين، حيث حدث تداخل في الأدوار بينهم. فكان الجميع يريد التحضير ولا أحد يريد التحرك بين الخطوط وطلب الكرة. الأمر ينطبق على ثلاثي خط الوسط والظهيرين والأجنحة بالإضافة لبنزيما الذي يخرج من منطقة الجزاء بشكل مستمر لاستلام الكرة وتحريك الملعب.

نقطة قوة مفقودة وشراسة قليلة

افتقد فريق المدرب أنشيلوتي إلى القوة والشراسة في الهجوم والالتحامات والتزاحم على كل كرة، بلا رغبة وإصرار واضحين على التعادل ومن ثم تحقيق الفوز. بالإضافة لافتقاده نقطة قوة لديه بالموسم الماضي، وهي استغلال الكرات الثابتة والعرضية بالشكل المناسب. حيث لم يعد الميرينجي يستغل هذه الميزة كما كان يفعل سابقًا، فنشاهد أن جميع الركلات الركنية تذهب بلا أي فائدة. وكذلك الأمر بالنسبة للركلات الحرة التي يمكن تحويلها إلى كرات عرضية.

في مباريات مغلقة كهذه أمام خيتافي لا بد من استخدام سلاح العرضيات والكرات الثابتة لمحاولة خطف هدف على أقل تقدير لكي تصبح المباراة أكثر سهولة. لكن الفريق تراجع كثيرًا في هذا الجانب بالموسم الحالي وتحديدًا أمام خيتافي. فحتى على مستوى الأرقام والتي انحازت كلها للريال من نسبة استحواذ كبيرة وصلت إلى 74% بنهاية اللقاء.

وعدد تصويبات أكبر من المستضيف بواقع 14 إلى 6 لكن أغلبها كانت خارج الإطار، فبينها فقط 4 بين القائمين والعارضة. بينما فاعلية خيتافي أكبر حيث سدد 6 منهم 4 على المرمى، وحقق بهم هدفه الوحيد والثلاث نقاط الثمينة للغاية.